تــــرومان 11
31-01-2009, 02:42 AM
في بلدة صغيرة هادئة و جميلة
يحكمها رجل عادل وسكان سعداء بعيشهم راضون
من بينهم رجل اسمه ( عبد العليم )
وهو مزارع يعمل بجد ونشاط
في مزرعة ٍ يملكها احد أغنياء البلدة
لهذا الرجل حكاية مليئة بالأحداث والمواقف
ذات يوم ٍ جاء مالك المزرعة واخبره بأنه مضطر لحسم جزء من
أجرته لأن شيخ المزارعين ( وهو المسؤول الاول لمزارع البلدة )
امر بوجوب عمل مزارعين اثنين في المزرعة الواحدة
للتخفيف عن مزارعي البلدة ولإيجاد عمل للمزارعين الشباب
وأضاف أيضا ً ان مسؤول خزانة البلدة أيد هذا الامر
باعتبار ان هذا الخصم يذهب ليصبح اجرة للمزارعين الشباب العاطلين
ولعدم إمكانية الخزانة لتحمل اجور عمال آخرين
وكل هذا باعتبار انه مؤقت
وسوف يعود كل شئ كما كان
وكان لابد ...
ان يرضى المزارع بالأمر الواقع
وبعد أيام وأيام
صارت الأيام شهورا
والشهور سنين
والسنين عقدا من الزمن
اكتشف المزارع ان حالته هذه بلا نهاية
ولازال عمله لم يخف عنه بل زاد بالرغم من وجود مزارع مساعد معه
وانه يعاني من الظلم جراء الاجرة البسيطة امام عملهم الشاق
وان كلامه المستمر لصاحب المزرعة لا يجدي نفعا ً
بل ان شيخ المزارعين ليس بيده شئ
في تلك الليلة
كان المزارع في فناء بيته
مستلقي على ظهره ينظر الى السماء
ويتسال :
ما الذي يمنع من حل المشكلة . . . ! !
بلدتنا غنية بالثروة الزراعية
وخزانة البلدة مليئة بالذهب والفضة
فما السبب من الظلم وانقاص الاجرة
وأنا مزارع في البلدة ومن أهلها
وفي حكم الطبيعي أن لا أعاني من مثل هذا الحال .
وفي اليوم الثاني
فوجئ بان كثير من مزارعي البلدة يعانون نفس المشكلة
بل ان بعضهم ساء حالهم اكثر من المتوقع
مما اضطرهم مع الوقت ان يذهبوا لقاضي البلدة
ويخبرونه بأمرهم
وقال لهم القاضي عند سماعه :
أعطوني وقت انظر في أمركم
بعد فترة
تناقلت أنباء بين الناس ان قاضي البلدة
قد قال للمقربين منه أن المزارعين لهم الحق بالحصول على أجرته السابقة قبل قرار الحسم
وان نظام الأجرة في البلدة يساندهم في هذا الحق
لكن المؤسف بالامر
ان فترة من الزمن مرت ولم يبت القاضي بالأمر
و لا جديد سوى ما يتناقل الناس
أخبار سارة حينا وحينا غير ذلك
ومن بين ماتناقله اهل البلدة
ان حاكم البلدة العادل
قد أمر بإعادة الأجرة السابقة للمزارعين
وإعادة حقهم المهضوم كاملا ً بلا نقصان
لكن شئ لا يعلمه المزارعون ان هناك من يقف وراء تنفيذ ذلك
ومما يرويه الناس حول ذلك
ان مسؤول الخزانة رجل مؤثر في البلدة
لكنه للاسف شخص محب للمال وممايصعب اعادة اجور المزارعين
انه يستنزف من خزانة البلدة باسم مصروفات قصره وعماله وخدمه واقاربه و يقف دائما ًامام كل تطور وبناء للبلدة
وان الحاكم يتغاضى عنه لقرابته منه ولكبر سنه
ومنعا ً للمشاكل باعتبار ان البلدة لم تشهد قط في تاريخها طرد او اسقاط شخص بمثله من قبل
خصوصا ً ان مسؤول الخزانة مصاب مؤخرا ً بمرض العطاس الشديد
...
وفي يوم من الايام خرج المزارع من بيته متوجها ً لعمله بالمزرعة
وبينا هو يمشي شاهد من بعيد ساعي البريد خارجا ً
من مبنى خزانة البلدة مسرعا ً
و بينما هو يركض سقطت منه رسالة
وشاهد ذلك المزارع الذي حاول ان يناديه من بعيد
الا انه لم يستطع حيث دخل ساعي البريد لقصر الحاكم
وعاد المزارع ادراجه
ثم اخذ الرسالة التي سقطت والفضول يحثه
و فتحها وهو يلتفت يمنه ويسره
وكان فيها مايلي :
المرسل : نائب مسؤول الخزانة
المرسل اليه : حاكم البلدة المبجل
بعد التحية والاكرام
لقد قمت ببعض مااستطعت ان اقوم به حيث ان مسؤول الخزانة عطس اليوم حتى غاب عن الوعي كعادته الاسبوعيه
واثناء ذلك قمت بالاقرار المبدئي لمشروع جسر البلدة بالاضافة الى الموافقة لصرف اجر جزء من المزارعين بناء على الموجودات من خزانة البلدة وهذا مااستطعت القيام به هذا الاسبوع
تنوية : هذا الاسبوع الاغمائه استمرت سبع ساعات ويتوقع ان تزيد المرة القادمة
انتهت الرسالة امضاء نائب خزانة البلدة
واغلق المزارع الرسالة والقى بها حيث كانت اذا قد يعود ساعي البريد اليه
وانطلق المزارع مسرعا ً يخالجه السرور بان شئ سوف ينجز ليعود له حقه المسلوب
وبعد ان استوعب الامر وعقله
قال يحدث نفسه :
كنا وصرنا ...
وسنقول بإذن الله يوما ًً قد كنا
فاصبروا معاشر المزارعيــــــــــــــــن
يحكمها رجل عادل وسكان سعداء بعيشهم راضون
من بينهم رجل اسمه ( عبد العليم )
وهو مزارع يعمل بجد ونشاط
في مزرعة ٍ يملكها احد أغنياء البلدة
لهذا الرجل حكاية مليئة بالأحداث والمواقف
ذات يوم ٍ جاء مالك المزرعة واخبره بأنه مضطر لحسم جزء من
أجرته لأن شيخ المزارعين ( وهو المسؤول الاول لمزارع البلدة )
امر بوجوب عمل مزارعين اثنين في المزرعة الواحدة
للتخفيف عن مزارعي البلدة ولإيجاد عمل للمزارعين الشباب
وأضاف أيضا ً ان مسؤول خزانة البلدة أيد هذا الامر
باعتبار ان هذا الخصم يذهب ليصبح اجرة للمزارعين الشباب العاطلين
ولعدم إمكانية الخزانة لتحمل اجور عمال آخرين
وكل هذا باعتبار انه مؤقت
وسوف يعود كل شئ كما كان
وكان لابد ...
ان يرضى المزارع بالأمر الواقع
وبعد أيام وأيام
صارت الأيام شهورا
والشهور سنين
والسنين عقدا من الزمن
اكتشف المزارع ان حالته هذه بلا نهاية
ولازال عمله لم يخف عنه بل زاد بالرغم من وجود مزارع مساعد معه
وانه يعاني من الظلم جراء الاجرة البسيطة امام عملهم الشاق
وان كلامه المستمر لصاحب المزرعة لا يجدي نفعا ً
بل ان شيخ المزارعين ليس بيده شئ
في تلك الليلة
كان المزارع في فناء بيته
مستلقي على ظهره ينظر الى السماء
ويتسال :
ما الذي يمنع من حل المشكلة . . . ! !
بلدتنا غنية بالثروة الزراعية
وخزانة البلدة مليئة بالذهب والفضة
فما السبب من الظلم وانقاص الاجرة
وأنا مزارع في البلدة ومن أهلها
وفي حكم الطبيعي أن لا أعاني من مثل هذا الحال .
وفي اليوم الثاني
فوجئ بان كثير من مزارعي البلدة يعانون نفس المشكلة
بل ان بعضهم ساء حالهم اكثر من المتوقع
مما اضطرهم مع الوقت ان يذهبوا لقاضي البلدة
ويخبرونه بأمرهم
وقال لهم القاضي عند سماعه :
أعطوني وقت انظر في أمركم
بعد فترة
تناقلت أنباء بين الناس ان قاضي البلدة
قد قال للمقربين منه أن المزارعين لهم الحق بالحصول على أجرته السابقة قبل قرار الحسم
وان نظام الأجرة في البلدة يساندهم في هذا الحق
لكن المؤسف بالامر
ان فترة من الزمن مرت ولم يبت القاضي بالأمر
و لا جديد سوى ما يتناقل الناس
أخبار سارة حينا وحينا غير ذلك
ومن بين ماتناقله اهل البلدة
ان حاكم البلدة العادل
قد أمر بإعادة الأجرة السابقة للمزارعين
وإعادة حقهم المهضوم كاملا ً بلا نقصان
لكن شئ لا يعلمه المزارعون ان هناك من يقف وراء تنفيذ ذلك
ومما يرويه الناس حول ذلك
ان مسؤول الخزانة رجل مؤثر في البلدة
لكنه للاسف شخص محب للمال وممايصعب اعادة اجور المزارعين
انه يستنزف من خزانة البلدة باسم مصروفات قصره وعماله وخدمه واقاربه و يقف دائما ًامام كل تطور وبناء للبلدة
وان الحاكم يتغاضى عنه لقرابته منه ولكبر سنه
ومنعا ً للمشاكل باعتبار ان البلدة لم تشهد قط في تاريخها طرد او اسقاط شخص بمثله من قبل
خصوصا ً ان مسؤول الخزانة مصاب مؤخرا ً بمرض العطاس الشديد
...
وفي يوم من الايام خرج المزارع من بيته متوجها ً لعمله بالمزرعة
وبينا هو يمشي شاهد من بعيد ساعي البريد خارجا ً
من مبنى خزانة البلدة مسرعا ً
و بينما هو يركض سقطت منه رسالة
وشاهد ذلك المزارع الذي حاول ان يناديه من بعيد
الا انه لم يستطع حيث دخل ساعي البريد لقصر الحاكم
وعاد المزارع ادراجه
ثم اخذ الرسالة التي سقطت والفضول يحثه
و فتحها وهو يلتفت يمنه ويسره
وكان فيها مايلي :
المرسل : نائب مسؤول الخزانة
المرسل اليه : حاكم البلدة المبجل
بعد التحية والاكرام
لقد قمت ببعض مااستطعت ان اقوم به حيث ان مسؤول الخزانة عطس اليوم حتى غاب عن الوعي كعادته الاسبوعيه
واثناء ذلك قمت بالاقرار المبدئي لمشروع جسر البلدة بالاضافة الى الموافقة لصرف اجر جزء من المزارعين بناء على الموجودات من خزانة البلدة وهذا مااستطعت القيام به هذا الاسبوع
تنوية : هذا الاسبوع الاغمائه استمرت سبع ساعات ويتوقع ان تزيد المرة القادمة
انتهت الرسالة امضاء نائب خزانة البلدة
واغلق المزارع الرسالة والقى بها حيث كانت اذا قد يعود ساعي البريد اليه
وانطلق المزارع مسرعا ً يخالجه السرور بان شئ سوف ينجز ليعود له حقه المسلوب
وبعد ان استوعب الامر وعقله
قال يحدث نفسه :
كنا وصرنا ...
وسنقول بإذن الله يوما ًً قد كنا
فاصبروا معاشر المزارعيــــــــــــــــن