السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا إتكيت من نوع جميل ومفعم بالإحساس الشفيف الصادق والنابع من قلب محب ، من قلبه صلى الله عليه وسلم .
الإتيكيت والسيرة
إذا نظرنا إلى الأمر من جانبه الصحيح.
سنجد أن الاتيكيت في الأساس تم تدوينه لنا ، وانتقل بعد إلى الغرب عن طريق فتح الأندلس
ولنا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وما جاء به أصدق مثال.
ولعلنا في الجزئية التالية نستعرض بعضا من قواعد الإتيكيت
التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبيين من قبله
وفعلها أصحابه رضوان الله عليهم جميعا ، ومن هذه القواعد :
- إذا فتح رجل باب السيارة لزوجته ربما نراها كبيرة ، ولكن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس على الأرض
ويضع يده ويطلب من زوجته أن تقف على رجله وتركب الناقة.
- كان عليه الصلاة والسلام يطعم زوجته: "خير صدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته."
- وكان يشرب عليه الصلاة السلام من نفس مكان شفاه عائشة رضي الله عنها على الكوب.
.
- لا تذهب إلا بموعد حتى وان كانت بينكما صلة قرابة ( لا تدخلوا ... حتى تستأنسوا وتسلموا ) والاستئناس هو أن تعرف
أن الطرف الآخر سيأنس بوجودك. اتصالك به قبل زيارته سيجعله مستعدا.
ملامح سريعة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم
أخلاقه مع الأطفال : لا يقوم من السجود حتى ينزل أحفاده عن ظهره.
عدم إحراج الآخرين : ما أُخذ بسيف الحياء فهو حرام
كان عليه الصلاة والسلام ضحاك
كان الصحابة يعرفون انه رسول الله صلى الله عليه وسلم من رائحته
وفي تاريخ أنبياء الله ورسله نجد الإتيكيت قد كان سائدا ومستخدما
ففي قصة ضيف أبينا إبراهيم عليه السلام تطبيقا لإتكتيت الضيافة :
يقول الحق تبارك وتعالى عن القصة في سورة الذاريات
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ
فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ (27) }
ومن هذه القصة نستفيد ست قواعد من قواعد الإتيكيت ، وهي :
• قال سلام ( رد السلام على الضيوف والترحيب بهم )
• خرج خفية دون أن يشعر بذلك الضيوف ( لا تجعل الضيف يشعر بأنك غير جاهز)
• أتى بعجل سمين ( قدّم أفضل ما عنده للضيوف )
• فقربه إليهم ( احضر الأكل عند الضيف وجعله قريبا منه )
• فقربه ( الهاء هنا تعني أنه هو الذي قرب الطعام ) وليس الخدم
قوله : ألا تأكلون ( دعوة الضيوف إلى الأكل رفعا لحرجهم).
حتى أن ( البروتوكول ) ليس بأمر جديد على المسلمين
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يقوم بدور ضابط المراسم .. دار الضيفان
-وكان يسأل وفد المقدمة .. هل الرئيس يحب كذا لا يحب كذا.. فيعطي التعليمات
وفي المراسلات كان يُكتب " من محمد بن عبد الله إلى فلان " ( اكتبوا اسمه حسب ما يحب)
وبمقارنة أفعاله عليه الصلاة والسلام باتفاقيات الأمم المتحدة الآن نجد
أن من المتعارف عليه في البروتوكول الآن أن الدولة التي لا ترغب في شخص ما تقوم برده إلى بلاده ، وفي حادثة
وقعت في عهده عليه الصلاة والسلام نجد تطبيقا سابقا لما هو موجود اليوم
فعندما أرسل مسيلمة الكذاب كتابا إلى رسول الله عن نبوته المزعومة
فقال عليه الصلاة والسلام للرجلين : ( و ما تقولان أنتما ؟ ) ، فأجابا : نقول كما قال !
فقال لهما : ( أما و الله لولا أن الرسل لا تُقتَلُ لضربت عنقيكما ) وردهم سالمين
وهذا أيضا ينطبق على عدد كبير من السنن التي يقوم بها المسلم
مثل المعاملة بالمثل :
" العين بالعين والسن بالسن "
" إذا عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "
وعدم التدخل في شئون الغير موجود في الإسلام :
" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "
الهدف من العبادات هو تهذيب الأخلاق :
فالصوم يعدل السلوك ، " إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل فان امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم
إني صائم".
وفي الحج تقبيل الحجر الأسود عبادة ، ولكن إذا كان ذلك يسبب تزاحم الناس وأذيتهم فيجزئ الإشارة إليه باليد من بعيد.
فمن يرد الاتكيت الصحيح يتعلم من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم