بريـ الأمل ــق
22-11-2008, 02:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيا أمة ضاق عن وصفها ... جنان المفوه والأخطب
تضيع الحقيقة ما بيننــــــــــا ... ويعلوا البريء مع المذنب
ويهضم فينا الإمام الحكيم ... ويكرم فينا الجهول الغبي
هي أبيات قالها حافظ إبراهيم قبل أعوام ... أبيات كلما قرأتها قلت في نفسي أحقا هذا هو حال امتنا؟ أهذا هو وضعنا حقا؟ ومكثت في حيرتي فترة طويلة لا ادري أحقا ما قاله الشاعر أم هذه مبالغة منه حتى حدث هذا الحدث
قبل عدة سنوات مات أحد الكتاب العالميين والذي عرفت كتاباته بالإلحاد والكفر الشديد وما أن مات حتى انتشر خبر وفاته في كل مكان واصبحت لا ارى أي قناة ارضية أو فضائية إلا وتتحدث عن هذا الخبر المفجع بالنسبة لهم وللأسف اكثر هذه القنوات عربية وإسلامية ... واستمر الحديث عنه والكلام في سيرته لأكثر من اسبوع ...
وبعد وفاته بعدة أيام رأيت احد البرامج يعلن وفاة عالم من علماء الكيمياء الحيوية في نفس البلد ... والذي صدمني أن وفاته حدثت قبل ايام ومع ذلك لم أرَ قناة واحدة أو برنامجا واحدا يتحدث عن وفاة هذا العالم سوى هذا البرنامج الذي كان قد استضافه قبل اسبوع
عندما سمعت الخبر شعرت باكتئاب ... هذا العالم قد مات ولا يتحدث عنه احد وعندما مات الملحد قامت الدنيا كلها .. ثم خف اكتئابي بعد فترة.
لكني بقيت أتعجب من هذا الأمر وأذكره دائما... بل لم استطع نسيانه
ومرت سنة أو أكثر على هذا الأمر
وفي شهر رمضان من هذا العام سمعت بوفاة أحد المشايخ والقراء الذين عرفوا بعلمهم الواسع وكنت لم أسمع به قبل ..
ذلك اليوم أخبرني أبي بوفاته وأخبرني أن بوفاته يحدث تغير في عالم القراءات ... تعجبت عندما سمعت هذا الكلام ... فإن كان هذا الرجل كذلك لماذا لم نسمع به من قبل؟ وعندما مات لماذا لم يتحدث أحد عن وفاته؟ وبدأت أشك في أن من نقل هذه المعلومات عن هذا العالم إنما هو مخطيء أو ... أن هذه الدنيا بها شيء ...
وبعد تفكير قررت البحث بنفسي عن هذا الشيخ
وبعد ان بحثت عن بعض المعلومات عنه عادت لي الكآبة من جديد
الشيخ ... إبراهيم السمنودي... أعلم اهل الأرض بالقراءات في عصرنا ... وبوفاته نزل الإسناد في الدنيا درجة بخصوص القراءات الشواذ وقد علم أنه لا يوجد على وجه الأرض الأن من الأحياء من يروي القراءات الشاذة عن الشيخ حنفي السقا غيره. وله من المؤلفات في علم التجويد والقراءات ما يزيد على الثلاثين
قال فيه الشيخ علي الحذيفي: الشيخ السمنودي قد أفنى عمره في خدمة هذا العلم ولم يكن تقدمه في العمر أو الأمراض التي عانى منها عائقاً للاستمرارية في تألقه بما يخدم المسلمين.
وقال الدكتور عبد الله الجار الله أستاذ علم القراءات في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة: أن جُلّ تلاميذ الشيخ هم من كبار المقرئين المدققين والمتخصصين المحققين
قال المحقق والشيخ عبدالرافع رضوان (عضو اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف): إن الشيخ السمنودي هو أستاذي المحقق، وشيخي المدقق، صاحب المؤلفات العديدة، والمنظومات الفريدة في علم القراءات، التي تؤكد تفوقه في هذا الميدان.
توفي هذا الشيخ في رمضان ولم يعلم أو يسمع به أحد ...
توفي العالم ودفن ونحن لا نعلم
يموت الممثلون والراقصون والكتاب ... المسلم منهم والكافر ... الكبير أو الصغير ... المبتديء والشهير...
فتقوم الدنيا عليه ولا تقعد ... ويتحدث الكل عنه ولا يسكت... تتحدث عن سيرته المذيعات وتعرض أعماله القنوات وتؤلف في سيرته الكتب والمسلسلات
وعندما يموت العالم.... لا أحد يسمع به ولا احد يعلم عنه.. بل ربما لا يعرفه احد من الناس أصلا إلا القليل كما حدث مع شيخنا
أحقا هذا هو حال هذه الدنيا؟....
أهكذا يهضم حق العالم ويسود فيها الجاهل؟!!..
وبعد سنوات من الحيرة علمت ان شاعرنا لم يكن مخطئا بل هو محق بل لديه كل الحق في ما قال
ويهضم فينا الإمام الحكيم ... ويكرم فينا الجهول الغبي
فصدقت يا حافظ.... وما يستوقفني الآن أنك قلت هذا قبل عشرات السنين فماذا كنت ستقول الآن؟!...
واختم مقالتي هذه ببيت سمعته وآمنت به تماما
عجيب أمر دنيانا عجيب .... غريب ما ترى فيها غريب
ملاحظة
من أراد ان يعرف بعض المعلومات حول هذا العالم فليرجع إلى هذه الروابط وإن كانت معلوماتها قليلة في حقه
http://www.azharway.com/vb/showthread.php?t=25332 (http://www.azharway.com/vb/showthread.php?t=25332)
http://www.alriyadh.com/2008/09/18/article374921.html (http://www.alriyadh.com/2008/09/18/article374921.html)
بقلم اختكم...
بريق الامل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيا أمة ضاق عن وصفها ... جنان المفوه والأخطب
تضيع الحقيقة ما بيننــــــــــا ... ويعلوا البريء مع المذنب
ويهضم فينا الإمام الحكيم ... ويكرم فينا الجهول الغبي
هي أبيات قالها حافظ إبراهيم قبل أعوام ... أبيات كلما قرأتها قلت في نفسي أحقا هذا هو حال امتنا؟ أهذا هو وضعنا حقا؟ ومكثت في حيرتي فترة طويلة لا ادري أحقا ما قاله الشاعر أم هذه مبالغة منه حتى حدث هذا الحدث
قبل عدة سنوات مات أحد الكتاب العالميين والذي عرفت كتاباته بالإلحاد والكفر الشديد وما أن مات حتى انتشر خبر وفاته في كل مكان واصبحت لا ارى أي قناة ارضية أو فضائية إلا وتتحدث عن هذا الخبر المفجع بالنسبة لهم وللأسف اكثر هذه القنوات عربية وإسلامية ... واستمر الحديث عنه والكلام في سيرته لأكثر من اسبوع ...
وبعد وفاته بعدة أيام رأيت احد البرامج يعلن وفاة عالم من علماء الكيمياء الحيوية في نفس البلد ... والذي صدمني أن وفاته حدثت قبل ايام ومع ذلك لم أرَ قناة واحدة أو برنامجا واحدا يتحدث عن وفاة هذا العالم سوى هذا البرنامج الذي كان قد استضافه قبل اسبوع
عندما سمعت الخبر شعرت باكتئاب ... هذا العالم قد مات ولا يتحدث عنه احد وعندما مات الملحد قامت الدنيا كلها .. ثم خف اكتئابي بعد فترة.
لكني بقيت أتعجب من هذا الأمر وأذكره دائما... بل لم استطع نسيانه
ومرت سنة أو أكثر على هذا الأمر
وفي شهر رمضان من هذا العام سمعت بوفاة أحد المشايخ والقراء الذين عرفوا بعلمهم الواسع وكنت لم أسمع به قبل ..
ذلك اليوم أخبرني أبي بوفاته وأخبرني أن بوفاته يحدث تغير في عالم القراءات ... تعجبت عندما سمعت هذا الكلام ... فإن كان هذا الرجل كذلك لماذا لم نسمع به من قبل؟ وعندما مات لماذا لم يتحدث أحد عن وفاته؟ وبدأت أشك في أن من نقل هذه المعلومات عن هذا العالم إنما هو مخطيء أو ... أن هذه الدنيا بها شيء ...
وبعد تفكير قررت البحث بنفسي عن هذا الشيخ
وبعد ان بحثت عن بعض المعلومات عنه عادت لي الكآبة من جديد
الشيخ ... إبراهيم السمنودي... أعلم اهل الأرض بالقراءات في عصرنا ... وبوفاته نزل الإسناد في الدنيا درجة بخصوص القراءات الشواذ وقد علم أنه لا يوجد على وجه الأرض الأن من الأحياء من يروي القراءات الشاذة عن الشيخ حنفي السقا غيره. وله من المؤلفات في علم التجويد والقراءات ما يزيد على الثلاثين
قال فيه الشيخ علي الحذيفي: الشيخ السمنودي قد أفنى عمره في خدمة هذا العلم ولم يكن تقدمه في العمر أو الأمراض التي عانى منها عائقاً للاستمرارية في تألقه بما يخدم المسلمين.
وقال الدكتور عبد الله الجار الله أستاذ علم القراءات في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة: أن جُلّ تلاميذ الشيخ هم من كبار المقرئين المدققين والمتخصصين المحققين
قال المحقق والشيخ عبدالرافع رضوان (عضو اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف): إن الشيخ السمنودي هو أستاذي المحقق، وشيخي المدقق، صاحب المؤلفات العديدة، والمنظومات الفريدة في علم القراءات، التي تؤكد تفوقه في هذا الميدان.
توفي هذا الشيخ في رمضان ولم يعلم أو يسمع به أحد ...
توفي العالم ودفن ونحن لا نعلم
يموت الممثلون والراقصون والكتاب ... المسلم منهم والكافر ... الكبير أو الصغير ... المبتديء والشهير...
فتقوم الدنيا عليه ولا تقعد ... ويتحدث الكل عنه ولا يسكت... تتحدث عن سيرته المذيعات وتعرض أعماله القنوات وتؤلف في سيرته الكتب والمسلسلات
وعندما يموت العالم.... لا أحد يسمع به ولا احد يعلم عنه.. بل ربما لا يعرفه احد من الناس أصلا إلا القليل كما حدث مع شيخنا
أحقا هذا هو حال هذه الدنيا؟....
أهكذا يهضم حق العالم ويسود فيها الجاهل؟!!..
وبعد سنوات من الحيرة علمت ان شاعرنا لم يكن مخطئا بل هو محق بل لديه كل الحق في ما قال
ويهضم فينا الإمام الحكيم ... ويكرم فينا الجهول الغبي
فصدقت يا حافظ.... وما يستوقفني الآن أنك قلت هذا قبل عشرات السنين فماذا كنت ستقول الآن؟!...
واختم مقالتي هذه ببيت سمعته وآمنت به تماما
عجيب أمر دنيانا عجيب .... غريب ما ترى فيها غريب
ملاحظة
من أراد ان يعرف بعض المعلومات حول هذا العالم فليرجع إلى هذه الروابط وإن كانت معلوماتها قليلة في حقه
http://www.azharway.com/vb/showthread.php?t=25332 (http://www.azharway.com/vb/showthread.php?t=25332)
http://www.alriyadh.com/2008/09/18/article374921.html (http://www.alriyadh.com/2008/09/18/article374921.html)
بقلم اختكم...
بريق الامل