المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بليز ساعدوني ضروري



ريتلا
07-01-2014, 07:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بليز ساعدوني ضروري ابغى ترجمته القطع













جوجل +تابعونا على فيس بوكتابعونا على تويترInstagram

أضفنا إلى صفحاتك المفضلة

خدمة RSS


الدخول | التسجيل




الصفحة الرئيسة
محليات






اقتصاد



سياسة









حياتنا








رياضة





أعمدة
وسائط متعددة



تكنولوجيا






مباشر
سفر



بحث متقدم

الرئيسة
حياتنا
ثقافة

07 يناير 2014




كتب مذكراته في الظلمة وحاول تهريبها إلى النــــور

نيلسون مانديلا..مسيرة حـياة مع الحرية


المصدر: محمد إسماعيل - دبي

التاريخ: 12 يونيو 2013






مانديلا تحول أيقونة للحرية في العالم. غيتي







صورة :

1 / 2


1
2



في مثل هذا اليوم، قبل نحو نصف قرن، كان الآلاف يصلون من أجله أيضاً، لكن ليس بغرض شفاء يبدو بعيد المنال، بل للنجاة من حكم إعدام قد تصدره محكمة عنصرية، ففي الـ‬12 من يونيو عام ‬1964 تحديداً، سطر المناضل نيلسون مانديلا فصلاً من «مسيرة طويلة نحو الحرية» لنفسه وشعبه، رغـم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، إذ ظل يواصل مقاومته لنظام التمييز العـنصري، حـتى وهـو وراء جـدران معـتقل، تهاوت بعد ‬27 عاماً قضـاها مـانديلا خلفها.

في معتقل بجزيرة معزولة، وفي ليال مظلمة، غافل فيها سجانيه، كتب نيلسون مانديلا سيرته الذاتية، وحاول أن يهربها الى الخارج، لكن لم يفلح في ذلك هو ورفاقه، كما روى في سيرته «مسيرة طويلة نحو الحرية»، الذي يحوي جانباً كبيراً من قصة حياة المناضل الرمز، واعتمد نيلسون مانديلا في كتابه على كثير مما ذكره في مخطوطاته الأولى التي حاول تهريبها من السجن.

تحفل السيرة، التي ترجمتها الدكتورة فاطمة نصر، وصدرت ضمن سلسلة مكتبة الأسرة بمصر قبل ثلاث سنوات، بمرادفات الحرية والعدالة والكرامة والمقاومة، وغيرها من الكلمات التي يستدعيها مجرد ذكر نيلسون مانديلا، واللافت أن المناضل الذي تدهورت حالته الصحية أخيراً، ويصارع في المستشفى من أجل الحياة، لم يحاول إضفاء هالات على حياته، بل سرد في صفحاتها أحداثاً قد لا تروق للبعض، خصوصاً ممن يعتبرون الرجل أسطورة عصرية، وأيقونة ذات بريق باهر.

إنسانيات


خاتمة

ختم الزعيم نيلسون مانديلا مذكراته بسطور تعلن مرحلة مختلفة، وتلخص مسيرة حياته قائلا: «لم أولد وعندي فهم للحرية، فلقد ولدت حرا قدر معرفتي عن الحرية، كنت حرا أن أجري في الحقول قرب كوخ والدتي، وحرا في أن أسبح في القناة الصافية في قريتي وأمارس النشاطات الصبيانية الأخرى. لكن في جوهانسبرغ رأيت ببطء ليس فقط أنني لست حرا، بل إن جميع من هم على لوني لا يتمتعون بالحرية، والتحقت بالمؤتمر الوطني الإفريقي، وعند ذلك تبدل فهمي لحريتي بفهم أكبر لحرية شعبي. وخلال تلك السنوات الطويلة تحول فهمي لحرية كل الناس، بيضاً وسودا، فقد كنت أعلم أنه لابد من تحرير الظالم من الكراهية والتحيز وضيق الأفق. وحينما خرجت من السجن كانت مهمتي هي تحرير الظالم والمظلوم، وقد يقول البعض إنه تم إنجاز ذلك، لكني أعلم أن هذا غير صحيح، فقد خطونا الخطوة الأولى فقط على طريق أطول وأصعب، فلأن تكون حرا لا يعني فقط أن تلقي بقيدك، لكن أيضا أن تعيش بطريقة تحترم وتعلي من حريات الآخرين. ولقد سرت ذلك الطريق الطويل نحو الحرية، وحاولت ألا أتعثر، لكنني اتخذت خطوات خاطئة على الطريق. وقد اكتشفت السر أنه بعد أن يكمل الإنسان تسلق تل يكتشف أن هناك تلالاً أخرى كثيرة عليه تسلقها. لقد أخذت لحظة هنا للراحة لأسترق النظر الى ذلك المشهد المجيد الذي يحيط بي، وأنظر خلفي الى المسافة التي قطعتها، لكنني لا أسطيع التوقف سوى لحظة، لأن الحرية تأتي بمسؤوليات، ولا أستطيع الإطالة، لأن مسيرتي لم تنته بعد».


روى مانديلا في «مسيرة طويلة نحو الحرية» مراجعاته لذاته، ولحظات الضعف الإنساني التي اعترته خلال رحلة الكفاح الطويلة، وقوفه أمام نفسه ومساءلته لها: ما الجدوى من كفاح يقود الى المعتقل؟ وما ذنب الأسرة الصغيرة؟ ولم يخف صاحب السيرة أساه عندما علم بوفاة أمه وهو في السجن، وكذلك عندما جاءه خبر موت ابنه في حادث سيارة، ولم تسمح له السلطات بحضور جنازته.

تبدأ السيرة بفصل بعنوان «طفولة في الريف»، إذ ولد دوليهلاهلا (الاسم الأصلي لمانديلا قبل أن تمنحه إحدى معلماته في ما بعد اسم نيلسون)، في قرية مفيزو بمنطقة ترانسكي التي تبعد مئات الأميال عن جوهانسبرغ، في الـ‬18 من يوليو عام ‬1918، لوالد بمثابة زعيم قبيلة، لكن لم تستمر زعامته طويلا، إذ كان ضحية لحكم جائر من «سيد أبيض»، فقد على إثِره تلك المكانة والثروة أيضاً، ورحل الوالد والابن في التاسعة من العمر، لينتقل مانديلا الابن الى وصي يقوم على شأنه وتربيته.

تلقى نيلسون مانديلا تعليمه، وحاز شهادة متوسطة، والتحق بعدها بالجامعة، لكنه تركها نتيجة تمسكه ببعض مواقفه، واصطدامه برئيس تلك الجامعة، الذي اعتبره مانديلا أحد البيض المستبدين.

لم تتبلور أفكار المناضل الشاب خلال تلك المرحلة المبكرة من حياته، بل على العكس من ذلك، كانت أقصى أمانيه أن يصير «جنتلمان إنجليزيا»، يرى في النظام البرلماني الغربي قمة الديمقراطية، وعاش خلال تلك المرحلة منبهراً بنمط الحياة الإنجليزي، الى أن ترك الإقليم الذي يستقر فيه، ورحل إلى مدينة جوهانسبرغ. الطريف أن قصة الرحيل كانت بمثابة رحلة هروب من عروس، فالوصي الذي كان يرعى شؤون مانديلا تخير له فتاة، وحاول تزويجه بها، إلا أن الشاب آثر ترك المكان، والتمرد على ذلك التقليد، وكأنه يعلن عن جانب من شخصيته العنيدة.

تمييز عنصري

في المدينة الكبيرة، فتح مانديلا عينيه على مظاهر البؤس التي يحياها كثير من الملونين، أفارقة وهنودا، وقبلها سياسة التمييز العنصري وضحاياها: «كانت جريمة أن تدخل من باب مخصص للبيض، وجريمة أن تركب حافلة للبيض، وجريمة أن تستعمل صنبور مياه للبيض، وجريمة أن تسير على شاطئ مخصص للبيض، وجريمة أن توجد في الشارع بعد الحادية عشرة مساء، وجريمة ألا تحمل دفتر تصاريح، وجريمة أن يكون هناك توقيع خطأ في الدفتر، وجريمة أن تكون عاطلا، وجريمة أن تصل في المكان الخطأ، وجريمة أن تسكن في المكان الخطأ، وجريمة ألا يكون لك سكن. كنا نسمع يومياً آلاف الإهانات التي يلقاها الأفارقة في حياتهم».

التحق مانديلا في بداية استقراره بالمدينة بالعمل في أحد المناجم، عاش أياماً صعبة، وذاق مرارات كثيرة، مثل الآلاف من أبناء شعبه، دخل بعد حين الجامعة، وحصل على إجازة الحقوق، وصار محامياً للفقراء، انغمس في هموم السود، وانخرط كذلك في العمل السياسي، وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، صار بعد فترة أحد أبرز وجوهه، وطاف أرجاء كثيرة في بلاده، ودخل في صراعات بالجملة مع السلطات، خصوصاً بعد دعوات الاضرابات والعصيان المدني.