ام عبادي
11-10-2005, 12:49 AM
لقد استبشرت خيراً بقرار الثلاث سنوات الذي يمنح المرأة فرصة التمتع بإجازة أمومة طويلة ووجدت فيه بارقة أمل لتوظيف الفتيات اللواتي يجرين خلف الوظيفة ولم يتزوجن ويردن المشاركة في تحمل أعباء الحياة مع والديهم ووجدت فيه قراراً صائباً يقضي بتوفير الحب والأمان للطفل في حضن امه حيث سيبقى في حضنها أكبر فترة ممكنة ....ولكن ...بعد ...فهم للقرار _..والذي أتمنى أن يكون فهاً خاطئاً _ وبعد تفكير عميق ...تأكدت أن لا أحد من النساء سيطبقه .
لعدة أمور :
أن ربع الراتب يعد خسارة لموظفة تتقاضى مرتباً كبيراً وتترك البيت سبع ساعات فقط ...ليس لأن المرأة تحب المال أكثر من حبها للبقاء مع وليدها ..ولكن لأن معظم الموظفات عليهن أقساط ...فقد ساهمن في قيام هيكل البيت ...أو شراء الأرض ...وأقلهن من تحملت أقساط سيارة لها أو لأحد أبناءها ...وهذه ليست على استعداد لتدفع ربع الراتب _ المتبقي لها _ للبنك وتبقى تتسول عند أرجل زوج اعتاد على أن تكف يديها إن جاء ذكر المال ...حينها ...ستذل أمومتها وعاطفتها ولا تذل نفسها له
إن قرار الأربعين يوماً ..وإلحاقها بإجازة اخرى لمن يستحقها ...قرار غير صائب البته لسبب واحد وهو اننا كلنا نحتاج للمزيد من الوقت للراحة بعد الولادة والأمر لا يتطلب طلب إجازة من الطبيبة
ثم ....إن عملية البحث عن إجازة عملية مضنية وفيها إذلال للنفس مع الطبيبة ...ووالله إنني كنت اطلب من الطبيبة منحي إجازة لأني كنت اشعر بآلام المخاض_وقد ولدت في نفس ذاك اليوم _ ومع ذلك رفضت منحي إجازة على تغيبي وذنبي الوحيد أن بطني لم يوح لها بأني في الشهر التاسع ... واتهمتني بعيونها بأني أستغل الحمل لمصلحتي .....فإذا كانت وهي الحنونة قد رفضت وأنا أعاني من المخاض ...فكيف ستمنحني إجازة مابعد الوضع بأربعين يوماً ؟؟؟!!!!!..بل إننا والله لنفضل في معظم الأوقات الدوام في وظائفنا بدلاً من معاناة الوقوف والانتظار في المستشفيات وإذلال النفس للطبيبات وشحذهم ورقة إجازة هي من مستحقاتنا كنساء أنجبن رجال المستقبل ومن حقنا كوننا قد خرجنا من تجربة مريرة ومررنا بحالات تعب منهكة ومرهقة وأصابنا زلزال ضخم زلزل جسدنا بكامله
فالمرأة بعد الولادة تكون هشة من الناحية الصحية .... تحتاج إلى التعامل الرقيق والملاحظة الدقيقة والعناية المركزة ...
كما أنها تكون هشة عضوياً ونفسياً فإذا تعرضت لأي ضغوطات حتى وإن كانت بسيطة , فإنها تستجيب لها بالاضطراب الشديد
تصوروا أن 50% من الأمهات يعانين من هذه الأحزان الرقيقة بعد الولادة
والاكتئاب يظهر في خلال الأسابيع الستة بعد الولادة .. ونسبه انتشاره من 10 – 15 % .. وإذا لم يعالج قد يستمر شهوراً طويلة تصل إلى عام كامل
أما حياتها ...ففي الليل عناء وسهر .. وفي النهار مكابدة وإرضاع واستقبال ضيوف .. تحاول أن تبتسم وأن تؤقلم نفسها مع وضعها .. ثم تنهار مقاومتها .. والمشكلة أنها في معظم الأحوال يتجاهل الآخرون من حولها الحزن الذي أصبح بادياً على وجهها وجسدها .. أنها تعاني من صعوبة النوم والاستيقاظ المتكرر ويضاعف من ذلك اضطرارها للاستيقاظ في أوقات أخرى لرضاعه الطفل .
إن معاناة الحمل والولادة ليست بيولوجية محضة ....هناك عوامل نفسيه واجتماعيه .. إذن نحن أمام معاناة ذات أبعاد ثلاثية : بيولوجيه – نفسيه – اجتماعيه ) *اهـ
إن القلق والتوتر وعدم الاستقرار والعصبية والخوف تكاد تكون هي المشاعر المسيطرة على الأم الوالدة
وحين أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بالنساء , فإنه كان يعلم بالأوقات الحرجة التي تمر بها والتي تحتاج فيها إلى المساندة الحقة ...
أيها القراء ...رجالاً ونساء
يخطيء كثير من الناس حينما يقيس معاناة الولادة من الولادة نفسها ويتجاهل تسعة أشهر تسبقها ......وكثير من الدول تمنح إجازة وضع ولكنها لا تمنح إجازة للحمل ولا تراعي التعب والإجهاد الذي تتعرض له المرأة الحامل ..والناتج ...إجهاضات متكررة ومشاكل صحية وآلام ...وأوضاع متعبة ومنهكة لها وللمستشفيات الحكومية ....
ولابد من أن نطالب نحن النساء بإجازة طويلة تبدأ من الشهور الأولى وهي الشهور الحرجة ...والشهور الأخيرة وهي الشهور المضنية والمنهكة وكذلك إجازة مابعد الولادة ....فوجدت نفسي أطالب بإجازة طويلة تبدأ من الحمل وتنتهي بالفطام ....ذلك لأن الحمل يشكل إنهاكاً عظيماً لقوى المرأة وأنها لا تتمكن من استعادة صحتها إلا بعد مضي وقت كاف لذلك ..وأعتقد انه من الظلم تحديد أربعين يوماً فقط ....
إن الدول التي أنهكتها الحروب ...وضربتها القنابل ....لا تستعيد عافيتها إلا بعد عشرات السنين ...وهذا الوضع يشبه ما يحدث لجسد المراة الحامل ...حيث يشكل لها الحمل زلزالاً يزعزع جسدها ....ويوهن قواها ...والقرآن الكريم يصف الحمل وصفاً دقيقاً ...أخبر سبحانه بأن الضعف يعتريها وعبر عن ذلك بالوهن ..فكيف نستعين بامرأة ضعيفة منهكة وننهكها بالعمل والصعود والنزول والشرح والتحضير ونسلمها عقول بنات متلفقات للعلم وووووو؟؟؟؟؟!!!!!!
أود من المسئولين _ حفظم الله _ إعادة النظر في هذا الأمر ..وليس ذلك فحسب ...بل أجدها فرصة للمطالبة بزيادة إجازتها على أن تمتد إلى ثلاثة أشهر بمرتب كامل ...تعويضاً لها عن الطاقة التي فقدتها طوال سنة مضنية ومكافأة لها على إنجابها لطفل سيكون ضابطاً يحمي الوطن أو طبيباً يساهم في رفعة شأن أمته ..أو عالماً فذاً يشار له بالبنان ....وإن كنت أتمنى أن تكون إجازتها بمرتب ستة أشهر ...ذلك لأني أرى انها تستحق وبجدارة ..فهي قد أضافت للبشرية بعد قدرة الله ...رجلاً يساهم في رفعة شأنها ...
ذلك لأننا نعيش في زمن الثروات البشرية فيه مطلب لكل الشعوب .....وحكاية تحديد النسل خدعة خدعنا بها الغرب ولم يطبقها على نفسه بل طالب بعكسها ..وثار إذا تهدد الإنجاب لديه ..فهاهي ألمانيا ترفع صوتها خائفة من انقراض جنسها ...وهاهم الفرنسيون ثاروا حينما تزايد عدد سكان المغرب والجزائر ....بينما عدد سكان فرنسا من قبل كان يفوق عدد سكان البلدين معاً ...ولم تنتقد فرنسا نفسها أو انتقدها العالم .....
وهاهي الصين بثروتها البشرية تضاهي أمريكا وأوروبا تقدماً ورقياً ..ولم يمنعها نموها وقلة مواردها من التطور والنمو .....
ففي الصين تحظى الأم بعناية فائقة بعد الولادة وتحاط بالرعاية الأسرية وكذلك المساندة الاجتماعية من الدولة
وفي المغرب تحظى الأم برعاية طبية فائقة بعد الولادة وتقوم الزائرة الصحية وطبيب الحي بزيارتها أسبوعياً لمدة ستة أسابيع ..
.وفي كل دول الخليج والعالم العربي تمنح المرأة إجازة وضع لا تقل عن ثلاثة أشهر
وأخيراً .....لاشك ان وراء هذا القرار ...أحد الفئتين ....إما رجالاً ..لا يملكون رحماً ولم يجربوا الحمل والولادة ...وهؤلاء أعذرهم ..فلا شك انهم يرون كل نساء العالم يحملن ويلدن بكثرة وبسهولة .. فظنوا أن الأمر يتم بمنتهى البساطة ....ولو أن الرجل جرب الولادة لمدة دقيقة واحدة لمات ...هذا ما أكده العلماء والأطباء .....
وإما أن يكون خلف هذا القرار ... نساء مصابات بالعقم ...أو قد بلغن سن اليأس ...فأيسن من الحمل والولادة فقلصوا مدة الإجازة لأنهن لم يعدن بحاجتها ....فوددن تيئيس النساء من رحمة المسئولين ...
أما بقية نساء البلد ....اللواتي يتميزن بالخصوبة والرغبة في الإنجاب ....وزيادة الثروة البشرية وعدد أبناء الجيش والشرطة ورجال الأمن والأطباء والمفكرين والعلماء ورجال الدولة ....لازلن يردن الإنجاب ..ويبحثن عن كل ما يوفر لهن الراحة ويقلل من حدة الآلام التي قد عانين منها طيلة سنة من المعاناة
أيها القاريء الكريم :
من عادتي حب الخير والاستفادة من ورود أكبر عدد من القراء لمقال لي.. كي أمنحهم حقيقة منحنيها غيري ..واستفدت منها ....وقررت أن أفيد بها ....و ليس من عادتي سوء الظن ....ولكن بعد هذا القرار ..ذهب ذهني بعيداً ...وبدأت أشك أن وراء هذا القرار... ربما...ربما .... أناس من مصلحتها تقليل النسل بطريقة خبيثة وملتوية ..والدليل ...أن الشريحة الكبيرة من النساء ... شابات... ولودات ....موظفات وبالأخص معلمات..لذلك فسوف تقل لديهن الرغبة في الحمل ويؤجلنه إذا تذكرن مدة الإجازة ..... هنا تذكرت دعاوي الغرب بتحديد النسل ...حينما أطلق مالتوس كذبته وخدع بها العالم الثالث ...حيث قال كلمة ضج لها العالم واخذ بها ..ليس لواقعيتها ولكن لأنها وافقت أهواء البعض
( إذا استمر النسل بصورته الفطرية فسيأتي يوم تضيق الأرض بمن عليها من البشر وعندها لا تعود وسائل الرزق ومصادره تكفي لسد حاجات البشر )
وهذه النظرية ثبت بطلانها وثبت خلاف ما قال ...فقد تضاعف عدد سكان أوروبا والولايات المتحدة ولم يصبوا بالمجاعة ..بل إن الفائض كان جبالاً من القمح والجبن واللحم واللبن والزبد وتم حرقه ورميه حتى لا ينخفض سعره في السوق العالمي وأصبحت الكثير من الدول تدعو لزيادة النسل وتحث عليه وتوفر له كل السبل لتهيئته ..
وهذه إيطاليا تصدر قانوناً ضد منع الحمل المراقب , فقد صدرت رسالة بابوية تمنع ذلك (بابوية تعني أن الحمل وزيادة النسل شيء يمس الدين والعقيدة لديهم لأجل تكثير النسل ) ..
وهذه إسبانيا تحظر بيع وسائل منع الحمل ..
و هذه زوجة رئيس فرنسا ,اختارت الأمهات المثاليات –على مستوى الدولة – من اللواتي أنجبن نحو ثلاثة عشرا مولوداً .( و نحن في السعودية نسخر من التي تنجب ثمانية ....ونعدها من فئة ( الأرانب )
وهذه الحكومة المنغولية تشجع المواطنين على زيادة الإنجاب .
وهذه سنغافورة وهي دولة صغيرة ..... تقدم الدولة فيها حوافز مالية للأزواج لزيادة النسل ...
ولم يقل أحدهم كيف نربي أبناءنا وكيف ندخلهم المدارس وكيف نركز على تربيتهم ...؟؟؟وكيف نمنحهم مستوى معيشي مرموق ..رغم أن هؤلاء يعيشون في مجتمع راق ومرموق .
قبل أن اختم مقالي ....لابد من أن أتساءل وأسأل .....
هل من اللائق بأجهزة دولة في مكانة السعودية ... أن تغير قراراً اتخذته ونشر في الصحف وأعلن أمام الملأ ؟؟؟؟...
.من اللائق جداً أن تغير الدولة قرارها ..بل ومن اللائق جداً أن تغير أيضاً أي قانون وضعته و اتضح انه لا يناسب ذوي الشأن.... وذوي الشأن هنا هن نساء هذا البلد واللواتي هن بنات واخوات وزوجات وأمهات ..لكم ...ولسن من عالم آخر ...
ثم إن الرأي هذا ...ليس رأيي ...بل رأي الأغلبية من النساء واللواتي يمثلن نصف عدد سكان هذا البلد ...ولو عملنا استطلاعاً لأذهلنا عدد الغاضبات والمستاءات في هذا البلد ....بل إنني استبعد نفسي من هذا المقال بالذات .....فأنا ...لست حاملاً ...ولا أفكر فيه الآن .....هذا يؤكد أنني لاناقة لي ولا جمل ...ولا مصلحة لي من وراء مطالبتي ....
ليس من العيب أن نغير رأينا ..بل العيب أن نستمر على أمر استاء منه الأغلبية ....ولم يتوافق مع الشرع والدين وتوجيهات النبي الكريم حينما حث على الرفق بالنساء وشبههن بالقوارير ...ووصى الرجال عليهن قبل وفاته ونصحهم بالزواج من الولود الودود .... والتي لن تكون ولوداً ولا ودودواً فيما لو تم تنفيذ هذا القرار ...المجحف بحقها وحق وليدها ....
ثم ....إن النبي الكريم وهو النبي ...غير رأيه وعدل عن قرارات اتخذها ونهاه الوحي عنها ....ورغم أنه المعصوم وكم من مرة تراجع وأخذ برأي الصحابة حينا وزوجاته حيناً آخر ...إن الله جعله كذلك كي يعلم القادة درساً عظيماً في التراجع حين يثبت أن الأمر لا يناسب الناس ولا يتوافق مع رغبة الشعب .إن الله بعثه رحمة للعالمين وبعثه رحمة للملوك والقادة كي يتذكروا أن القائد الأعظم ...غير رأيه ...فلماذا لا يغيروا رأيهم هم أيضاً إذا لو يتوافق مع العقل والطب والعاطفة ..ولم يلق استحسان الناس..
لعدة أمور :
أن ربع الراتب يعد خسارة لموظفة تتقاضى مرتباً كبيراً وتترك البيت سبع ساعات فقط ...ليس لأن المرأة تحب المال أكثر من حبها للبقاء مع وليدها ..ولكن لأن معظم الموظفات عليهن أقساط ...فقد ساهمن في قيام هيكل البيت ...أو شراء الأرض ...وأقلهن من تحملت أقساط سيارة لها أو لأحد أبناءها ...وهذه ليست على استعداد لتدفع ربع الراتب _ المتبقي لها _ للبنك وتبقى تتسول عند أرجل زوج اعتاد على أن تكف يديها إن جاء ذكر المال ...حينها ...ستذل أمومتها وعاطفتها ولا تذل نفسها له
إن قرار الأربعين يوماً ..وإلحاقها بإجازة اخرى لمن يستحقها ...قرار غير صائب البته لسبب واحد وهو اننا كلنا نحتاج للمزيد من الوقت للراحة بعد الولادة والأمر لا يتطلب طلب إجازة من الطبيبة
ثم ....إن عملية البحث عن إجازة عملية مضنية وفيها إذلال للنفس مع الطبيبة ...ووالله إنني كنت اطلب من الطبيبة منحي إجازة لأني كنت اشعر بآلام المخاض_وقد ولدت في نفس ذاك اليوم _ ومع ذلك رفضت منحي إجازة على تغيبي وذنبي الوحيد أن بطني لم يوح لها بأني في الشهر التاسع ... واتهمتني بعيونها بأني أستغل الحمل لمصلحتي .....فإذا كانت وهي الحنونة قد رفضت وأنا أعاني من المخاض ...فكيف ستمنحني إجازة مابعد الوضع بأربعين يوماً ؟؟؟!!!!!..بل إننا والله لنفضل في معظم الأوقات الدوام في وظائفنا بدلاً من معاناة الوقوف والانتظار في المستشفيات وإذلال النفس للطبيبات وشحذهم ورقة إجازة هي من مستحقاتنا كنساء أنجبن رجال المستقبل ومن حقنا كوننا قد خرجنا من تجربة مريرة ومررنا بحالات تعب منهكة ومرهقة وأصابنا زلزال ضخم زلزل جسدنا بكامله
فالمرأة بعد الولادة تكون هشة من الناحية الصحية .... تحتاج إلى التعامل الرقيق والملاحظة الدقيقة والعناية المركزة ...
كما أنها تكون هشة عضوياً ونفسياً فإذا تعرضت لأي ضغوطات حتى وإن كانت بسيطة , فإنها تستجيب لها بالاضطراب الشديد
تصوروا أن 50% من الأمهات يعانين من هذه الأحزان الرقيقة بعد الولادة
والاكتئاب يظهر في خلال الأسابيع الستة بعد الولادة .. ونسبه انتشاره من 10 – 15 % .. وإذا لم يعالج قد يستمر شهوراً طويلة تصل إلى عام كامل
أما حياتها ...ففي الليل عناء وسهر .. وفي النهار مكابدة وإرضاع واستقبال ضيوف .. تحاول أن تبتسم وأن تؤقلم نفسها مع وضعها .. ثم تنهار مقاومتها .. والمشكلة أنها في معظم الأحوال يتجاهل الآخرون من حولها الحزن الذي أصبح بادياً على وجهها وجسدها .. أنها تعاني من صعوبة النوم والاستيقاظ المتكرر ويضاعف من ذلك اضطرارها للاستيقاظ في أوقات أخرى لرضاعه الطفل .
إن معاناة الحمل والولادة ليست بيولوجية محضة ....هناك عوامل نفسيه واجتماعيه .. إذن نحن أمام معاناة ذات أبعاد ثلاثية : بيولوجيه – نفسيه – اجتماعيه ) *اهـ
إن القلق والتوتر وعدم الاستقرار والعصبية والخوف تكاد تكون هي المشاعر المسيطرة على الأم الوالدة
وحين أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بالنساء , فإنه كان يعلم بالأوقات الحرجة التي تمر بها والتي تحتاج فيها إلى المساندة الحقة ...
أيها القراء ...رجالاً ونساء
يخطيء كثير من الناس حينما يقيس معاناة الولادة من الولادة نفسها ويتجاهل تسعة أشهر تسبقها ......وكثير من الدول تمنح إجازة وضع ولكنها لا تمنح إجازة للحمل ولا تراعي التعب والإجهاد الذي تتعرض له المرأة الحامل ..والناتج ...إجهاضات متكررة ومشاكل صحية وآلام ...وأوضاع متعبة ومنهكة لها وللمستشفيات الحكومية ....
ولابد من أن نطالب نحن النساء بإجازة طويلة تبدأ من الشهور الأولى وهي الشهور الحرجة ...والشهور الأخيرة وهي الشهور المضنية والمنهكة وكذلك إجازة مابعد الولادة ....فوجدت نفسي أطالب بإجازة طويلة تبدأ من الحمل وتنتهي بالفطام ....ذلك لأن الحمل يشكل إنهاكاً عظيماً لقوى المرأة وأنها لا تتمكن من استعادة صحتها إلا بعد مضي وقت كاف لذلك ..وأعتقد انه من الظلم تحديد أربعين يوماً فقط ....
إن الدول التي أنهكتها الحروب ...وضربتها القنابل ....لا تستعيد عافيتها إلا بعد عشرات السنين ...وهذا الوضع يشبه ما يحدث لجسد المراة الحامل ...حيث يشكل لها الحمل زلزالاً يزعزع جسدها ....ويوهن قواها ...والقرآن الكريم يصف الحمل وصفاً دقيقاً ...أخبر سبحانه بأن الضعف يعتريها وعبر عن ذلك بالوهن ..فكيف نستعين بامرأة ضعيفة منهكة وننهكها بالعمل والصعود والنزول والشرح والتحضير ونسلمها عقول بنات متلفقات للعلم وووووو؟؟؟؟؟!!!!!!
أود من المسئولين _ حفظم الله _ إعادة النظر في هذا الأمر ..وليس ذلك فحسب ...بل أجدها فرصة للمطالبة بزيادة إجازتها على أن تمتد إلى ثلاثة أشهر بمرتب كامل ...تعويضاً لها عن الطاقة التي فقدتها طوال سنة مضنية ومكافأة لها على إنجابها لطفل سيكون ضابطاً يحمي الوطن أو طبيباً يساهم في رفعة شأن أمته ..أو عالماً فذاً يشار له بالبنان ....وإن كنت أتمنى أن تكون إجازتها بمرتب ستة أشهر ...ذلك لأني أرى انها تستحق وبجدارة ..فهي قد أضافت للبشرية بعد قدرة الله ...رجلاً يساهم في رفعة شأنها ...
ذلك لأننا نعيش في زمن الثروات البشرية فيه مطلب لكل الشعوب .....وحكاية تحديد النسل خدعة خدعنا بها الغرب ولم يطبقها على نفسه بل طالب بعكسها ..وثار إذا تهدد الإنجاب لديه ..فهاهي ألمانيا ترفع صوتها خائفة من انقراض جنسها ...وهاهم الفرنسيون ثاروا حينما تزايد عدد سكان المغرب والجزائر ....بينما عدد سكان فرنسا من قبل كان يفوق عدد سكان البلدين معاً ...ولم تنتقد فرنسا نفسها أو انتقدها العالم .....
وهاهي الصين بثروتها البشرية تضاهي أمريكا وأوروبا تقدماً ورقياً ..ولم يمنعها نموها وقلة مواردها من التطور والنمو .....
ففي الصين تحظى الأم بعناية فائقة بعد الولادة وتحاط بالرعاية الأسرية وكذلك المساندة الاجتماعية من الدولة
وفي المغرب تحظى الأم برعاية طبية فائقة بعد الولادة وتقوم الزائرة الصحية وطبيب الحي بزيارتها أسبوعياً لمدة ستة أسابيع ..
.وفي كل دول الخليج والعالم العربي تمنح المرأة إجازة وضع لا تقل عن ثلاثة أشهر
وأخيراً .....لاشك ان وراء هذا القرار ...أحد الفئتين ....إما رجالاً ..لا يملكون رحماً ولم يجربوا الحمل والولادة ...وهؤلاء أعذرهم ..فلا شك انهم يرون كل نساء العالم يحملن ويلدن بكثرة وبسهولة .. فظنوا أن الأمر يتم بمنتهى البساطة ....ولو أن الرجل جرب الولادة لمدة دقيقة واحدة لمات ...هذا ما أكده العلماء والأطباء .....
وإما أن يكون خلف هذا القرار ... نساء مصابات بالعقم ...أو قد بلغن سن اليأس ...فأيسن من الحمل والولادة فقلصوا مدة الإجازة لأنهن لم يعدن بحاجتها ....فوددن تيئيس النساء من رحمة المسئولين ...
أما بقية نساء البلد ....اللواتي يتميزن بالخصوبة والرغبة في الإنجاب ....وزيادة الثروة البشرية وعدد أبناء الجيش والشرطة ورجال الأمن والأطباء والمفكرين والعلماء ورجال الدولة ....لازلن يردن الإنجاب ..ويبحثن عن كل ما يوفر لهن الراحة ويقلل من حدة الآلام التي قد عانين منها طيلة سنة من المعاناة
أيها القاريء الكريم :
من عادتي حب الخير والاستفادة من ورود أكبر عدد من القراء لمقال لي.. كي أمنحهم حقيقة منحنيها غيري ..واستفدت منها ....وقررت أن أفيد بها ....و ليس من عادتي سوء الظن ....ولكن بعد هذا القرار ..ذهب ذهني بعيداً ...وبدأت أشك أن وراء هذا القرار... ربما...ربما .... أناس من مصلحتها تقليل النسل بطريقة خبيثة وملتوية ..والدليل ...أن الشريحة الكبيرة من النساء ... شابات... ولودات ....موظفات وبالأخص معلمات..لذلك فسوف تقل لديهن الرغبة في الحمل ويؤجلنه إذا تذكرن مدة الإجازة ..... هنا تذكرت دعاوي الغرب بتحديد النسل ...حينما أطلق مالتوس كذبته وخدع بها العالم الثالث ...حيث قال كلمة ضج لها العالم واخذ بها ..ليس لواقعيتها ولكن لأنها وافقت أهواء البعض
( إذا استمر النسل بصورته الفطرية فسيأتي يوم تضيق الأرض بمن عليها من البشر وعندها لا تعود وسائل الرزق ومصادره تكفي لسد حاجات البشر )
وهذه النظرية ثبت بطلانها وثبت خلاف ما قال ...فقد تضاعف عدد سكان أوروبا والولايات المتحدة ولم يصبوا بالمجاعة ..بل إن الفائض كان جبالاً من القمح والجبن واللحم واللبن والزبد وتم حرقه ورميه حتى لا ينخفض سعره في السوق العالمي وأصبحت الكثير من الدول تدعو لزيادة النسل وتحث عليه وتوفر له كل السبل لتهيئته ..
وهذه إيطاليا تصدر قانوناً ضد منع الحمل المراقب , فقد صدرت رسالة بابوية تمنع ذلك (بابوية تعني أن الحمل وزيادة النسل شيء يمس الدين والعقيدة لديهم لأجل تكثير النسل ) ..
وهذه إسبانيا تحظر بيع وسائل منع الحمل ..
و هذه زوجة رئيس فرنسا ,اختارت الأمهات المثاليات –على مستوى الدولة – من اللواتي أنجبن نحو ثلاثة عشرا مولوداً .( و نحن في السعودية نسخر من التي تنجب ثمانية ....ونعدها من فئة ( الأرانب )
وهذه الحكومة المنغولية تشجع المواطنين على زيادة الإنجاب .
وهذه سنغافورة وهي دولة صغيرة ..... تقدم الدولة فيها حوافز مالية للأزواج لزيادة النسل ...
ولم يقل أحدهم كيف نربي أبناءنا وكيف ندخلهم المدارس وكيف نركز على تربيتهم ...؟؟؟وكيف نمنحهم مستوى معيشي مرموق ..رغم أن هؤلاء يعيشون في مجتمع راق ومرموق .
قبل أن اختم مقالي ....لابد من أن أتساءل وأسأل .....
هل من اللائق بأجهزة دولة في مكانة السعودية ... أن تغير قراراً اتخذته ونشر في الصحف وأعلن أمام الملأ ؟؟؟؟...
.من اللائق جداً أن تغير الدولة قرارها ..بل ومن اللائق جداً أن تغير أيضاً أي قانون وضعته و اتضح انه لا يناسب ذوي الشأن.... وذوي الشأن هنا هن نساء هذا البلد واللواتي هن بنات واخوات وزوجات وأمهات ..لكم ...ولسن من عالم آخر ...
ثم إن الرأي هذا ...ليس رأيي ...بل رأي الأغلبية من النساء واللواتي يمثلن نصف عدد سكان هذا البلد ...ولو عملنا استطلاعاً لأذهلنا عدد الغاضبات والمستاءات في هذا البلد ....بل إنني استبعد نفسي من هذا المقال بالذات .....فأنا ...لست حاملاً ...ولا أفكر فيه الآن .....هذا يؤكد أنني لاناقة لي ولا جمل ...ولا مصلحة لي من وراء مطالبتي ....
ليس من العيب أن نغير رأينا ..بل العيب أن نستمر على أمر استاء منه الأغلبية ....ولم يتوافق مع الشرع والدين وتوجيهات النبي الكريم حينما حث على الرفق بالنساء وشبههن بالقوارير ...ووصى الرجال عليهن قبل وفاته ونصحهم بالزواج من الولود الودود .... والتي لن تكون ولوداً ولا ودودواً فيما لو تم تنفيذ هذا القرار ...المجحف بحقها وحق وليدها ....
ثم ....إن النبي الكريم وهو النبي ...غير رأيه وعدل عن قرارات اتخذها ونهاه الوحي عنها ....ورغم أنه المعصوم وكم من مرة تراجع وأخذ برأي الصحابة حينا وزوجاته حيناً آخر ...إن الله جعله كذلك كي يعلم القادة درساً عظيماً في التراجع حين يثبت أن الأمر لا يناسب الناس ولا يتوافق مع رغبة الشعب .إن الله بعثه رحمة للعالمين وبعثه رحمة للملوك والقادة كي يتذكروا أن القائد الأعظم ...غير رأيه ...فلماذا لا يغيروا رأيهم هم أيضاً إذا لو يتوافق مع العقل والطب والعاطفة ..ولم يلق استحسان الناس..