"إصلاح التعليم في المملكة" للدكتور احمد العيسى.. جدير بالقراءة

أسعـــد الله أوقاتكم بكل خير

صدر حديثاً كتاب جميل جداً ورائع للدكتور أحمد بن محمد العيسى بعنوان:

" إصلاح التعليم في المملكة بين غياب الرؤية السياسية و توجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية "

حيث قال بـأن المملكة العربية السعودية تمر بمنعطف تاريخي مهم ، فلا يبدو لها مستقبل مشرق في القرن الحادي والعشرين إلا بنظام تعليمي متطور وحديث ، قادر على تحقيق تنمية علملية وإجتماعية وإقتصادية حقيقية من خلال إنتاج أجيال مستنيرة متمكنة قادرة على العطاء والإنتاج والمنافسة . ويدعو الكاتب الى عملية جراحية عاجلة وعميقة لمفاصل النظام التعليمي ، وأسسه ، ومرتكزاته التي يقوم عليها.

هذا وقد تطرق إلى عدة محاور مهمة من ضمنها " إعادة الاعتبار لمهنة التعليم" حيث قال ما نصه:
" لعل مسارات الإصلاح تصب في النهاية عند المعلم, فهو العنصر المؤثر والحاسم في نجاح العملية التربوية والتعليمية أو اخفاقها " ص111

وتطرق للظلم الذي تعرض له المعلمين وأنه يجب ألا يحدث هذا الأمـــر لعنصر مهم جداً في العملية التربوية والتعليمية حيث قال :
" ومما ساهم في تدهور الوضع وانخفاض قيمة المهنة أن من الحلول التي أُقرّت في وقت الأزمات العالمية, التي مرت بها البلاد في التسعينات من القرن الماضي, هو تعيين المعلمين والمعلمات على مستويات أقل في السلم الوظيفي أو على وظائف مؤقتة" ص113

وقال أيضاً:
" إن اعادة الثقة إلى مهنة التعليم تبدأ بوضع أسس ثقافة جديدة حول المهنة, تدعمها الدولة ومؤسسات المجتمع من أجل رد الاعتبار إلى مهنة التعليم, وتحسين صورتها في نفوس الجيل الجديد, وذلك من خلال رفع المميزات للمعلمين والمعلمات,وتقديم الخدمات الإضافية الصحية والمهنية لهم, مع رفع مستويات الدعم والتشجيع عن طريق الجوائز التقديرية والتكريم للمبدعين والمبدعات" ص114

وطالب أيضاً
- أن يعيد الدعاة النظر في أن العلم هو فقط العلوم الشرعية ، وأن يتخلى الدعاة عن فكرة أن إصلاح التعليم "دعوة للتغريب".

- الغاء المركزية في وزارة التعليم ، والدعوة الى تفعيل دور المناطق التعليمية الثلاث عشر، وتزويدها بالميزانيات الخاصة لكل منطقة.

- الدعوة الى تأسيس مجالس تعليمية منتخبة في المناطق تشمل أولياء الأمور ، والحرص على إنشاء ورش عمل تشمل الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور لوضع الخطط التي تناسب كل منطقة.

- إتخاذ قرار سياسي حازم لدعم الإصلاح على شاكلة القرار الذي إتخذه الملك سعود عند إنطلاق تعليم المرأة.

- يطالب بالدعوة الى إصلاح التعليم وليس تطوير التعليم.

- العمل على إصدار ميثاق جديد للتعليم بدل وثيقة " سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية " التي صدرت عام 1968 والتي تجاوزها الزمن من الناحية الفعلية وتجاوزها فكر المجتمع والدولة. صدرت تلك الوثيقة في ظل ظروف داخلية وخارجية بالغة الحساسية والدقة ، كانت سائدة في عقد الستينات الميلادية ، مما أثر في صياغة الوثيقة، كما أثر – ايضا- في مبادئها وأهدافها .

ويوجد هناك الكثير من التفاصيل والملاحق المهمة..

ملاحظة: ما يميز هذا الكتاب هو طباعته في دار الساقي في لبنان أي أنـــه لم يتعرض لعمليات الحذف والتعديل وفرض الوصاية الفكرية كما يحدث للكثير من الكتب التي تُطبع هنا:p

قراءة ممتعة

http://www.4shared.com/file/11969092...c5/_-____.html