المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاضر ومستقبل التدريس في واقعنا العربي



the master
30-06-2007, 06:34 PM
حاضر ومستقبل التدريس في واقعنا العربي



واقع مهنة التدريس في عالمنا العربي.... إلى أين؟؟

نعيش اليوم أزمة يثيرها معظم المفكرين والتربويين في الوطن العربي وهي الأزمة المتعلقة بفشل الأنظمة التعليمية في بلادنا العربية حيث أنها عاجزة عن تخريج طلبة وأجيال يتمتعون بصفات التفكير الانتقادي والإبداعي والتحليلي، فهي بذلك لا تعمل على إيجاد أجيال مبدعة ومستقلة وقادرة على حل مشكلاتها بموضوعية وبأساليب علمية. نجد اليوم هذا الأزمة مثار نقاش لدى العديد من الأطراف وبمستويات متعددة تقترح كل منهما تغيرات معينة نرى معظمها لا يتجاوز كونه شكلي فالرؤى لم تتطور بعد إلى خطط واستراتيجيات تركز على أسباب موضوعيه وجوهريه للأزمة، فالبعض يرى الأزمة على أنها انعكاس لسوء المناهج ونقص البرامج ولكننا لو قيّمنا الموضوع بشكل أكثر موضوعية لوجدنا أن مناهجنا لا تختلف جذرياً عن مناهج دول أخرى لا تعاني من نفس الأزمة مما يقودنا إلى أن الأسباب لا بد وأن تكون في مكان آخر ولربما كان السبب هو مايراه الكثير من التربويين إلا وهو نوعية التدريس ومواصفات المدرس في شتى المراحل والتي أرفع صوتي عالياً لأقول أنه قد آن الأوان لإعادة النظر ولتقييم حقل التعليم في عالمنا العربي ولتحليل جميع أطراف العملية التربوية وخاصة ما يتعلق بالمدرس للوصول إلى تغذيات راجعة لا بد منها لاستدراك ما وصلنا إليه من حالة تردي وضياع للأجيال. الأنظمة التعليمية المختلفة بمجموعة مناهج منتهية الصلاحية ومدرسين غير أكفاء، وإمكانات دون المستوى القياسي، وسياسات ومؤسسات غير فعاله. فالتدريس هو مهنة تتطلب من المعلم متطلبين رئيسين وهما:

1- الفن الموروث والمتعلق بشخصيته وسماتها كقوة الشخصية، الجاذبية، اللطف، الحضور، القدرة على الاتصال والتواصل، الصدق، الحزم، المرح والتحديد وغيرها من السمات التي لو دققنا فيها لوجدنا سمات غير مرتبطة بالتدريب بقدر ما هي سمات شخصية موروثة أصلاً.

2- العلم المكتسب وهو ما يتعلق بالجانب العلمي الذي يجب أن يتقنه ويتمكن به المعلم والذي يتطلب منه أن يكون معلماً ومتعلماً في آنٍ واحد فيحرص على المتابعة والوقوف على كل ما هو جديد ومستجد في حقله ليكون واثقاً مما يقول فيجد هذه الثقة لدى طلبته بالمقابل، كما أن للعلم علاقة وثيقة بدراسته لطرق التدريس المختلفة والتقنيات التربوية الحديثة. ولا بد هنا وأن أضيف أن ما بين العلم والفن يجب أن لا نغفل كتربويين أهمية عنصر لاشك وأنه من يحدد مدى نجاح أو فشل المعلم في هذه المهنة إلا وهو عنصر الإيمان والرغبة في ممارسته للتعليم فنحن ندرك تماماً بأن الدافعية هي أهم شرط لحدوث ونجاح التعلم، والتعليم أيضاً، فإن لم يكن المعلم محباً لمهنته راغباً فيها حاملاً لرسالة يعيش لها ومن أجلها، فعندها فقط سيكون مسلحاً لمواجهة جميع التحديات سواء ما كان منها في المنهج أو النظام الإداري أو حتى في إشكاليات ذات علاقة بعناصر الرضى الوظيفي وأهمها الدخل المادي الذي انتقد وبشدة ربطه بأداء المدرس ومقداره ونوعيته.

حاضر ومستقبل مهنة التدريس في واقعنا العربي

في حين نجد اليابان تطلق على المعلم لديها لقب مهندساً بشرياً، نجده في واقعنا العربي يعاني من تقدير تراجع عن السابق من قبل مجتمعاننا وأعتقد أن لهذا العديد من الأسباب منها إغفالنا للمواصفات الشخصية للطالب قبل اعتمادنا إياه في كليات التربية أو في أية كلية لها علاقة بمهنة التدريس كالآداب والعلوم، فلا بد هنا أن نعود ونركز على قضية اختيار الشخصيات المناسبة لهذه المهنة أولاً ومن ثم العمل على إخضاعها لبرامج الإعداد والتدريب المناسبة، وأيضاً علينا أن نعير الجانب المتعلق بأساليب التدريس وفنونه الاهتمام الكافي مما يقودنا إلى ضرورة اشتمال برامج التخصص المختلفة للمعلمين مساقات وبرامج خاصة بفن التدريس وطرقه واستراتيجياته كالتعامل مع المشكلات الصفية والفروق الفردية والحالات الخاصة. من هنا أوكد على أن مؤسساتنا التعليمية العربية مطالبة بالبقاء على إطلاع مستمر بالتغيرات التكنولوجية السريعة على مستوى العالم، فإن التدريس بشكل عام، وتعليم المدرسين بشكل خاص مطالبين بنفس الشئ فالمدرس الغير ملم باستراتيجيات التعليم الفعالة، وغير المدرك للأنماط المختلفة للتدريس ولتقنياته المختلفة المحفزة على التعلم والتعليم، وكذلك غير المدرك لحاجات التلاميذ المختلفة ولاستعداداتهم المتفاوتة، فإنه لا ولن يتمكن يوماً من إحراز التغير المطلوب، فلا بد إذاً من الارتقاء إلى أفكار تعليمية أخرى كالتعليم المتمركز حول الطالب والغرف الصفية التفاعلية فلن يكفي إدخال التقنيات والتكنولوجيا الحديثة إلى مدارسنا وصفوفنا بل أن الأهم هو وجود مدرس فعال مؤمن برسالته ويعمل على تسليح نفسه بكل ما هو جديد من معرفة وتدريب مطلوبين ليستطيع معهما إحراز تغيرات جذرية في مواصفات الجيل الجديد فالمعلم اليوم يجب أن لا يستمر كناقل وحافظ للمعرفة ومصدراً وحيداً لها بل أنه يجب أن يتغير ليصبح مرشداً وموجهاً وميسراً للعمليتين التعليمية والتربوية. من أين يبدأ التغير المطلوبأرى كما يرى الكثير من التربويين أنه لا بد وأن يبدأ التغير بأولى خطواته من الجامعات والمعاهد فعلى أساتذة الجامعات والمعاهد في العلم العربي أن يكونوا أول من يرفع راية التغيير للمضي قدماً نحو عملية إصلاح التعليم ونوعيته وذلك من خلال تقييم برامج إعداد وتدريب المدرسين وإجراء التغيرات المناسبة على هذه البرامج وأسس انتقاء طلابهم كرفع معدلات القبول فيها مع ضرورة التركيز على احتواء البرامج على أفضل وآخر المستجدات وأساليب التدريس،

من هنا فقط نستطيع إيجاد نواة من المعلمين الأكفاء المعدين إعداداً علمياً ممتازاً إلى جانب امتلاكهم لمواصفات ومقومات لشخصية المعلم القائد "الكاريزما" قادرين بذلك من تحقيق رسالة مفادها إيجاد جيل يحمل مواصفات إبداعية قادرة على مواجهة تحديات العصر، حراً قادراً على التعبير عما يريد ويرغب، قادراً على تحقيق غايات مجتمعه بجميع أبعادها. وبالنهاية لا بد لنا وأن نرتقي بمعلمينا إلى فضاءات أكثر إبداعا وسحراً وتأثيراً لنعيد لهذه المهنة العظيمة سمعتها التي لطالما كانت الأفضل في مجتمعنا ولنجد مع هذا المعلم جيلاً جديداً نحن في أمسى الحاجة له فهو الثورة الحقيقية التي إذا حصلنا عليها فلن يكون للمستحيل مكاناً في واقعنا العربي..... فلنبدأ معاً نحو التغيير

ورود الغلا
30-06-2007, 06:39 PM
موضوع رائع و قضية فعلا تحتاج للنظر فيها

تقبل مروري : وردة

the master
30-06-2007, 07:10 PM
وردة الغلا

اسعدني مرورك

نورتي

sarouna
30-06-2007, 08:02 PM
موضوع رااااااااااااائع ومميز

باركَ الله فيك




الأنظمة التعليمية المختلفة بمجموعة مناهج منتهية الصلاحية ومدرسين غير أكفاء، وإمكانات دون المستوى القياسي، وسياسات ومؤسسات غير فعاله.



the master

سلمت أناملك ياصاحب القلم الذهبي....
دائما بانتظار مواضيعك المتميزة

تقبل مروري البسيط
تحياتي و ودي

the master
01-07-2007, 02:38 AM
موضوع رااااااااااااائع ومميز

باركَ الله فيك






the master

سلمت أناملك ياصاحب القلم الذهبي....
دائما بانتظار مواضيعك المتميزة

تقبل مروري البسيط
تحياتي و ودي

سارونة

اسعدتني كلماتك كثيرا

نورتي