المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أن نترجم أدبنا أفضل من أن يترجمه الغرب*



Try To Reach
09-10-2008, 06:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://www.islamonline.net/arabic/In_Depth/Translation_Bridges/Issue/2005/01/Images/pic04.jpg

حصول محفوظ على جائزة نوبل
أهم محطة في ترجمة الأدب العربي




محمد جبريل

كنا مشغولين -لسنوات طويلة- بالترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية، ولم نكن نفعل المقابل، أي أننا لم نكن نترجم من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية -فيما عدا استثناءات نادرة-، وهو ما أدى بالضرورة لأن نتابع الإبداعات العالمية على نحو ما، بينما لم يكن العالم يتابع إبداعاتنا على أي نحو.

والحق أن أستاذنا نجيب محفوظ ما كان ليفوز بجائزة نوبل لولا ترجمة عدد من رواياته إلى عدد من اللغات الأوربية، لا سيما الفرنسية (زقاق المدق هي أول ما ترجم من روايات محفوظ إلى الفرنسية في 1970. وتغير اسمها إلى "زقاق المعجزات").

وإذا كنا خلال تلك السنوات الطويلة في حاجة للترجمة "عن" أكثر من حاجتنا للترجمة "إلى" فإن التفوق المؤكد الذي حققه الإبداع العربي يفرض تغير هذه الصورة الثابتة، بنوع من التوازن الذي يتيح للقارئ الأجنبي أن يقرأ الإبداعات العربية مثلما يتاح للقارئ العربي أن يتابع الإبداعات الأجنبية.

المشكلة أن عملية الترجمة تشبه حركة الطيران التي لا بد أن تتوقف في مطار تحويل، وهي المحطة التي تتبعها شركة الطيران الناقلة. فالأدب العربي يترجم إلى الإنجليزية أو الفرنسية أولا، ويترجم من إحدى اللغتين إلى لغة أخرى، والعكس -بالطبع- صحيح.

ما مقياس الأدب العالمي؟

والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا الصدد هو: ما مقياس الأدب العالمي؟.

فالموسوعي الألماني "ثيروفون فيلبيرت" في كتابه "الأدب العالمي الحديث" لم يعتبر فيه سوى الأدب الأوربي المعاصر، والأدب الأمريكي المعاصر. وثمة قاموسان ألفتهما إليزابيث فرينزيل، ذهبت فيهما إلى أن الأدب العالمي هو -في أصله- منبثق من الأدب الغربي.

في حين يرى فيلهالم ثيرنوس أن الأدب لا يحقق العالمية إلا إذا عمل على اكتشاف إمكانات الإنسان الجديدة بتحقيق نفسه ضمن الإمكانات الموجودة في المعطيات الموضوعية التاريخية. وإذا عمل كذلك على إفساح المجال لها لكي تلعب دورًا كاملاً في التعبير عنها بطريقة مناسبة لهذا الإنسان الحر، المنتمي إلى نوع من المخلوقات الواعية بخلق شروط عيشها، ولا يصل إلى مستوى تاريخي عالمي إلا الأدب الذي يلاحق آثار التاريخ العالمي. وإذا سمح لنا بالمبالغة أكثر في التعبير، فسنقول بأنه لا يدخل ميدان الأدب العالمي، ولا يصل إلى مرتبة يعتنى بها، إلا الأدب الذي يسلك طريق المبادرة ذات الأهمية التاريخية العالمية بالنسبة لعمليات المجتمع الإنساني المحدودة في نطاق محلي، بل وربما تقودها هذه المبادرة إلى الطريق الصحيح" (الثقافة العالمية - يوليو 1987).

أي أن النظرة إلى العالمية يجب أن تتغير، وهي النظرة التي ترى في العالم الأوربي مقرًّا مميزًا للأدب العالمي، على الرغم من تأكيد روائي عالمي هو ميلان كونديرا أن رواية الجنوب، أسفل خط 35 "ثقافة روائية عظيمة، جديدة، يميزها حس غير اعتيادي للواقع، مقرون بخيال منطلق، يكسر كل قواعد المعقولية" (الطفل المنبود: رانية خلاف 39).

وإذا لم يكن الأدب في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية قد تحقق له التفوق الصداري، فإنه -في الأقل- في درجة مساوية لإبداعات الغرب، وللأسف فإن صورة العرب في أعين الأوربيين ثابتة منذ القرن السادس عشر، لم يطرأ عليها أي تغير أو تحول. من هنا كان الزعم -عقب فوز محفوظ بنوبل- أنه -محفوظ- واحة في صحراء مجدبة!.

وأذكر أني قلت للمستعربة الصديقة أولريكا شتيلي: عمليات ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية، هل هي تعبير عن اهتمام بأدب متفوق، وله موضعه بين إبداعات العالم، أم أن ذلك الاهتمام يتحدد في اعتباره ظاهرة حضارية؟.

ولأن أولريكا شتيلي أمضت سنوات في عالمنا العربي تدرس وتتأمل وتسأل وتناقش، وتتعرف إلى التاريخ والمعتقدات والقيم والتقاليد، فهي لم تَعُد مجرد مستعربة. إنها تدرك أبعاد الصورة جيدًا، ملامحها وألوانها وظلالها وعمقها. فقالت: إن السلبية هي ما يريده الغرب في الإبداعات العربية. إنهم يريدون الحريم والخصيان والختان والتخلف والفقر. لا يعنيهم الفن بقدر ما تعنيهم الصور القاتمة!.


التتمة هنــا (http://www.islamonline.net/arabic/In_Depth/Translation_Bridges/Issue/2005/01/04.shtml)

Try To Reach
09-10-2008, 06:07 PM
قبل أن يصبح سلمان رشدي ممثلاً عنا

http://www.islamonline.net/arabic/In_Depth/Translation_Bridges/Issue/2005/01/Images/pic04b.jpg