Northie
17-03-2010, 12:46 PM
قصة عن الصبر والكفاح للاستاذة الدكتورة ريما سعد الجرف / كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود ..أعجبتني وأحببت نقلها لكم لما فيها من دروس وعبر نستفيد منها.
استغرق مني الانتهاء من رسالة الدكتوراه عامين ونصف. وكان طول رسالتي 400 صفحة بما في ذلك 40 صفحة مراجع. واستغرق مني البحث عن موضوع للرسالة فصلا دراسيا كاملا. كنت أذهب إلى المكتبة وأقلب صفحات الدوريات عددا عددا ودورية دورية، وأقرأ قائمة المحتويات وهكذا وأكتب الموضوعات التي تعجبني على ورقة. كنت أفعل هذا يوما بعد يوم وأسبوعا بعد أسبوع. فمنذ أكثر من عشرين عاما لم يكن هناك انترنت ولا قواعد معلومات الكترونية متخصصة. وقع اختياري على موضوع. وقمت بالبحث في الدوريات عن أبحاث تدور حول الموضوع الذي اخترته (دراسات سابقة). فوجدت أن الموضوع قد قتل بحثا ومن الصعب التركيز على جانب لم تتطرق إليه البحوث والدراسات السابقة. فعدلت عنه واخترت موضوعا آخر وأخذت أبحث في الدوريات صفحة صفحة، وعددا عددا، ودورية دورية. فوجدت أن الموضوع لا يوجد به أية دراسة فلم أتمكن من الكتابة فيه، لأنني كنت أحتاج إلى بعض الأبحاث والدراسات السابقة اللازمة لفصل الدراسات السابقة ومناقشة النتائج. فعدلت عنه. اخترت مواضيع أخرى ولكن مشرفتي لم توافق عليها. وقرب نهاية الفصل الدراسي الأول استقريت على الموضوع الذي كتب فيه وعرضته على مشرفتي وشرحت لها كيف سأبحثه فوافقت عليه. قضيت الفصل الثاني في جمع الأبحاث والدراسات السابقة وكل ما له علاقة بموضوع رسالتي الجديد وإعداد الخطة (وكان عدد صفحاتها 130 صفحة). أي أنها كانت البحث كاملا دون تطبيق للدراسة. جعلتني مشرفتي أكتب تصوراتي للتطبيق وتصوراتي للتحليلات الإحصائية وللنتائج وماذا سأفعل بها. وقمت بزيارة فصول تعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها في مدرسة متوسطة وفي الجامعة لتجربة قائمة الملاحظة التي أعددتها للتأكد المبدئي من مدى صلاحيتها للاستخدام.
كنت أجلس على جهاز الحاسب في مركز الحاسب بالجامعة وأطبع الخطة بنفسي أولا بأول. كنت أكتب المسودات على أوراق ليلا، وأطبعها وأخزنها في الحاسب نهارا.
كان نظام الجامعة حينئذ يقتضي أن تقوم لجنة يشكلها القسم بعقد اجتماع رسمي تناقش فيه الخطة. وحتى يكمل الطالب بقية الرسالة، ينبغي أن توافق اللجنة على الخطة.
قبل تسليم الخطة لأعضاء لجنة مناقشة الخطة - وكان عددهم 5 أعضاء - بأسبوع، عثرت على كتاب في المكتبة اكتشفت بعد أن قرأته، أن علي إعادة 80 صفحة من الخطة. وانتابني نوع من القلق وأخذت أفكر فيما علي أن أفعله. إن أخبرت مشرفتي لن توافق على مناقشة الخطة في موعدها، وستوجل المناقشة إلى الفصل الأول من العام الذي يليه. ها يعني أنني سأتأخر في تطبيق الدراسة على المدارس في المملكة. وفي الوقت نفسه، كنت أرغب أن تكون لدي رسالة متميزة وأن تكون الإجراءات التي اتبعتها في دراستي دقيقة. كانت مشرفتي معجبة بي وبمستواي وما أتمتع به من جلد وصبر وقوة تحمل. فقلت لنفسي لن أخبر مشرفتي عن الكتاب، وسأبدأ بتغيير الصفحات وتعديلها، ولن أخبر مشرفتي. إن استطعت الانتهاء من التعديلات مع نهاية الأسبوع أخبرتها، وان لم أستطع، قدمت الخطة كما هي للجنة وكنت واثقة أنهم سيعجبون بها ويوافقون عليها. وقلت لنفسي سأقوم بالتعديلات بعد مناقشة الخطة.
بدأت بالتعديلات وكنت أعمل على الحاسب ليل نهار ولا أنام إلا قليلا. واستطعت الانتهاء منها خلال 4 أيام فقط. أخذت النسخة الجديدة من الخطة وذهبت إلى مشرفتي وأخبرتها القصة كاملة. ابتسمت لي وعيناها مغرورقتان بالدموع وكنت اشعر أنها تريد أن تفتح قلبها وتضعني فيه. وكانت سعادتها كبيرة جدا.
وافقت اللجنة على الخطة وطلبوا مني العودة إلى المملكة لتطبيق الدراسة في المدارس مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي.
مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي (السنة الثانية من الرسالة) لإجراء الملاحظات في فصول تعليم اللغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية بمنطقة مكة التعليمية. وكان لك يتطلب الحصول على إذن من الرئاسة العامة لتعليم البنات بالرياض. كنت قد أرسلت خطابة للرئاسة بالرياض أشرح للمسئولين فيه أنني طالبة دكتوراه وبصدد إعداد رسالة الدكتوراه وما احتاج إليه واطلب الإذن بزيارة المدارس الثانوية. وافقت الرئاسة العامة لتعليم البنات على زيارتي للمدارس. وقام المسئولون مشكورين بإرسال خطاب إلى مدير تعليم البنات بمكة الذي قام بدوره بإرسال تعميم إلى مديرات المدارس الثانوية لإخطارهن بزيارتي.
حصلت على قائمة بجميع عناوين المدارس الثانوية بمنطقة مكة التعليمية وعناوينها. كما اشتريت مسجلا ومجموعة من الأشرطة تكفي لتسجيل الدروس في جميع المدارس. أعددت خطة للزيارات المدرسية. وكنت في كل يوم من أيام الأسبوع أزور 3 مدارس في حي واحد بحيث تكون قريبة من بعضها البعض. كنت أحضر الحصة الأولى في مدرسة والحصة الثالثة في مدرسة ثانية والحصة الخامسة في مدرسة ثالثة. كنت أبدأ بحضور حصة المعلمة عندما تبدأ درسا جديدا وأستمر في حضور حصصها في الأيام التالية حتى تنتهي من الجزء الخاص بالقراءة. وكان لك يستغرق حصة مع بعض المعلمات وحصتين مع البعض الآخر وأكثر مع عدد قليل. وكانت وسيلة المواصلات لدي في انتقالي من مدرسة إلى مدرسة في تلك الأيام هي سيارة الأجرة. كنت استقل سيارة أجرة من الشارع للذهاب من البيت إلى المدرسة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة (مع سائقين مختلفين).
عند زيارتي لبعض المدارس الثانوية امتنعت مدرستان من السماح لي لحضور حصصهما. وقالت كل واحدة منهن فكل ثقة: أستطيع أن أمنعك من زيارة حصتي" وكنت أقول لها "هذا من حقك". وأتقبل الأمر بصدر رجب.
استغرقت مني عملية زيارة المدارس وحضور حصص جميع معلمات اللغة الإنجليزية في كل مدرسة، والتنقل من مدرسة لأخرى، فصلا دراسيا كاملا. وعلى الرغم من أن العملية كانت مرهقة، ومملة ومكلفة ماديا، إلا أنني لم أتقاعس يوما واحدا ولم أتأخر دقيقة واحدة عن أي حصة وكنت أشكر المعلمة. كنت أستمتع بحضور الحصص وتسجيلها. وكنت اشكر المعلمات والطالبات على حضوري للحصة.
انتهيت من زيارة المدارس الثانوية في مكة المكرمة مع نهاية الفصل الدراسي الأول. وفي إجازة منتصف العام الدراسي ، عدت إلى أمريكا أحمل معي جميع الأشرطة التي سجلت عليها دروس اللغة الإنجليزية التي سجلتها. بدأت أفرغ الأشرطة على الورق، أي أنني كنت استمع إلى الشريط وأوقفه واكتب كل ما قالته المعلمة وقالته الطالبات نصا وحرفا. وكانت عملية الاستماع إلى جملة أو جملتين ثم إيقاف الشريط وكتابة ما سمعته ثم سماع الجملة التي تليها وإيقاف الشريط وكتابتها عملية مملة ومضنية. وكانت عملية تفريغ شريط واحد تأخذ مني يوما كاملا من الصباح الباكر حتى قبيل منتصف الليل. بلغ طول أطول درس 76 صفحة وأقصر درس 16 صفحة. وانتهيت من تفريغ الأشرطة للمعلمات وكان عددهن 45 معلمة 54 يوما
بعد لك بدأت عملية تحليل الدروس. وكنت قد صممت قائمة لتحليل كلام المعلمة وقائمة أخرى لتحليل كلام الطالبات. كانت وحدة التحليل هي الجملة. أي أنني كنت أصنف كل جملة نطقت بها المعلمة وكل جملة نطقت بها الطالبات. وتتكون القائمة من عبارات تفصيلية تصف خطوات تدريس القراءة باللغة الإنجليزية وكل ما يدور أثناء الحصة من أولها إلى آخرها. كنت أحلل درس المعلمة عدة مرات: مرة احلل طريقة العرض ومرة احلل طريقة التدريب ومرة احلل طريقة تصحيح الأخطاء ومرة احلل طريقة التقويم وهكذا. كنت استخدم الألوان واختصارات تشير إلى مراحل الدرس ومكوناته وخطوات التدريس. هنا أيضا كانت عملية تحليل الدرس الواحد لمعلمة واحدة يوما كاملا. أي أن عملية تحليل الدروس استغرقت 45 يوميا إضافيا.
الخطوة الثالثة كانت عملية حساب عدد الجمل في الدرس التي صنفت على أنها عرض للمادة الجدية، وعدد الجمل التي صنفت على أنها تصحيح أخطاء وعدد الجمل التي صنفت على أنها تدريب وهكذا.استغرقت عملية العد والحساب أسبوعين كاملين.
قمت أيضا بحساب الوقت المخصص لك مرحلة من مراحل الدرس، والوقت المخصص لعرض المادة الجديدة والتدريب وغير ذلك.
وأخيرا العلميات الإحصائية. حيث لخصت نتائج تصنيف كلام كل معلمة وطالباتها في جدول، وفرغت نتائج تصنيف كلام جميع المعلومات وطالباتهن في جدول واحد كبير وأجريت العمليات الإحصائية اللازمة باليد وبالآلة الحاسبة، حيث إن عملية إدخال كمية هائلة من البيانات في الحاسب تستغرق وقتا أطول من عملية إجراء التحليلات الإحصائية باليد. استغرقت عملية تفريغ النتائج لكل معلمة ولجميع المعلمات والتحليل الإحصائي أسبوعين آخرين. كل ما تقدم استغرق الفصل الدراسية الثاني من أوله إلى آخره مع إجازة منتصف العام. كنت أعمل ليل نهار من الصباح الباكر حتى بعيد منتصف الليل.
مع بداية الفصل الصيفي أخذت أكتب فصل نتائج الدراسة. كنت أجلس أرضاً واتكئ على الكنبة وأكتب على طاولة منخفضة. كنت قد أحضرت 5 كتب في طرق البحث وفتحتها جميعا. كانت مفتوحة بصورة دائمة على مدى أشهر. وقبل أن أكتب أي شيء كنت أقرأ ما ذكرته الكتب الخمسة عن الطريقة التي تكتب بها نتائج الدراسة قبل ان أبدأ في تطبيق ما قرأته على نتائجي. كنت أكتب جزءا في الليل وعندما أنتهي منه أذهب إلى مركز الحاسب الآلي بالجامعي وأطبع ما كتبته باليد وأخزنه في الحاسب وأطبع نسخة منه على الورق آخذها معي إلى المنزل حتى أراجعها وأعدل فيها ما يلزم.
ومع بداية الفصل الأول من العام الذي يليه كنت قد انتهيت من كتابة فصل النتائج وفصل مناقشة النتائج. طيلة العام المنصرم - أي العام الذي أجريت فيه الزيارات المدرسية وفرغت فيه الأشرطة وحللتها - في إجازة تفرغ علمي في كولومبيا بأمريكا الجنوبية. ومع بداية العام الجديد عادت مشرفتي من التفرغ العلمي. سررت بعودتها وذهبت إلى مكتبها حاملة معي فصلي النتائج ومناقشة النتائج حيث إن بقية فصول الرسالة كنت قد انتهيت منها حينما أعددت خطة الرسالة.بالطبع كانت مفاجأة كبرى لمشرفتي وبدلا من أن تثني علي وعلى ما أنجزته بمفردي، قال لي سنكتب الفصلين من الصفر جزءا جزءا. نبدأ بجزء صغير وتقر}ه وتصححه لي وأنا أجري التعديلات ثم تقرؤه وتصححه وأعدل إلى يصل ما كتبته إلى صورة ترضى عنها. فعلت ما طلبته واستغرقت علمية الكتابة وإعادة الكتابة والتصحيح والتعديل معظم الفصل الدراسي الأول. وكنت أكتب المسودات باليد ثم أطبعها على الحاسب وأخزنها وأطبعها على الورق وأقدمها لها.
وقبل نهاية الفصل الدراسي، انتهيت من جميع ما طلبته مشرفتي، وأخذت الرسالة إلى كلية الدراسات العليا بالجامعة ليتأكدوا من أن طريقة تنظيم الرسالة وطباعتها متفقة مع أنظمة الجامعة وشروطها. طلبوا مني إجراء تعديلات طفيفة وبعدها أرسلت الرسالة للجنة المناقشة وحدد يوم 25 نوفمبر موعدا لمناقشة الرسالة
-------------------------------------------------
تعمل الاستاذة الدكتورة ريما سعد الجرف على وظيفة استاذ للغة الانجليزية والترجمة بكلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود. حيث التحقت في التدريس بالجامعة عام 1407هـ ولا زالت على رأس العمل. حيث قامت بتدريس مقررات في اللغة الانجليزية والترجمة التحريرية والشفهية واللغويات لطالبات البكالوريوس، وقامت بتدريس مقررات اللغة الانجليزية للأغراض الخاصة لطالبات الدراسات العليا بقسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود وطالبات قسم التربية الفنية بجامعة البنات. وللدكتورة ريما 6 كتب و100 بحثا في استخدام التكنولوجيا في تعليم اللغة الانجليزية وفي تعليم القراءة بمراحل التعليم العام في المملكة واللغة الانجليزية وغيرها من القضايا التربوية منشورة في دوريات عالمية وعربية وسعودية. كما قدمت أكثر من 180بحثا في مؤتمرات و28 ورشة عمل في44 دولة هي الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا وفرنسا وألمانيا واسبانيا وهولندا وبلجيكا وايرلندا والدانمارك وسويسرا وبولندا وفنلندا والنرويج ورومانيا واليونان وسلوفينيا وقبرص التركية واوكرانيا وتركيا وايران واندونيسيا وماليزيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة والصين واليابان وتايوان، وفيتنام، وبروناي,وتايلاند، وجنوب افريقيا، ومصر وسوريا والمغرب والاردن والبحرين والامارات العربية المتحدة وعُمان والمملكة العربية السعودية. وهي عضو في 22 جمعية دولية وعربية وسعودية متخصصة في التكنولوجيا وتعليم اللغة الانجليزية والقراءة والترجمة. ولقد تناقلت الصحف المحلية والدولية الكثير نتائج بعض ابحاثها وتناقلت مواقع الانترنت بعضها الآخر. فعلى سبيل المثال نال بحثها عن البعد العالمي في كتب التاريخ شهرة واسعة على مستوى العالم وتناقلت أكثر من 20 صحيفة دولية في اليابان وماليزيا وسنغافورة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها نتائج هذه الدراسة.
Reima Al-jarf is a professor of foreign language education at the College of Languages and Translation, King Saud University, Riyadh, Saudi Arabia. Her areas of interests are: Technology integration in language teaching, error analysis and reading in L1 and L2. She has 6 books and more than 100 articles published in refereed international and national journals. She has given 170 presentations and conducted 28 workshops in 42 countries. I am an international journal editor and reviewer of translated books, grant and conference proposals, journal articles and faculty promotion research. In 2008, I won the Excellence in Teaching Award at the university, college, and department levels.
In 2008, Prof. Reima won the best facutlty website award at the university and college levels. She also won 3 Excellence for Teaching Awards at the university, college and Department levels.
In 2009, she won a Google Knol best author and article award, organized by CACST.
استغرق مني الانتهاء من رسالة الدكتوراه عامين ونصف. وكان طول رسالتي 400 صفحة بما في ذلك 40 صفحة مراجع. واستغرق مني البحث عن موضوع للرسالة فصلا دراسيا كاملا. كنت أذهب إلى المكتبة وأقلب صفحات الدوريات عددا عددا ودورية دورية، وأقرأ قائمة المحتويات وهكذا وأكتب الموضوعات التي تعجبني على ورقة. كنت أفعل هذا يوما بعد يوم وأسبوعا بعد أسبوع. فمنذ أكثر من عشرين عاما لم يكن هناك انترنت ولا قواعد معلومات الكترونية متخصصة. وقع اختياري على موضوع. وقمت بالبحث في الدوريات عن أبحاث تدور حول الموضوع الذي اخترته (دراسات سابقة). فوجدت أن الموضوع قد قتل بحثا ومن الصعب التركيز على جانب لم تتطرق إليه البحوث والدراسات السابقة. فعدلت عنه واخترت موضوعا آخر وأخذت أبحث في الدوريات صفحة صفحة، وعددا عددا، ودورية دورية. فوجدت أن الموضوع لا يوجد به أية دراسة فلم أتمكن من الكتابة فيه، لأنني كنت أحتاج إلى بعض الأبحاث والدراسات السابقة اللازمة لفصل الدراسات السابقة ومناقشة النتائج. فعدلت عنه. اخترت مواضيع أخرى ولكن مشرفتي لم توافق عليها. وقرب نهاية الفصل الدراسي الأول استقريت على الموضوع الذي كتب فيه وعرضته على مشرفتي وشرحت لها كيف سأبحثه فوافقت عليه. قضيت الفصل الثاني في جمع الأبحاث والدراسات السابقة وكل ما له علاقة بموضوع رسالتي الجديد وإعداد الخطة (وكان عدد صفحاتها 130 صفحة). أي أنها كانت البحث كاملا دون تطبيق للدراسة. جعلتني مشرفتي أكتب تصوراتي للتطبيق وتصوراتي للتحليلات الإحصائية وللنتائج وماذا سأفعل بها. وقمت بزيارة فصول تعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها في مدرسة متوسطة وفي الجامعة لتجربة قائمة الملاحظة التي أعددتها للتأكد المبدئي من مدى صلاحيتها للاستخدام.
كنت أجلس على جهاز الحاسب في مركز الحاسب بالجامعة وأطبع الخطة بنفسي أولا بأول. كنت أكتب المسودات على أوراق ليلا، وأطبعها وأخزنها في الحاسب نهارا.
كان نظام الجامعة حينئذ يقتضي أن تقوم لجنة يشكلها القسم بعقد اجتماع رسمي تناقش فيه الخطة. وحتى يكمل الطالب بقية الرسالة، ينبغي أن توافق اللجنة على الخطة.
قبل تسليم الخطة لأعضاء لجنة مناقشة الخطة - وكان عددهم 5 أعضاء - بأسبوع، عثرت على كتاب في المكتبة اكتشفت بعد أن قرأته، أن علي إعادة 80 صفحة من الخطة. وانتابني نوع من القلق وأخذت أفكر فيما علي أن أفعله. إن أخبرت مشرفتي لن توافق على مناقشة الخطة في موعدها، وستوجل المناقشة إلى الفصل الأول من العام الذي يليه. ها يعني أنني سأتأخر في تطبيق الدراسة على المدارس في المملكة. وفي الوقت نفسه، كنت أرغب أن تكون لدي رسالة متميزة وأن تكون الإجراءات التي اتبعتها في دراستي دقيقة. كانت مشرفتي معجبة بي وبمستواي وما أتمتع به من جلد وصبر وقوة تحمل. فقلت لنفسي لن أخبر مشرفتي عن الكتاب، وسأبدأ بتغيير الصفحات وتعديلها، ولن أخبر مشرفتي. إن استطعت الانتهاء من التعديلات مع نهاية الأسبوع أخبرتها، وان لم أستطع، قدمت الخطة كما هي للجنة وكنت واثقة أنهم سيعجبون بها ويوافقون عليها. وقلت لنفسي سأقوم بالتعديلات بعد مناقشة الخطة.
بدأت بالتعديلات وكنت أعمل على الحاسب ليل نهار ولا أنام إلا قليلا. واستطعت الانتهاء منها خلال 4 أيام فقط. أخذت النسخة الجديدة من الخطة وذهبت إلى مشرفتي وأخبرتها القصة كاملة. ابتسمت لي وعيناها مغرورقتان بالدموع وكنت اشعر أنها تريد أن تفتح قلبها وتضعني فيه. وكانت سعادتها كبيرة جدا.
وافقت اللجنة على الخطة وطلبوا مني العودة إلى المملكة لتطبيق الدراسة في المدارس مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي.
مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي (السنة الثانية من الرسالة) لإجراء الملاحظات في فصول تعليم اللغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية بمنطقة مكة التعليمية. وكان لك يتطلب الحصول على إذن من الرئاسة العامة لتعليم البنات بالرياض. كنت قد أرسلت خطابة للرئاسة بالرياض أشرح للمسئولين فيه أنني طالبة دكتوراه وبصدد إعداد رسالة الدكتوراه وما احتاج إليه واطلب الإذن بزيارة المدارس الثانوية. وافقت الرئاسة العامة لتعليم البنات على زيارتي للمدارس. وقام المسئولون مشكورين بإرسال خطاب إلى مدير تعليم البنات بمكة الذي قام بدوره بإرسال تعميم إلى مديرات المدارس الثانوية لإخطارهن بزيارتي.
حصلت على قائمة بجميع عناوين المدارس الثانوية بمنطقة مكة التعليمية وعناوينها. كما اشتريت مسجلا ومجموعة من الأشرطة تكفي لتسجيل الدروس في جميع المدارس. أعددت خطة للزيارات المدرسية. وكنت في كل يوم من أيام الأسبوع أزور 3 مدارس في حي واحد بحيث تكون قريبة من بعضها البعض. كنت أحضر الحصة الأولى في مدرسة والحصة الثالثة في مدرسة ثانية والحصة الخامسة في مدرسة ثالثة. كنت أبدأ بحضور حصة المعلمة عندما تبدأ درسا جديدا وأستمر في حضور حصصها في الأيام التالية حتى تنتهي من الجزء الخاص بالقراءة. وكان لك يستغرق حصة مع بعض المعلمات وحصتين مع البعض الآخر وأكثر مع عدد قليل. وكانت وسيلة المواصلات لدي في انتقالي من مدرسة إلى مدرسة في تلك الأيام هي سيارة الأجرة. كنت استقل سيارة أجرة من الشارع للذهاب من البيت إلى المدرسة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة (مع سائقين مختلفين).
عند زيارتي لبعض المدارس الثانوية امتنعت مدرستان من السماح لي لحضور حصصهما. وقالت كل واحدة منهن فكل ثقة: أستطيع أن أمنعك من زيارة حصتي" وكنت أقول لها "هذا من حقك". وأتقبل الأمر بصدر رجب.
استغرقت مني عملية زيارة المدارس وحضور حصص جميع معلمات اللغة الإنجليزية في كل مدرسة، والتنقل من مدرسة لأخرى، فصلا دراسيا كاملا. وعلى الرغم من أن العملية كانت مرهقة، ومملة ومكلفة ماديا، إلا أنني لم أتقاعس يوما واحدا ولم أتأخر دقيقة واحدة عن أي حصة وكنت أشكر المعلمة. كنت أستمتع بحضور الحصص وتسجيلها. وكنت اشكر المعلمات والطالبات على حضوري للحصة.
انتهيت من زيارة المدارس الثانوية في مكة المكرمة مع نهاية الفصل الدراسي الأول. وفي إجازة منتصف العام الدراسي ، عدت إلى أمريكا أحمل معي جميع الأشرطة التي سجلت عليها دروس اللغة الإنجليزية التي سجلتها. بدأت أفرغ الأشرطة على الورق، أي أنني كنت استمع إلى الشريط وأوقفه واكتب كل ما قالته المعلمة وقالته الطالبات نصا وحرفا. وكانت عملية الاستماع إلى جملة أو جملتين ثم إيقاف الشريط وكتابة ما سمعته ثم سماع الجملة التي تليها وإيقاف الشريط وكتابتها عملية مملة ومضنية. وكانت عملية تفريغ شريط واحد تأخذ مني يوما كاملا من الصباح الباكر حتى قبيل منتصف الليل. بلغ طول أطول درس 76 صفحة وأقصر درس 16 صفحة. وانتهيت من تفريغ الأشرطة للمعلمات وكان عددهن 45 معلمة 54 يوما
بعد لك بدأت عملية تحليل الدروس. وكنت قد صممت قائمة لتحليل كلام المعلمة وقائمة أخرى لتحليل كلام الطالبات. كانت وحدة التحليل هي الجملة. أي أنني كنت أصنف كل جملة نطقت بها المعلمة وكل جملة نطقت بها الطالبات. وتتكون القائمة من عبارات تفصيلية تصف خطوات تدريس القراءة باللغة الإنجليزية وكل ما يدور أثناء الحصة من أولها إلى آخرها. كنت أحلل درس المعلمة عدة مرات: مرة احلل طريقة العرض ومرة احلل طريقة التدريب ومرة احلل طريقة تصحيح الأخطاء ومرة احلل طريقة التقويم وهكذا. كنت استخدم الألوان واختصارات تشير إلى مراحل الدرس ومكوناته وخطوات التدريس. هنا أيضا كانت عملية تحليل الدرس الواحد لمعلمة واحدة يوما كاملا. أي أن عملية تحليل الدروس استغرقت 45 يوميا إضافيا.
الخطوة الثالثة كانت عملية حساب عدد الجمل في الدرس التي صنفت على أنها عرض للمادة الجدية، وعدد الجمل التي صنفت على أنها تصحيح أخطاء وعدد الجمل التي صنفت على أنها تدريب وهكذا.استغرقت عملية العد والحساب أسبوعين كاملين.
قمت أيضا بحساب الوقت المخصص لك مرحلة من مراحل الدرس، والوقت المخصص لعرض المادة الجديدة والتدريب وغير ذلك.
وأخيرا العلميات الإحصائية. حيث لخصت نتائج تصنيف كلام كل معلمة وطالباتها في جدول، وفرغت نتائج تصنيف كلام جميع المعلومات وطالباتهن في جدول واحد كبير وأجريت العمليات الإحصائية اللازمة باليد وبالآلة الحاسبة، حيث إن عملية إدخال كمية هائلة من البيانات في الحاسب تستغرق وقتا أطول من عملية إجراء التحليلات الإحصائية باليد. استغرقت عملية تفريغ النتائج لكل معلمة ولجميع المعلمات والتحليل الإحصائي أسبوعين آخرين. كل ما تقدم استغرق الفصل الدراسية الثاني من أوله إلى آخره مع إجازة منتصف العام. كنت أعمل ليل نهار من الصباح الباكر حتى بعيد منتصف الليل.
مع بداية الفصل الصيفي أخذت أكتب فصل نتائج الدراسة. كنت أجلس أرضاً واتكئ على الكنبة وأكتب على طاولة منخفضة. كنت قد أحضرت 5 كتب في طرق البحث وفتحتها جميعا. كانت مفتوحة بصورة دائمة على مدى أشهر. وقبل أن أكتب أي شيء كنت أقرأ ما ذكرته الكتب الخمسة عن الطريقة التي تكتب بها نتائج الدراسة قبل ان أبدأ في تطبيق ما قرأته على نتائجي. كنت أكتب جزءا في الليل وعندما أنتهي منه أذهب إلى مركز الحاسب الآلي بالجامعي وأطبع ما كتبته باليد وأخزنه في الحاسب وأطبع نسخة منه على الورق آخذها معي إلى المنزل حتى أراجعها وأعدل فيها ما يلزم.
ومع بداية الفصل الأول من العام الذي يليه كنت قد انتهيت من كتابة فصل النتائج وفصل مناقشة النتائج. طيلة العام المنصرم - أي العام الذي أجريت فيه الزيارات المدرسية وفرغت فيه الأشرطة وحللتها - في إجازة تفرغ علمي في كولومبيا بأمريكا الجنوبية. ومع بداية العام الجديد عادت مشرفتي من التفرغ العلمي. سررت بعودتها وذهبت إلى مكتبها حاملة معي فصلي النتائج ومناقشة النتائج حيث إن بقية فصول الرسالة كنت قد انتهيت منها حينما أعددت خطة الرسالة.بالطبع كانت مفاجأة كبرى لمشرفتي وبدلا من أن تثني علي وعلى ما أنجزته بمفردي، قال لي سنكتب الفصلين من الصفر جزءا جزءا. نبدأ بجزء صغير وتقر}ه وتصححه لي وأنا أجري التعديلات ثم تقرؤه وتصححه وأعدل إلى يصل ما كتبته إلى صورة ترضى عنها. فعلت ما طلبته واستغرقت علمية الكتابة وإعادة الكتابة والتصحيح والتعديل معظم الفصل الدراسي الأول. وكنت أكتب المسودات باليد ثم أطبعها على الحاسب وأخزنها وأطبعها على الورق وأقدمها لها.
وقبل نهاية الفصل الدراسي، انتهيت من جميع ما طلبته مشرفتي، وأخذت الرسالة إلى كلية الدراسات العليا بالجامعة ليتأكدوا من أن طريقة تنظيم الرسالة وطباعتها متفقة مع أنظمة الجامعة وشروطها. طلبوا مني إجراء تعديلات طفيفة وبعدها أرسلت الرسالة للجنة المناقشة وحدد يوم 25 نوفمبر موعدا لمناقشة الرسالة
-------------------------------------------------
تعمل الاستاذة الدكتورة ريما سعد الجرف على وظيفة استاذ للغة الانجليزية والترجمة بكلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود. حيث التحقت في التدريس بالجامعة عام 1407هـ ولا زالت على رأس العمل. حيث قامت بتدريس مقررات في اللغة الانجليزية والترجمة التحريرية والشفهية واللغويات لطالبات البكالوريوس، وقامت بتدريس مقررات اللغة الانجليزية للأغراض الخاصة لطالبات الدراسات العليا بقسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود وطالبات قسم التربية الفنية بجامعة البنات. وللدكتورة ريما 6 كتب و100 بحثا في استخدام التكنولوجيا في تعليم اللغة الانجليزية وفي تعليم القراءة بمراحل التعليم العام في المملكة واللغة الانجليزية وغيرها من القضايا التربوية منشورة في دوريات عالمية وعربية وسعودية. كما قدمت أكثر من 180بحثا في مؤتمرات و28 ورشة عمل في44 دولة هي الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا وفرنسا وألمانيا واسبانيا وهولندا وبلجيكا وايرلندا والدانمارك وسويسرا وبولندا وفنلندا والنرويج ورومانيا واليونان وسلوفينيا وقبرص التركية واوكرانيا وتركيا وايران واندونيسيا وماليزيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة والصين واليابان وتايوان، وفيتنام، وبروناي,وتايلاند، وجنوب افريقيا، ومصر وسوريا والمغرب والاردن والبحرين والامارات العربية المتحدة وعُمان والمملكة العربية السعودية. وهي عضو في 22 جمعية دولية وعربية وسعودية متخصصة في التكنولوجيا وتعليم اللغة الانجليزية والقراءة والترجمة. ولقد تناقلت الصحف المحلية والدولية الكثير نتائج بعض ابحاثها وتناقلت مواقع الانترنت بعضها الآخر. فعلى سبيل المثال نال بحثها عن البعد العالمي في كتب التاريخ شهرة واسعة على مستوى العالم وتناقلت أكثر من 20 صحيفة دولية في اليابان وماليزيا وسنغافورة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها نتائج هذه الدراسة.
Reima Al-jarf is a professor of foreign language education at the College of Languages and Translation, King Saud University, Riyadh, Saudi Arabia. Her areas of interests are: Technology integration in language teaching, error analysis and reading in L1 and L2. She has 6 books and more than 100 articles published in refereed international and national journals. She has given 170 presentations and conducted 28 workshops in 42 countries. I am an international journal editor and reviewer of translated books, grant and conference proposals, journal articles and faculty promotion research. In 2008, I won the Excellence in Teaching Award at the university, college, and department levels.
In 2008, Prof. Reima won the best facutlty website award at the university and college levels. She also won 3 Excellence for Teaching Awards at the university, college and Department levels.
In 2009, she won a Google Knol best author and article award, organized by CACST.