المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اجاثا كريستي



smartteacher
27-03-2006, 02:31 AM
احبائي لقد قرات موضوع عن اجاثا في النت وحبيت انقله لكم مع انه طويل بس مشوق ووافي تابعوا معي
أغاتا كريستي، ملكة السرد الحي، مؤلفة الروايات البوليسية الأكثر مبيعاً في العالم الى يومنا هذا. بيع من آثارها ما يفوق المليار نسخة باللغة الانكليزية، وملياراً آخر مترجماً الى مئة وثلاث لغات تقريباً. يفوقها مبيعاً الانجيل وأعمال شكسبير الأدبية فقط. امتدت مهنتها في الكتابة لنصف قرن. حبكة رواياتها البسيطة واسلوبها السهل الممتنع جعلاها الأثيرة لدى القراء على الدوام، بصرف النظر عن العمر، الحضارة أو اللغة.

ولدت أغاتا كريستي، سيدة الروايات البوليسية، في 15 أيلول 1890 في ديفون، انكلترا. كانت أصغر أبناء فريدريك وكلاريسا ميلر، وسميت في عمادتها ماري كلاريسا أغاتا ميلر. كانت أصغر الأولاد الثلاثة، شقيقتها الكبرى مرغريت (مادج) وشقيقها لويس (مونتي) الذي يكبرها بعشرة أعوام. لدى ولادة أغاتا وهب والدها كنيسة جميع القديسين مبلغاً من المال (أضحت لاحقاً عضواً مؤسساً فيها).

عاشت أغاتا طفولة سعيدة لكن متوحدة. افتقدت رفاق اللعب، لكنها لم تشعر قط بالوحدة اذ ابتدعت عالمها الخاص الخيالي والساحر. شكلت حديقة منزلها مكاناً فاتناً يتضمن كائنات مثيرة. لكل شجرة معنى خاص بها. بدا قسم الحديقة المشجر في عيني أغاتا الصغيرة "ضخماً بحجم غابة نيو فورسيت". ربطته بـ "الغموض، الرعب، البهجة السرية، المتعذرة البلوغ والبعيدة". وكان هناك رفاقها ايضاً وان المتخيلين الهررة كلوفر وبلاكي وثلاث أخرى، والأم السيدة بينسون. حظيت بهررة اضافية لاحقاً، وطائر كناري، انضم اليها اللورد طوني (جروها اليوركشاير الذي دعاه والدها جورج واشنطن). والى حديقتها وأصدقائها، شكلت الحكايات جزءاً أساسياً من طفولتها وكانت ترويها والدتها. كان خيالها خصباً في قصصها وألعابها السارة جداً.

ورغم ان والدتها حبذت تثقيف الفتيات والحقت ابنتها البكر بمدرسة داخلية، بدلت رأيها واعتبرت انه لا يجدر بالأولاد القراءة قبل السن الثامنة. لكن رأي أغاتا كان مختلفاً. كلما راقت لها حكاية درست الصفحات التي صارت مفهومة تدريجياً. وبدأت تطرح اسئلة تتعلق بكلمات مكتوبة فوق المتاجر وعلى اللوحات الاعلانية. في الخامسة، أضحى عالم كتب الحكايات مفتوحاً لأغاتا. اطلعت على الرياضيات التي أحبتها والكتابة التي أحبتها صعبة. إذ تعلمت القراءة عبر النظر الى الكلمة وليس وفق أحرفها. شكل ذلك انطلاقة ثقافتها. بدأ والد أغاتا في تلك الفترة يعاني متاعب مادية. كان صاحب ثروة فلم يعمل. لكن القيمين على أمواله توفوا أو صاروا عاجزين عن تولي أمور أعماله التي ساءت فتردت صحته: قرر آل ميلر تأجير منزلهم والسفر لاقتصاد المال، فانتقلت الاسرة الى فرنسا وعادت الى الوطن بعد جولة دامت سنة تقريباً. وبعدما بذلت والدتها جهداً لتلقنها الفرنسية من دون جدوى، اتقنت أغاتا تلك اللغة أخيراً خلال فترة اقامتهم في فرنسا. استعانت والدتها بحاضنة تجيد اللغة الفرنسية فقط، مما أرغم أغاتا على تعلمها.

شرعت أغاتا في تعلم الرقص قبل رحيلها الى فرنسا، لكنها أكبت على دراسة الموسيقى لاحقاً فأحبتها. أحب آب ميلر المسرح كثيراً، قصدوه مرة في الأسبوع على الأقل، واصطحبوا أغاتا مراراً.

تبدلت حياة أغاتا مع وفاة والدها، لكنها لم تتأثر شخصياً بضائقة والدتها المالية. تابعت دروس الموسيقى والرقص والقراءة، الى تعلم تهجئة صفحات من الكلمات. في تلك الفترة عرفتها شقيقتها مادج الى عالم تحري آرثور كونان دويل، شيرلوك هولمز. وإثر التحاقه بمدرسة في توركي لنحو أربعة أعوام، أرسلت أغاتا الى باريس لتتابع دراستها. والى صف الموسيقى، التحقت بصفي الشعر والأدب المسرحي. وحين نضجت أدركت أنها تعاني رهبة المسرح مما وضع حداً لحلمها بامتهان الموسيقى.

حان الوقت لأغاتا للظهور اجتماعياً. عنى ذلك الكثير لفتاة في تلك الحقبة اختيرت القاهرة كمكان لهذا الحدث إذ ساءت حال والدتها الصحية ونصحها الأطباء بمناخ دافئ والكثير من أشعة الشمس، فكانت مصر المكان الأمثل، ودخلت أغاتا عالم الرقص والنزهات والشبان متجاوزة حياءها وارتباكها.





في تلك الفترة، شرعت أغاتا في كتابة قصائد وحازت جوائز في المجلة الشعرية. بدأت في تأليف الحكايات عرضياً. خلال اصابتها بالنفلونزا، شعرت بالملل وهي ممددة في فراشها، فاقترحت عليها والدتها تأليف حكاية، مترددة، ألفت أغاتا "منزل الجمال" وأتبعتها بـ"الأجنحة" وحكايات أخرى أرسلتها الى مجلات تحت اسمين مستعارين هما ناثانيال ميلر وماك ميلر. لكنها أعيدت اليها كلها مرفقة بالعبارة التقليدية: "يأسف رئيس التحرير" ثم ألفت روايتها الأولى خلال تلك الفترة "ثلج فوق الصحراء"، وردت اليها كذلك.

تعرفت أغاتا الى الكولونيل آرشيبالد كريستي في إحدى الحفلات. كان طياراً في سلاح الجو الملكي. وأغرم أحدهم بالآخر. كانت مخطوبة لأرشيبالد حين درست التمريض وامتهنته عام 1913 وتزوجا عشية ميلاد 1914 أمضيا عيد الميلاد معاً، وغادر آشي الى فرنسا في اليوم التالي. ولم تره طوال ستة أشهر. تابعت عملها في المستشفى وطلب منها العمل في المستوصفات حيث عملت هناك مساعدة طوال عامين، كما بدأت في التحضير لامتحان الصيدلة الذي سيجيز لها تركيب الأدوية لطبيب أو كيميائي. وخلال عملها في المستوصف والصيدلة، اكتسبت أغاتا معلومات كثيرة عن السموم.

في تلك الفترة راودتها فكرة تأليف رواية بوليسية. تحدتها شقيقتها مادج سابقاً في تأليف رواية مماثلة ورسخ ذاك التحدي في ذهن أغاتا. أمعنت التفكير في الأمر فما لبثت الشخصيات أن ظهرت تدريجياً وتشكلت الحبكة وإذ رغبت أغاتا في ابتكار شخصية فريدة لتحري رواياتها، خلقت "هيركول بوارو"، كما ابتكرت شخصيات أخرى تشاركه عالمه. المفتش السابق في الشرطة البلجيكية "بوارو" أضحى الشخصية الأكثر ثباتاً في الأدب القصصي. برأسه البيضاوي الشكل وشاربيه المتيبسين و"خلاياه الرمادية" (فطنته)، لم يخطء قط هذا الرجل الغريب المظهر الذي يستبد به حبه للاتقان والتساوق، مستخدماً "خلاياه الرمادية"، واجداً الحل للقضايا الأكثر تعقيداً، منقذاً البريء وحريصاً على معاقبة المذنب.

"بوارو" هو الشخصية الخيالية الوحيدة التي نشر خبر نعيها في الصفحة الأولى من صحيفة نيويورك تايمز (6 آب، 1975) عقب وفاته في قضيته الأخيرة كورتين.





وضعت أغاتا روايتها "القضية الغامضة في ستايلز" وأرسلتها الى دار "هودر وسلوتن" التي اعادتها اليها من دون ابطاء فأرسلتها الى ناشر آخر. في ذلك الحين، عاد آرشي الى المنزل في اجازة قصيرة وقرأ الرواية فأعجبته، أرسلها الى صديقه في السلاح الجوي الذي عمل مديراً في "دار ميثوين" فأرسلها بدوره الى دار مرفقة برسالة توصية. وأعيدت إليها مرة ثانية فأرسلتها أغاتا الى دار "بودلي هيد" ونسيت أمرها تماماً.

بعد انفصال دام نحو أربعة أعوام من جراء الحرب الدائرة، عاد آرشي الى الموطن. أسندت اليه وظيفة في وزارة السلاح الجوي في لندن. ودعت أغاتا المستشفى وآشفيلد وقصدت لندن كي تبدأ حياتها الزوجية. اهتمت بالأمور المنزلية، وللتغلب على حس التوحد، انصرفت الى دراسة الاختزال ومسك الدفاتر. وانتهت الحرب فجأة فقرر آرشي تقديم استقالته من السلاح الجوي. عثر على وظيفة في مؤسسة في المدينة. بعد فترة وجيزة، رزق آرشي وأغاتا ابنة، روزاليندا. كي تضيف الحياة الى سعادة أغاتا، وردتها رسالة من جون لاين في "دار بودلي" هاد للنشر تفيد بموافقتهم على نشر رواية القضية الغامضة في "ستاليز" شرط اخضاعها لبعض التعديلات. صرفتها حماسة معرفتها بنشر روايتها عن ادراك الصفقة المجحفة التي وضعها لاين.

واجهت أغاتا صعوبات مادية في الحفاظ على آشفيلد. بعد مناقشتها الأمر مع آرشي، اقترح عليها ان تؤلف رواية أخرى كي تجني بعض المال، على أمل ان تلقى رواجاً أكثر من روايتها الأولى. جنت أغاتا من "القضية الغامضة في ستايلز" (1920) خمسة وعشرين جنيهاً استرلينياً، والمبلغ هذا حصتها من حقوق نشر روايتها مسلسلة في صحيفة ويكلي تايمز. لم تمانع أغاتا في الأمر وشرعت تؤلف "المغامرة المفرحة" التي بدلت عنوانها مراراً ونشرت أخيراً تحت عنوان "الخصم السري" (1922). قصة تجسس مثيرة، لا رواية بوليسية، ابتدعت لها شخصيتين أساسيتين. الثنائي الحاذق طومي وتابنس، المتعذر قهره، له طرقه الخاصة في العثور على أي جرم. نشر جون لاين الرواية بعد تردد إذ اختلف أسلوبها عن الرواية الأولى. لكنها لاقت رواجاً أفضل. جنت أغاتا مبلغاً ضخماً، فضلاً عن خمسين جنيهاً في مقابل بيع حقوق نشرها مسلسلة في "ويكلي تايمز". وبدأت تلاقي اهتماماً خاصاً مع روايتها الثالثة "جريمة على شبكات الاتصال" (1923) طلب إليها رئيس تحرير صحيفة "ذي سكيتش" بروس اينغرام، تأليف سلسلة قصص صغيرة لبوارو فارتبطت أغاتا ليس بالروايات البوليسية فحسب، بل بيوارو أيضاً والكابتن هاستينغس (الشبيه بواتسون، شريك شيرلوك هولمز وصديقه).

انتهت متاعب آل كريستي المادية تدريجياً. انتقلا الى منزل في الريف وابتاعا سيارة، ثم سيارة أخرى. اشتريا منزلاً آخر واطلقا عليه اسم "ستايلز". لكن متاعبهما المالية عادت للظهور. توفت والدة أغاتا فاضطرت الى اخلاء منزل آشفيلد وتأجير ستايلز لفصل الصيف. مكث آرشي في ناديه في لندن وذهبت أغاتا وروزاليندا الى آشفيلد. وتأجير ستايلز لفصل الصيف. مكث آرشي في ناديه في لندن وذهبت أغاتا وروزاليندا الى آشفيلد. اخلاء منزل ليس مسألة سهلة لأنه مليء بالذكريات الجميلة. عملت أغاتا في جهد متلهفة للانتهاء من الأمر سريعاً. نال منها العمل المضني والأرق فانهارت. غلبتها التعاسة والتشوش. تلافى آرشي الذهاب الى هناك حتى في عطلة نهاية الاسبوع متذرعاً بأن الرحلة لفترة قصيرة تستلزم نفقات غير ضرورية. متوحدة، تعيسة ومنهكة، أدركت أغاتا انها مريضة. كانت تنسى اسمها لدى توقيع شيك وتذرف الدموع ان تعطلت سيارتها. حضرت شقيقتها مادج، وعاد آرشي أخيراً، لكنه كان مختلفاً. سألته أغاتا عن السبب فباح لها بأنه مغرم بالآنسة نانسي نيل وطلب الطلاق. كانت نانسي قد زارتهما في ستايلز برفقة أصدقاء آخرين ووجدتها أغاتا حاذقة. حاولت نان، صديقة أغاتا، أن تقنعها بالواقع المحتوم وحضتها على التفكير في مهنتها فقط



أين اختفت أغاتا كريستي؟

تشاجر آرشي وأغاتا فرمته هذه الأخيرة بوعاء خزفي صيني وصاحت: "لا تنسى أني قديرة على كل شيء حتى على الاختفاء" (2 كانون الأول 1926). لكن لا رجوع عن قرار آرشي.

صباح يوم الجمعة 3 كانون الأول 1926 غادر الرائد كريستي منزل ستايلز. علمت أغاتا من صديقتها نان أن آرشي ونانسي سيعقدان خطوبتهما سراً خلال عطلة نهاية الأسبوع في الكوخ في غودالمنغ. استقلت أغاتا سيارتها مساء اليوم نفسه الى جهة مجهولة وكان الضباب يغطي المنطقة.

صباحاً، لاحظت كارلو، سكرتيرة أغاتا غيابها، فأبلغت الرائد الذي عاد مسرعاً الى المنزل الزوجي، كانا يجهلان ان غجرياً وجد السيارة مخبأة في ظل أجمة. بلغ آرشي الشرطة التي وجدت داخل السيارة أوراقاً ثبوتية تحمل اسم أغاتا ماري كلاريسا كريستي، المولودة ميلر، كانت على المقعد الأمامي. لدى وصول آرشي الى المكان عصر يومذاك، باشر نائب رئيس الشرطة كينوودر التحقيق معه. كما حضر صحافيون استهواهم نبأ اختفاء روائية متخصصة في الغموض والجريمة. عم القلق المكان، إذ كان ثمة مستنقع قريب لاقى فيها العديد من السباحين حتفهم. أخبر آرشي الباحثين عن زوجته بأنها كانت محبطة في الفترة الأخيرة، وكان يأمل في العثور عليها. لكن المحقق كينوورد أراد معرفة المزيد فاستجوب كارلو. في حال انتحار اغاتا يغدو الرائد مشتبهاً به. كما في رواية بوليسية طرح السؤال نفسه في إلحاح: أين اختفت أغاتا كريستي؟

منحت صحف يوم الأحد القضية بعداً وطنياً، بل عالمياً، فتصدر صحيفة نيويورك تايمز العنوان الآتي: "اختفت الروائية أغاتا كريستي من منزلها". تطوع سكان بركشاير ونطلقوا باحثين عنها في المنطقة، وانضمت اليهم شخصيات بارزة كزميلة أغاتا، دوروثي سايرس، التي دافعت عنها في شدة حين نعت النقاد روايتها مقتل روجر أكرويد بالزائفة. كما حضر إدغار والاس الذي أزعجه شيوع النبأ فصرح لصحيفة ديلي ميل: "اعتقد أن السيدة كريستي قررت ان تخضع أحد المقربين منها لمزحة مزعجة. أرادت وضعه في موقف حرج"، وكان يعني بالتأكيد الرائد كريستي الذي وضع حداً لشكوك كينوورد بتقديمه كدفع غيبة تواجده برفقة الآنسة نانسي نيل في تلك الليلة. ومرت الأيام والصحف تنشر صورة المفقودة في كل أعدادها الى حد انها صارت معروفة من الجميع. وتوقف البحث عنها حين أبلغ أحد العاملين في فندق هيدور الى الشرطة عن سيدة شبيهة بها تقيم هناك منذ تسعة أيام وتزعم انها آتية من جنوب افريقيا. في اليوم التالي، وصل آرشي والصحافيون الذين يلاحقونه الى الفندق واصطحب زوجته تحت بريق أضواء الكاميرات.

استمر الصحافيون يحاصرون منزل والديّ زوج مادج حيث مكث الزوج، الى أن صرح لهم الرائد كريستي بصوت مرتجف ان الروائية عانت فقدان ذاكرة نتيجة الارهاق. لكن ذلك التوضيح لن يقنع أحداً فنشر الصحافيون المغتاظون فرضيات مختلفة.

تجرأ أحدهم على الادعاء أن ما حصل كان محاولة دعائية تهدف انعاش الكاتبة، فردت أغاتا على ذلك غاضبة وفي أسلوب تعوزه البراعة في مقابلة أجرتها معها صحيفة "ديلي ميل"، محاولة إظهار الأمر كسيناريو جائر في حق الموهبة التي يعترف لها النقاد بها. وفي وقت لاحق اجاد ريتشي كالدر التعبير عما حصل حين كتب في صحيفة "نيو ستيتمنت": بعد استعادة الحدث والتأمل فيه، يصعب تحديد المسؤول، الشرطة او الصحافة، عن تحويل تحقيق في قضية مفقودة الى حدث القرن الأكثر اثارة".

لعل بوارو هو أفضل المعبرين بقوله: "انك تلمع يا عزيزي هاستينغس الى ما تدعوه عملاً دعائياً جزئياً... لكن تأمل أمرين، أولاً أن السيدة في تلك الفترة لم تحتج الى الشعبية قط إذ كانت تتمتع بها. وأمر ثانٍ يفوق الأول أهمية، ويجب أخذه دوماً في الاعتبار في قضايا مماثلة، شخصية المشتبه بها المعروفة هل يسعك ان تتخيل سيدة متواضعة، منعزلة، تكره تدخّل الآخرين في شؤونها، تحول نفسها عمداً الى محور قضية تثير الرأي العام وتجذب اهتمام صحافة الوطن بأكمله؟ إن كنت لا تملك حلاً أفضل يا عزيزي هاستنغس فاقترح عليك ان تلزم الصمت".

لم تأتي أغاتا قط في ما بعد على عملية اختفائها، محترسة دوماً من الصحافيين والفضوليين. لم يشبع صدور سيرتها الذاتية (1977) فضول الذين انتظروا ان تزيل تلك المتكتمة الغموض عما حصل. لن تظهر الحقيقة إلا لاحقاً، في نهاية التسعينات، حين وافقت ابنة نان الوفية، جوديت غاردنر، على الكشف عن العمل الشائن. توجهت أغاتا صباح 3 كانون الأول الى شقة نان. كانت الصديقتان قد خططتا الخديعة الخبيثة في مكر لتوقعا بالزوج الخائن. لكن كلتا الصديقتين لم تتخيل قط الصدى الاستثنائي الذي ستعطيه الصحافة لهذا الحادث المتنوع.

باشر المحامي اجراءات الطلاق وبدأت أغاتا تستعيد خيوط حياتها. أولى أولوياتها أن تجني بعض المال فتحولت الى الكتابة. اشترت شقة في تشيلسي. أدخلت روزاليندا مدرسة داخلية، وحاولت تجديد حياتها من دون آرشي. كما قررت تمضية اجازة والذهاب الى جزر الكاريبي وجامايكا. لكن شاء القدر أن يتدخل فبدل وجهتها خلال حفل عشاء. ادركت أغاتا ان في استطاعة المرء الذهاب الى بغداد على متن قطار الشرق السريع. ألغت مخطط الجزر الكاريبية واستقلت ذلك القطار. تميزت رحلتها بالنجاح، وخاصة تلك الزيارة التي قامت بها لمواقع الكشف عن الآثار في "أمور". ثم زارت "أور" بناء على دعوة آل وولي الذين أشرفوا على عمليات التنقيب وحيث تعرفت الى زوجها الثاني، ماكس مالوان الذي عمل مساعداً للونارد وولي. عرض ماكس الزواج على أغاتا. ترددت لفترة طويلة لأن ماكس كان يصغرها بستة عشر عاماً لكنهما تزوجا أخيراً في 1930. خلال الحرب العالمية الثانية عمل ماكس كضابط ارتباط في شمال أفريقيا، بينما تطوعت أغاتا مجدداً للعمل في مستوصف مستشفى في لندن. انضمت الى ماكس في رحلاته السنوية لآثار سوريا والعراق مما منحها أفكاراً عديدة استعانت بها في مؤلفاتها.

ورغم فارق السن الكبير، أمضت أغاتا وماكس حياة زوجية سعيدة. أذيع في نشرة أخبار 9 آذار، 1954 قولها: "العالم بالآثار أفضل زوج تستطيع المرأة الحصول عليه. كلما تقدمت في السن كلما أثارت اهتمامه. لكن أغاتا كريستي نفت تلك الملاحظة في وقت لاحق.

استمرت أغاتا ناشطة جداً حتى النهاية. عينت رئيسة لـ"نادي الكشف البريطاني" عام 1967 ومنحت وساماً عسكرياً برتبة ضابط في الامبراطورية البريطانية عام 1956 ولقب سيدة برتبة ضابط في الامبراطورية البريطانية عام 1971.

توفت اغاتا في 12 كانون الثاني، 1976، سيدة راضية في منزلها في انكلترا. كتبت في سيرتها الذاتية التي أنجزتها وهي الخامسة والسبعين: "أحيا الآن زمناً مستعاراً، منتظرة في حجرة الانتظار الاستدعاء الذي لا مفر منه. من ثم انتقل الى العالم الآخر، مهما يكن. لحسن الحظ، ليس على المرء أن يقلق حيال ذلك... اني مستعدة الآن كي ألبي نداء الموت. كنت محظوظة على نحو استثنائي. لدي برفقتي زوجي، ابنتي، حفيدي، صهري الحنون، الاشخاص الذين يشكلون عالمي".




مصالحة الشرق والغرب

تؤكد بعض روايات كريستي المؤلفة في أواخر الثلاثينات على اهمية المصالحة، خاصة ما بين أفراد العائلة. تحاول تلك الروايات العمل على مستويين، نظرة واقعية الى العائلات، ومناشدة مجازية كي تتصالح أسرة الأمم الاوروبية وتتلافى الحرب التي كان في وسع الجميع رؤيتها تلوح في الأفق. لاحقاً، تضمنت رواية كريستي الجاسوسية المثيرة انهم يأتون من بغداد 1951) مسعى في مصالحة الشرق والغرب. تعمل روايات كريستي على مستوى شخصي. تدعو الى اللاعنف وقبول الآخرين. لكن القصص الرمزية السياسية في تلك الروايات ساذجة. تجهل كريستي مفهوم الديكتاتورية، النازية أو الشيوعية، وجل ما تستتبعه من عواقب. كما تتضمن "أنهم يأتون من بغداد" مناشدة للتحلي بالتواضع يجدر ذكرها، فضيلة غير معترف بها كثيراً لسوء الحظ في الأدب المعاصر. تكون أغاتا حلقة ربط قوية بين التواضع والديموقراطية. في هذا الكتاب تفوق أفكارها السياسية الأخرى اقناعاً.

اقتبست السينما العديد من رواياتها وأشهرها "جريمة في قطار الشرق السريع"، "الهنود الصغار"، "جريمة فوق النيل"، "موت اللورد إيدغوير" وسواها.

Prime Rose
27-03-2006, 07:18 AM
ألف شكر لك على هالمعلومات..اعدتني بالذاكره للوراء..



فأجاثا كريستي كانت بطلتي ..



وكانت رواياتها تملأ مكتبتي..



كانت مختلفة حقاً..




((أعيش الآن زمناً مستعاراً، منتظرة في حجرة الانتظار الاستدعاء الذي لا مفر منه. من ثم انتقل الى العالم الآخر، مهما يكن. لحسن الحظ، ليس على المرء أن يقلق حيال ذلك... اني مستعدة الآن كي ألبي نداء الموت. كنت محظوظة على نحو استثنائي. لدي برفقتي زوجي، ابنتي، حفيدي، صهري الحنون، الاشخاص الذين يشكلون عالمي".))


يالبيها..





ووبس

Abo Lama
27-03-2006, 01:22 PM
سمارت تيتشر











نقل رائع اخي العزيز

ولاهنت

smartteacher
27-03-2006, 02:33 PM
مشكور اخي الغالي ابو لمى على تشجيعك الدائم وانتي بعد اختي prime مشكوره للرد

miss beauty
27-03-2006, 09:00 PM
أشكرك أختي !!!

أنا مرررة أحب القصص بس ما قرأت إلا قصتين لها !!!

لأنو لما قرأتها دوخت وخلتني أشك في الكل ... بس أسلوبها حلو !!!

شكراً

smartteacher
27-03-2006, 09:08 PM
ميس بيوتي شكرا على الرد بس انا اخوكي انشاء الله يعني male وليس female