Try To Reach
29-01-2008, 04:31 PM
علم اللغة النفسى.. وعلات أمراض اللغة
د. نازك إبراهيم عبد الفتاح
فى نطاق علم اللغة النفسى تتم معالجة أمراض اللغة.
وقد نما هذا العلم فرعا من فروع علم اللغة التطبيقى منذ منتصف القرن العشرين باهتمامه بنظريات التعلم والمعلومات.
ثم بات يتناول اللغة من منظور علم النفس باعتبار اللغة ظاهرة نفسية عند المتكلم والسامع على السواء،
فيصوغ المتكلم أفكاره فى عبارات يعبر عنها بالكلام فيدركها السامع ويفهمها،
ويرصد العمليات الذهنية عند اكتساب اللغة أو عند استخدامها وعلاقة ذلك بالفكر والثقافة... فيدرس العمليات التى
يقوم العقل البشرى من خلالها بربط الصيغة (مسموعة أو مكتوبة) بالمعنى من خلال وسيط وهو نظام اللغة.
وقد أشرت فى كتابى «مشكلات اللغة والتخاطب فى ضوء علم اللغة النفسى (دار قباء عام 2002) إلى أنه من مقومات علم اللغة النفسى
السلوك اللغوى ومستواه والنشـاط الفسـيولوجى العصبى.
إن إشارة اللغة تنتج وتدرك بواسطة عمل أجهزة بيولوجية أى الطرق السمعية والبصرية من الأعضاء الحسية إلى المخ،
والطرق الحركية من المخ إلى الجهاز الصوتى ونظام اليد الذراع وفى باطن المخ نفسه يكون أساس تمثيلات إشارة اللغة فى أشكالها المعقدة وأيضا أداء عمل القدرات اللغوية والمعرفية.
كما أشرت إلى أنه غير زلات اللسان والوقفات المتكررة أثناء الكلام،
هناك تلك الهنات الناتجة عن إعاقة فى القدرة اللغوية بسبب علة أصابت أجهزة النطق أو خلل ألم بالمراكز العصبية،
وهى من منظور علم اللغة النفسى تؤثر فى شخصية المرء لما يشعر به من أسى أو حرج أو فقدان الثقة بالنفس.
فقد تضعف وظائف اللغة عند الفرد نتيجة لأذى يلحق به من الناحية الفسيولوجية العصبية كمثل الحبسة (aphasia) أى فقد القدرة على الكلام
والإعاقة التامة لقدرات اللغة المركزية، وهى تختلف عن إعاقة الوظائف المعرفية غير اللفظية (القدرات الفكرية إزاء قدرات اللغة) وعن الوظائف السطحية (الكلام إزاء القدرات) وعن الحالات غير السوية (الذهانية سواء خلقية أو تطورية)
كما تختلف عن تلك الاضطرابات الناشئة من بعد رسوخ نظام لغوى سوى عند الأطفال وأيضا تلك المرتبطة بالشيخوخة.
وهناك ضروب من الحبسة حيث تعاق الوظيفة اللغوية بشدة، فيكون المريض قادرا على نطق بضعة مقاطع لكنه غير قادر على نطق كلمات كاملة مع احتفاظه بالنبر والتنغيم.
وهذا الاقتضاب الخاص بالنحو agrammation فيركب المريض منطوقات من كلمات معجمية رئيسة
بينما يحذف عناصر فيبدو كلامه وكأنه منقول تلغرافيا.
وتلك الحبسة المسماة باسم واصفها طبيب الأمراض العصبية Wernicke
ويوصف فيها كلام المريض بأنه ضرب من اللغو والثرثرة. وتلك الحبسة الناتجة عن نقل الاندفاع بواسطة عصب من الأعصاب والمؤدية إلى التأتأة،
وتلك الحبسة الحركية من وراء اللحاء، حيث تعاق أوجه الإنتاج الحركى الخاص بالكلام مع صعوبة فى استهلال النطق مؤدية الى تلعثم وفأفأة.
ومن أسباب إعاقة اللغة تلف نسيج المخ فى حالات الأمراض الناتجة عن التلوث.
وفى دراسة لخطاب المصابين بالفصام (الشيزوفرينيا) ظهرت أنماط لغوية بهم، فهناك انعدام التغير فى طبقة الصوت
أو المبالغة فى هذا التغير ويكون الكلام عاليا وبصوت مغمغم وقباع كالخنزير،
كما أن لغتهم تعد مضطربة على المستوى التركيبى فهم يستخدمون خلطا من الكلمات وجملا مؤلفة بطريقة عشوائية.
ويختلف إناج الخطاب عند الفصاميين اختلافا نوعيا عن إنتاجه عند المتحدثين الأسوياء.
وقد تمكن تحليل علم اللغة النفسى للخطاب من التمييز بين مجموعتين فصامية وغير فصامية بواسطة تحليل العبارات
إلى متماسكة ومفككة؛ مما يشير إلى أن تحليل خطاب الفصاميين يساهم مع الحكم المبنى على الملاحظة المباشرة للمريض فى تشخيص الفصام.
د. نازك إبراهيم عبد الفتاح
فى نطاق علم اللغة النفسى تتم معالجة أمراض اللغة.
وقد نما هذا العلم فرعا من فروع علم اللغة التطبيقى منذ منتصف القرن العشرين باهتمامه بنظريات التعلم والمعلومات.
ثم بات يتناول اللغة من منظور علم النفس باعتبار اللغة ظاهرة نفسية عند المتكلم والسامع على السواء،
فيصوغ المتكلم أفكاره فى عبارات يعبر عنها بالكلام فيدركها السامع ويفهمها،
ويرصد العمليات الذهنية عند اكتساب اللغة أو عند استخدامها وعلاقة ذلك بالفكر والثقافة... فيدرس العمليات التى
يقوم العقل البشرى من خلالها بربط الصيغة (مسموعة أو مكتوبة) بالمعنى من خلال وسيط وهو نظام اللغة.
وقد أشرت فى كتابى «مشكلات اللغة والتخاطب فى ضوء علم اللغة النفسى (دار قباء عام 2002) إلى أنه من مقومات علم اللغة النفسى
السلوك اللغوى ومستواه والنشـاط الفسـيولوجى العصبى.
إن إشارة اللغة تنتج وتدرك بواسطة عمل أجهزة بيولوجية أى الطرق السمعية والبصرية من الأعضاء الحسية إلى المخ،
والطرق الحركية من المخ إلى الجهاز الصوتى ونظام اليد الذراع وفى باطن المخ نفسه يكون أساس تمثيلات إشارة اللغة فى أشكالها المعقدة وأيضا أداء عمل القدرات اللغوية والمعرفية.
كما أشرت إلى أنه غير زلات اللسان والوقفات المتكررة أثناء الكلام،
هناك تلك الهنات الناتجة عن إعاقة فى القدرة اللغوية بسبب علة أصابت أجهزة النطق أو خلل ألم بالمراكز العصبية،
وهى من منظور علم اللغة النفسى تؤثر فى شخصية المرء لما يشعر به من أسى أو حرج أو فقدان الثقة بالنفس.
فقد تضعف وظائف اللغة عند الفرد نتيجة لأذى يلحق به من الناحية الفسيولوجية العصبية كمثل الحبسة (aphasia) أى فقد القدرة على الكلام
والإعاقة التامة لقدرات اللغة المركزية، وهى تختلف عن إعاقة الوظائف المعرفية غير اللفظية (القدرات الفكرية إزاء قدرات اللغة) وعن الوظائف السطحية (الكلام إزاء القدرات) وعن الحالات غير السوية (الذهانية سواء خلقية أو تطورية)
كما تختلف عن تلك الاضطرابات الناشئة من بعد رسوخ نظام لغوى سوى عند الأطفال وأيضا تلك المرتبطة بالشيخوخة.
وهناك ضروب من الحبسة حيث تعاق الوظيفة اللغوية بشدة، فيكون المريض قادرا على نطق بضعة مقاطع لكنه غير قادر على نطق كلمات كاملة مع احتفاظه بالنبر والتنغيم.
وهذا الاقتضاب الخاص بالنحو agrammation فيركب المريض منطوقات من كلمات معجمية رئيسة
بينما يحذف عناصر فيبدو كلامه وكأنه منقول تلغرافيا.
وتلك الحبسة المسماة باسم واصفها طبيب الأمراض العصبية Wernicke
ويوصف فيها كلام المريض بأنه ضرب من اللغو والثرثرة. وتلك الحبسة الناتجة عن نقل الاندفاع بواسطة عصب من الأعصاب والمؤدية إلى التأتأة،
وتلك الحبسة الحركية من وراء اللحاء، حيث تعاق أوجه الإنتاج الحركى الخاص بالكلام مع صعوبة فى استهلال النطق مؤدية الى تلعثم وفأفأة.
ومن أسباب إعاقة اللغة تلف نسيج المخ فى حالات الأمراض الناتجة عن التلوث.
وفى دراسة لخطاب المصابين بالفصام (الشيزوفرينيا) ظهرت أنماط لغوية بهم، فهناك انعدام التغير فى طبقة الصوت
أو المبالغة فى هذا التغير ويكون الكلام عاليا وبصوت مغمغم وقباع كالخنزير،
كما أن لغتهم تعد مضطربة على المستوى التركيبى فهم يستخدمون خلطا من الكلمات وجملا مؤلفة بطريقة عشوائية.
ويختلف إناج الخطاب عند الفصاميين اختلافا نوعيا عن إنتاجه عند المتحدثين الأسوياء.
وقد تمكن تحليل علم اللغة النفسى للخطاب من التمييز بين مجموعتين فصامية وغير فصامية بواسطة تحليل العبارات
إلى متماسكة ومفككة؛ مما يشير إلى أن تحليل خطاب الفصاميين يساهم مع الحكم المبنى على الملاحظة المباشرة للمريض فى تشخيص الفصام.