dear
19-03-2007, 07:11 AM
آراء ومقالات د . محمد بن عبدالعزيز المسند
1ـ البلاء بين المؤمن والفاجر
الفرق بين البلاء الذي يصيب الأخيار والصالحين، والذي يصيب الأشرار والمفسدين، أنّ البلاء الذي يصيب الأخيار والصالحين يكون تكفيراً لذنوبهم ورفعاً لدرجاتهم، وتطهيراً لهم. أمّا الذي يصيب الأشرار والمفسدين فإنّه يكون عقاباً لهم ومحقاً وانتقاماً من الله ـ عز وجل ـ منهم، والله عزيز ذو انتقام.. وربّما كان سبباً في هدايتهم ورجوعهم إلى الحقّ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.. هذا ما دلّت عليه نصوص الشريعة الغرّاء.
2ـ حريّة الفكر وحريّة الكفر..!!
الفرق بين حريّة الفكر وحريّة الكفر، أنّ حريّة الفكر تعني أنّ لكلّ إنسان أن يفكّر كما يشاء، ويبدع في أيّ مجال شاء، في حدود الدائرة الإسلامية الواسعة التي لا يكاد يحصرها حصر، أو يحدّها حدّ إلا في النزر اليسير. وأمّا حرية الكفر، فتعني فتح الباب لكلّ ملحد وكافر، وزنديق وفاجر ليقولوا ما شاءوا، ويتقيئوا ما أرادوا، من النيل من الثوابت والدين، والسخرية من المؤمنين، وإشاعة الفاحشة في المسلمين، دون رقيب أو حسيب. والكارثة أن يتمّ الخلط ـ المتعمّد أو غير المتعمّد ـ بين هاتين الحريّتين، بحجّة الانفتاح!!، واستنشاق الهواء النقيّ!!!!!!، واحترام الرأي الآخر!!!! ولا خير في أمّة تحترم الكفر والإلحاد، والزندقة والفساد، وتفتح أبوابها له.
3ـ الوصاية والحماية
الفرق بين الوصاية والحماية؛ أنّ الوصاية تعني التسلّط على الآخرين، وفرض الآراء الفاسدة عليهم بالقوّة، ومنعهم من التفكير الموصل إلى الحق بالخداع والتضليل والتلبيس والتهويش، وحجب الآراء الصائبة والصحيحة، أو التعمية عليها، وهذه هي طريقة أهل الفساد والإفساد، وإن زعموا خلاف ذلك، أو رموا به غيرهم. وأمّا الحماية؛ فتعني الصيانة والرعاية، وحفظ الأجيال الصاعدة وتحذيرها من العقائد الباطلة، والمذاهب المنحرفة، والأفكار المضلّلة، وحجبها عنهم بقدر الإمكان، لكي لا ينهلوا في بدء تكوينهم إلا من مورد عذب زلال.. وهذه الحماية والرعاية هي التي تغيظ الأعداء من أهل الكفر والزندقة والنفاق، وتكسّد سوقهم، فلا غرابة أن يصفوها بالوصاية قلباً للحقائق، وجلباً لماء وجوههم الرائق. فسبحان من لا تخفى عليه العظائم والدقائق.
4ـ المحبّة الجبليّة، والمحبّة الشرعية
الفرق بين المحبّة الجبليّة الطبيعيّة، والمحبّة الشرعية الإيمانيّة؛ أنّ الأولى محبّة تقتضيها الطبيعة والجبلّة لا تعلّق لها بكفر ولا إيمان، ولا يختصّ بها الإنسان، بل تشاركه فيها حتّى البهائم والأنعام، كمحبّة الزوجة والعشيرة والأوطان، وهذه المحبّة لها حدّ إذا تجاوزته خرجت إلى ما قد يصل إلى الشرك والضلال وعبادة الأوثان، كقول الشاعر:
وطني لو صوّروه لي وثناُ لهممت ألثم ذلك الوثنـــا !!!
وقول الآخر:
بلادك قدّمهــــــا على كــــلّ ملّة ومن أجلها أفطر ومن أجلها صمِ
سلام على كفــــر يوحّــــــد بيننا وأهـــــلاً وسهــــلاً بعــــده بجهنّمِ
وأمّا المحبّة الشرعية الإيمانية، فهي من اسمها متعلّقة بالإيمان، تدور معه حيث دار، بل هي أوثق عرى الإيمان كما جاء في الحديث الشريف، ومقتضاها محبّة كلّ ما يحبّه الله وإن كان أبعد بعيد، وبغض كلّ ما يبغضه الله وإن كان أقرب قريب، والمنع لله، والإعطاء لله. وإنّما تُنال ولاية الله بذلك. وقد تجتمع المحبّتان، وقد تفترقان.. فتجتمعان في الزوجة إذا كانت مسلمة مؤمنة، فيحبّها زوجها المحبّة الشرعية الإيمانيّة إضافة إلى المحبّة الجبليّة الطبيعية. وتفترقان في الزوجة الكتابيّة، التي ليس لها إلا المحبّة الجبليّة دون الشرعية الإيمانيّة، حتى تعتنق دين الحقّ. وكذلك في الأوطان، فتجتمعان في الوطن المسلم الذي يقام في شرع الله، وتعظّم فيه شعائر الله. وتفترقان في الوطن الكافر الذي تُقصى فيه شريعة الله، ويؤذى فيه أولياء الله، فتبقى المحبّة الفطرية الجبليّة، مع بغضه بغضاً شرعياً لما فيه من الكفر والإلحاد والفساد ... فلا تلازم بين المحبّتين.
5ـ الصراحة والوقاحة
الفرق بين الصراحة والوقاحة؛ أنّ الصراحة خُلُق جميل يعني الوضوح في الخطاب، والجهر بالصواب بلا مداهنة أو نفاق، مع الالتزام بالخُلق الحسن، والأدب الجمّ، ومعرفة قدر الآخرين ومنازلهم. وأمّا الوقاحة فعلى الضدّ من ذلك، فهي خُلُق ذميم يعني التطاول على الآخرين بغير حقّ، واحتقارهم، والجهر في وجوههم بما يسوؤهم، ويجرح مشاعرهم، بلا أدب ولا احترام، ولا معرفة لأقدارهم ومنازلهم، فهو قرين البذاءة والنذالة وسوء الخُلُق. ويستثنى من ذلك المظلوم فله أن يجهر بالسوء، كما قال تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }.
1ـ البلاء بين المؤمن والفاجر
الفرق بين البلاء الذي يصيب الأخيار والصالحين، والذي يصيب الأشرار والمفسدين، أنّ البلاء الذي يصيب الأخيار والصالحين يكون تكفيراً لذنوبهم ورفعاً لدرجاتهم، وتطهيراً لهم. أمّا الذي يصيب الأشرار والمفسدين فإنّه يكون عقاباً لهم ومحقاً وانتقاماً من الله ـ عز وجل ـ منهم، والله عزيز ذو انتقام.. وربّما كان سبباً في هدايتهم ورجوعهم إلى الحقّ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.. هذا ما دلّت عليه نصوص الشريعة الغرّاء.
2ـ حريّة الفكر وحريّة الكفر..!!
الفرق بين حريّة الفكر وحريّة الكفر، أنّ حريّة الفكر تعني أنّ لكلّ إنسان أن يفكّر كما يشاء، ويبدع في أيّ مجال شاء، في حدود الدائرة الإسلامية الواسعة التي لا يكاد يحصرها حصر، أو يحدّها حدّ إلا في النزر اليسير. وأمّا حرية الكفر، فتعني فتح الباب لكلّ ملحد وكافر، وزنديق وفاجر ليقولوا ما شاءوا، ويتقيئوا ما أرادوا، من النيل من الثوابت والدين، والسخرية من المؤمنين، وإشاعة الفاحشة في المسلمين، دون رقيب أو حسيب. والكارثة أن يتمّ الخلط ـ المتعمّد أو غير المتعمّد ـ بين هاتين الحريّتين، بحجّة الانفتاح!!، واستنشاق الهواء النقيّ!!!!!!، واحترام الرأي الآخر!!!! ولا خير في أمّة تحترم الكفر والإلحاد، والزندقة والفساد، وتفتح أبوابها له.
3ـ الوصاية والحماية
الفرق بين الوصاية والحماية؛ أنّ الوصاية تعني التسلّط على الآخرين، وفرض الآراء الفاسدة عليهم بالقوّة، ومنعهم من التفكير الموصل إلى الحق بالخداع والتضليل والتلبيس والتهويش، وحجب الآراء الصائبة والصحيحة، أو التعمية عليها، وهذه هي طريقة أهل الفساد والإفساد، وإن زعموا خلاف ذلك، أو رموا به غيرهم. وأمّا الحماية؛ فتعني الصيانة والرعاية، وحفظ الأجيال الصاعدة وتحذيرها من العقائد الباطلة، والمذاهب المنحرفة، والأفكار المضلّلة، وحجبها عنهم بقدر الإمكان، لكي لا ينهلوا في بدء تكوينهم إلا من مورد عذب زلال.. وهذه الحماية والرعاية هي التي تغيظ الأعداء من أهل الكفر والزندقة والنفاق، وتكسّد سوقهم، فلا غرابة أن يصفوها بالوصاية قلباً للحقائق، وجلباً لماء وجوههم الرائق. فسبحان من لا تخفى عليه العظائم والدقائق.
4ـ المحبّة الجبليّة، والمحبّة الشرعية
الفرق بين المحبّة الجبليّة الطبيعيّة، والمحبّة الشرعية الإيمانيّة؛ أنّ الأولى محبّة تقتضيها الطبيعة والجبلّة لا تعلّق لها بكفر ولا إيمان، ولا يختصّ بها الإنسان، بل تشاركه فيها حتّى البهائم والأنعام، كمحبّة الزوجة والعشيرة والأوطان، وهذه المحبّة لها حدّ إذا تجاوزته خرجت إلى ما قد يصل إلى الشرك والضلال وعبادة الأوثان، كقول الشاعر:
وطني لو صوّروه لي وثناُ لهممت ألثم ذلك الوثنـــا !!!
وقول الآخر:
بلادك قدّمهــــــا على كــــلّ ملّة ومن أجلها أفطر ومن أجلها صمِ
سلام على كفــــر يوحّــــــد بيننا وأهـــــلاً وسهــــلاً بعــــده بجهنّمِ
وأمّا المحبّة الشرعية الإيمانية، فهي من اسمها متعلّقة بالإيمان، تدور معه حيث دار، بل هي أوثق عرى الإيمان كما جاء في الحديث الشريف، ومقتضاها محبّة كلّ ما يحبّه الله وإن كان أبعد بعيد، وبغض كلّ ما يبغضه الله وإن كان أقرب قريب، والمنع لله، والإعطاء لله. وإنّما تُنال ولاية الله بذلك. وقد تجتمع المحبّتان، وقد تفترقان.. فتجتمعان في الزوجة إذا كانت مسلمة مؤمنة، فيحبّها زوجها المحبّة الشرعية الإيمانيّة إضافة إلى المحبّة الجبليّة الطبيعية. وتفترقان في الزوجة الكتابيّة، التي ليس لها إلا المحبّة الجبليّة دون الشرعية الإيمانيّة، حتى تعتنق دين الحقّ. وكذلك في الأوطان، فتجتمعان في الوطن المسلم الذي يقام في شرع الله، وتعظّم فيه شعائر الله. وتفترقان في الوطن الكافر الذي تُقصى فيه شريعة الله، ويؤذى فيه أولياء الله، فتبقى المحبّة الفطرية الجبليّة، مع بغضه بغضاً شرعياً لما فيه من الكفر والإلحاد والفساد ... فلا تلازم بين المحبّتين.
5ـ الصراحة والوقاحة
الفرق بين الصراحة والوقاحة؛ أنّ الصراحة خُلُق جميل يعني الوضوح في الخطاب، والجهر بالصواب بلا مداهنة أو نفاق، مع الالتزام بالخُلق الحسن، والأدب الجمّ، ومعرفة قدر الآخرين ومنازلهم. وأمّا الوقاحة فعلى الضدّ من ذلك، فهي خُلُق ذميم يعني التطاول على الآخرين بغير حقّ، واحتقارهم، والجهر في وجوههم بما يسوؤهم، ويجرح مشاعرهم، بلا أدب ولا احترام، ولا معرفة لأقدارهم ومنازلهم، فهو قرين البذاءة والنذالة وسوء الخُلُق. ويستثنى من ذلك المظلوم فله أن يجهر بالسوء، كما قال تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }.