المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يكرهون المدرسة؟



علاء
15-05-2010, 05:52 PM
السلام عليكم





قبل الإجابة على السؤال، أود أن أُذكر بمقولة علماء التربية والتي أعتقد أن التربويين لا يجهلونها أو هذا المفترض، وهي (أن المدرسة يجب أن تكون بيئة جاذبة) طبعاً الجذب هنا المقصود به للوهلة الأولى الطلاب فقط، بينما حقيقة جاذبية البيئة المدرسية، يجب أن تتوفر لجميع منسوبي المدرسة، وإذا تقرر ذلك، عندها تكون المدرسة جاذبة للجميع وليست طاردة للجميع !وعوداً على بدء، نعود للإجابة على السؤال، أعتقد أن السبب واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، والمتمثل في الروتين اليومي المُمِل حَدَّ الخنق، وحينما أقول ذلك فأنا لا أتكلم من فراغ وإنما هو قول فرد عاش تلك البيئة التربوية ومازال يُعايشها . إضافةً إلى أن مدارسنا بكل شفافية ووضوح كأنها سُجون، ولكن بلا قُضبان !! وهذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها بِحال، وإذا أردنا أن نُبين أسباباً أخرى للإجابة على السؤال، فهي حاضرة أمامنا بقوة، من أهمها ثقل كاهل المُعلمين بنصابٍ يَهدِ الحيل، فأي إبداع عندها تريد منهم ! والطلاب مطلوب منهم السمع والطاعة في المنشط والمَكرَه، حِصصٌ متتالية أثقلت كاهلهم، وأيضاً فصولٌ أبوابُها مُخَلَّعَة أوشكت على السقوط من خَرابِها، دورات مياه ـ أكرمكم الله ـ تشمئزُ منها الأنوف والنفوس، فضلاً عن أنها تعتبر بيئة غير صحية أبداً، وربما هي نذير بالإصابة بأمراض مُتعددة لا تخفى، أيضاً وجود غرفة صغيرة جداً، يُطلق عليها (التقنية الحديثة، أو مصادر التعلم) يتزاحم عليها المعلمون كالذين يتزاحمون عند بائعي الفول والتميس! مع أن ميزانية التربية ما شاء الله لا قوة إلا بالله كبيرة، ولكن لا نرى لها أثراً ملموساً ولا محسوساً في أروقة المدارس، مع أن إدارات التربية والتعليم ومن خلفها وزارة التربية لا يُعجزهم أبداً أن يجعلوا مدارسنا جميعها نموذجية، وما المانع طالما أن المادة موجودة، ولكن لدينا نقص واضح في شيء عزيز جداً اسمه "الإخلاص" . إضافةً إلى غياب وسائل الترفيه الحقيقية، كالأنشطة الرياضية بأنواعها والمختزلة فقط في كرة القدم، بينما الرياضات الأخرى فتعتبر من سقط المتاع بحجة لا أحد يرغبها، مع أن المدرسة كبيئة تربوية يجب أن توفر جميع أنواع الرياضات الأخرى غير القدم ككرة الطائرة والسلة وألعاب الجمباز (والملاعب المجهزة والتي توجد في كثيرٍ من الدول حتى الفقيرة منها، ولكنها لا توجد عندنا مع الأسف) وغيرها، كما كانت متوفرة من قبل حينما كنا طلاباً في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ولا أعلم سبباً وجيهاً لإلغائها . أحد الزملاء قبل سنواتٍ قريبة ذهب إلى ماليزيا، وانبهر مما رآه في مدارسهم، وقال فعلاً لديهم بيئة مدرسية حقيقية وليست مُصطنعة، وسأنقل شيئاً مما رآه، يقول الزميل إن المدارس في ماليزيا فيها ستة معلمين تخصص تربية رياضية، فمنهم المختص بألعاب القوى ومنهم مختص بكرة القدم والآخر بكرة الطائرة، وهكذا كل لعبة لديهم لها معلم متخصص، إضافةً إلى الملاعب ذات المسطحات الخضراء، فلكل لعبة ملعب خاص بها، والفصول الدراسية لا تزيد بحال عن عشرين (20) طالباً، حتى يستوعب الطلاب الدروس جيداً، بدلاً من التكدس الحاصل لدينا، فانظروا وقارنوا يارعاكم الله بين تعليمنا، وتعليمهم، وبين مخرجاتنا ومخرجاتهم! وماذا بقي بعد؟ لا أريد أن أسترسل في ذكر مُعاناة الميدان التربوي، فهي أكبر من أن تُختزل في مَقالٍ عابر، ولكن حاولت أن أحيط ذِكراً بما استطعت، وإلا فالمُعاناة أكبر من ذلك بكثير، وأود أن أؤكد لكم أن غالبية من في الميدان التربوي (المعلمون) يتطلع الكثير منهم إلى أن تبلغ خدمته عشرين (20) عاماً حتى يتقاعد مبكراً ويرتاح من تلك الهموم والغموم، ولا أعتقد أن أي عملٍ آخر غير التعليم تنتشر فيه ظاهرة التقاعد المبكر والمبكر جداً، مُقارنة بالأعمال الأخرى والتي يتم طلب التمديد لسنواتٍ إضافية بعد بلوغ السن وليس التقاعد المبكر جداً، ولقد أعلنها الوزير الأسبق الدكتور محمد الرشيد في عهده بكل شجاعة أن التربية تواجه مشكلةً كبيرة كل عامٍ بسبب التقاعد المبكر والذي زاد حالياً أكثر من ذي قبل، ومع الأسف مسؤولو التربية لا يُريدون البحث والخوض في الأسباب !! ولعلي أتطرق لشيء منها بالتفصيل في مقالٍ قادم إن شاء الله تعالى . ومما سبق يتأكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن نقولها ونعلنها بكل أسف (مدارسنا بيئة طارِدَة، وليست جاذِبَة) للطلاب والمعلمين على حَدٍ سواء! ولكن لكيلا يتم نعتي بالمتشائم، فأنا والله مُتفائل، ولكن ذلك هو الحال، وأقول إن الأمل قائمٌ ما دامت الحياة في أن تتغير تلك الأحوال إلى الأفضل إن شاء الله تعالى، ولكن يبقى السؤال: متى؟! لأن الانتظار قد طال . لو كفانا الله بعض المسؤولين المُنظرين والذين يقولون ما لا يفعلون، والذين يَعتبرون كل نَقدٍ موجه إليهم، والذين قدموا مصلحتهم، وجعلوا الشللية ديدنهم، لأصبح تعليمنا والله في مصاف الدول المتقدمة، ولكن: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس .


ماجد مسلم المحمادي
تربوي وإعلامي

عيالي
15-05-2010, 05:58 PM
صدق والله
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك

ACME
15-05-2010, 06:13 PM
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
http://img412.imageshack.us/img412/4952/16mr1it31mj2bq4cj4.gif

اميرة بطلتي
15-05-2010, 06:24 PM
فعلا كلامك جواهر وهذا اللي صاير http://img216.imageshack.us/img216/8275/goodtopicnw7.gif جزاك الله كل خير وبارك الله فيك

kareem529
15-05-2010, 06:36 PM
بهذا المقال احسستنا جميعاً بأننا إخوة نعاني مانعاني في أجمل الميادين وهو ميدان التربية والتعليم

غفر الله لك وأطال عمرك وختم لك بخاتمة حسنة إنه ولي ذلك والقادر عليه

والأمل بالله كبير ، كيف لا وهو العزيز القدير

والشكر موصول لناقل هذا الموضوع ولقد أحسنت الاختيار

Prime Rose
15-05-2010, 06:59 PM
كلام صادق.. وفي محله..




فأي بيئة لا يمكن الاستفادة منها.. مالم تكن فاعلة..


ولن تكن فاعلة.. إلا بالتأثير الإيجابي في نفس الإنسان..




ولن تكن فاعلة إلا بعد أن يجد فيها الانسان شيء يحبه.. ويحتويه..






شكرا لك .. وله

جاكوار2
15-05-2010, 07:17 PM
كل الشكر استاذي على النقل

علاء
15-05-2010, 11:14 PM
عيالي
sir
اميرة بطلتي
kareem529
Prime Rose
جاكوار

شرفتوا الموضوع
وجزاكم الله خير يالغوالي

مهــا
15-05-2010, 11:54 PM
شئ واقع فالإنسان لو ارتاح في بيئة سينعكس هذا إيجايباً على من حوله من زملاء وإدارة وطلاب والمنهج أيضاً ..


مدارسنا تفتقر إلى أشياء كثيرة منها ..

طول بعض المناهج .

ازدحام الفصول بالطلاب ..

كثرة الحصص وتعدد المناهج للمعلم ...

ومنها عدم النقل ..

جزاك الله خير ع النقل


..

The tolerant
15-05-2010, 11:58 PM
الحمدلله على كل شي
والله اعد الايام بس للتقاعد الله يغفر لنا ويسامحنا
حقيقة كلام في الصميم ولكن محلك سر

مشكور اخي الكريم

shy-rose
16-05-2010, 08:35 PM
كلام صحيح مئة بالمئة

و اخيرا أطل قلم من الصحافة ينصفنا

بارك الله في قلم سعى لرقي و تطوير تعليمنا

و بارك الله فيك اخي علاء على النقل الموفق

Mr.X
16-05-2010, 09:32 PM
مقال جميل أستاذي علاء


أضيف الى المقال اننا يجب ان لا نهمل دور المنزل و جعله للمدرسه سببا للحرمان من كل شيء.....

لكن لا يقارن بدور البيئة المدرسية.....و فصول المطابخ والمقلط !!!

و


http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/1752393168333471411.bmp

عقيـــــــــد القـــــــــوم
16-05-2010, 11:20 PM
هناك جوانب متعدده تتعلق بالطالب بغض النظر عن جوانب المعلم التي ارى انها قريبه من الطالب..
فلماذا يكره المدرسه؟!! نرى من هذه الجوانب البيئه التي يعيش بها كيف هي ,كيف هي بئته النفسيه والاجتماعيه والعاطفيه حتى, واساليب التعلم وتأثيرها عليه..فمتى ماكانت متوفره فان الطالب سيرغب ويحب المدرسه ويكون تحصيله العلمي جيد..

ما نشاهده هذه الايام الزمن العلمي اختلف والبيئه المحيطه بالطالب والمعلم اختلفت ايضاً , اصبحنا نقارن مدارسنا بمدارس غيرنا, المدرسه واحده لكن الفكر والعقل يختلف..

الطالب يطلب حقوقه دون الجهد والعمل منه وسرعان ماتتوفر له..للأسف.
والمعلم يطلب وينتظر حقوقه المشروعه وسوف ينتظر وينتظر الى ان يشيب الراس ويتقاعد..

فأي بيئه سوف نعيشها يا وزارة..اقصد يا (سيدي) الوزير..


اشكرك علاء لطرحك الجميل

يحفظك ربي

علاء
17-05-2010, 08:27 PM
الاخوات الفاضلات
مهــا
ام يزيد90
shy-rose
شكرا لاثراء الموضوع بأضافتكن القيمة

الاخوة الاكارم
Mr.X
عقيـــــــــد القـــــــــوم
حياكم الرحمن سعدت بأثراءكم لموضوعي