المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تعليمنا يعلمنا الا نتعلم



@ومضة@
06-10-2009, 12:47 PM
نستهلك كل شيء أطعمة .. سيارات ، ملابس ، أدوات كهربائية وصحية نستقدم

سباكين ، كهربائيين ، نجارين ، أطباء ، مهندسين ، كل شيء ، وعندما تجول بنظرك لأقرب شارع

من منزلك تشاهد بأم عينيك العجب العجاب ، إذ لا يمكن أن تحدد منتجاًَ محلياً ، حتى عيدان

الكبريت تأتي برسم الخدمة من أقاصي الصين لتشعل في حشاشة قلوبنا البؤس والحرقة ولتؤكد

أننا في عداء مع الإنتاج .


وطئت قدماي بلاط رخامي لامع في أحدى الفلل الفارهة وتشتت نظري وعقلي في موجوداته ،

رخام جاء محمولاً بالباخرة من ايطاليا وأبواب ونوافذ جاءت من واق الواق وأجهزة تلفزيون من اليابان

وأمريكا ، بل حتى الأنفس التي تعيش في الفيلا من سائقين وخدم جاءوا من اندونيسيا وبنجلادش

والفلبين ، حين دلفت من بوابة الفيلا تسربت إلى انفي من الفضاء القريب رائحة نفاذة ، فرحت

قلت ربما هذا المنتج المحلي !! إلا أن سحابة البخار ملأت أنفي برائحة الأندومي لم أتيقن هل هي

كاري بالدجاج أم كاري بالشعيرية ؟


بعدها سرحت بذهني لعلّي أصل إلى إجابة مقنعة ، لماذا ؟!



تيقنت أن التعليم هو السبب الأساس . إذ تكرس مدراسنا على التعليم النظري وتهمل الجوانب

التطبيقية ، نجيد رسم دائرة كهربائية على صفحات كراس الرسم إلا أننا نعجز عن فهم الأسرار

التي دفعت بالتيار الكهربائي في مفاصل الماتور لتتحرك السيارة ..



نجيد حل مسألة فيزيائية في منتهى التعقيد باستخدام أكثر من نظرية إلا أننا نتلكأ أمام عمل

تطبيقي فيزيائي ، هكذا نتعلم إلا نتعلم .. وهكذا نظل نرواح في مواقعنا شئنا أم أبينا ، نثرت وزارة

التربية والتعليم قبل سنوات دليل تنمية مهارات التفكير ، وكأنه أكسير الحياة التعليمية ومكث

الدليل رهين الأدراج ، المسألة ليست أبدا في كتاب يُطبع ويًوزع , المسألة في بناء إستراتيجية

تحرك كل التروس الصدئة ، لتتحرك عربة التعليم بشكل يتواءم مع التنامي الحضاري والتقني

المذهلين ،


لايمكن لأي أمة من الأمم أن تتقدم وتنهض دون تعليم ,والتعليم الذي

نقصده ليس التلقين والحفظ كما هو سائر في بلدان الوطن العربي ، بل التعليم الذي يحقق

المعرفة ومن ثم الإنتاج ، التعليم الذي يتهجى كل المفاصل الصغيرة لأجهزة الكمبيوتر ووسائل

التقنية الحديثة ، التعليم الذي يجعلني وأنت نفاخر بالمنتج المحلي ، بل نتجاوز المحلي للعالمي ،

ليصبح لنا بصمة صناعية خاصة ، ليصبح لوطننا كعب عالٍ بين أمم العالم المتقدم ، يجعلنا ننتزع

اللقب الذي وُسمت به دول شرق أسيا لينضم نمرُ إلى مصفوفة النمور الشرق أسيوية .
جمعان الكرت
عضو نادي الباحة الأدبي


اعجبني هذا المقال فاحببت نقله لكم

سعود ...
06-10-2009, 01:50 PM
اختي القديرة

بالفعل سئمنا من تصلب القدرات ..

اذكر عندما كنت طالب في الكلية السنه الماضية , اقامت المكتب التعليمي في السفارة الامريكية بالرياض دورة مدتها اسبوعين .

هذه الدورة اخبرتنا كم نحن متخلفين حتى في تعليمنا الجامعي لقد استخدموا المعلمين الامريكان احدث الوسائل التعليمية , واحدث الطرق التدريسية , لقد احسسنا بالنقص تجاه كل ماتعلمناه من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الجامعية , اثناء الدورة اكتشفنا كم نحن مبدعين وكم نحن متمكنين من عملنا , نعم لقد اكتشفونا هم واكتشفنا قدراتنا ...

بلدنا مليئة بالمبدعين والعباقرة ولكن من هو الذي يريد ان يكتشفهم ويستغل قدراتهم للأفضل؟











شكرا لومضة الصحوة ياومضة
وفقك الله

علاء
06-10-2009, 05:14 PM
إذ تكرس مدراسنا على التعليم النظري وتهمل الجوانب

التطبيقية

هنا تكمن المشكلة ...

مقال يحكي الواقع ...

جزاك الله خير

shy-rose
07-10-2009, 01:30 AM
مقال أكثر من رائع يا ومضة المنتدى و نوره .....

وضع يده على الجرح فألمنا و ماباليد حيلة ....

تعليمنا بحاجة إلى صحوة ... بحاجة إلى أن يخرج من سجن الكتب و المطبوعات إلى ميدان التطبيق و التنفيذ .....

لعل تغيير مناهج العلوم و الرياضيات نواة لتغيير جذري في التعليم .....

لعل و عسى ....

مهــا
08-10-2009, 01:14 AM
@ومضة @


حاولت أعيدحساباتي من بداية تدريسي أنا هل أنا على هذه الشاكلة أم لا ..


فوجدت نفسي أعطي تعليم نظري فقط ..


مقال وصف حالنا بكل شبر في القطار التعليمي



مشكورة أختي



..

البـارع
08-10-2009, 04:55 AM
تعليمنا التلقيني له مساوئ لا تعد ولا تحصى.. يخرج أجيال غير قادرة على الإبداع وغير مؤهلين للكثير من المهن , بل وحتى على الشخص نفسه, فالكثير لا يوجد لديه فكر او حتى منهج تحليل وتفكير لأي شيء أمامه, وليس هذا لقصور في عقله , ولكن لأنه تعلم أن لا يبذل اي شيء او يفكر في كل شيء.
مشكلة التعليم الحديث أنه يتطلب اصلاح كبير على كآفة الأصعده لدينا. لا يوجد بيئة تعليمية! ولننظر إلى المباني والمناهج والوسائل! فمتى ما توفرت سيبقى عمل المعلمين والمعلمات ممكناً وسيظهر التغيير ويكون لدينا تعليم حقيقي.