أخذ المساء يتسلل بلونه المخملي بين شوارع تلك القرية النائمة
على شواطئي البحر ومازال هناك بعض الصبيه في ساحة القرية
يطاردون الكره بدون كلل فيمتزج صوت صرخاتهم العذبة
مع أخر أنفاس النهار وإذا ابتعدت قليلا لشاهدت تلك المنازل
وكأنها تحترق بألوانها القرمديه مودعة لأخر خيوط الشمس الحزينة
ولا شاهدت أيضا المداخن التي بدء يصعد منها الدخان استعدادا لتحضير وجبة العشاء
كانت خيوط المساء تغزل لوحة الوداع بهدوء
وبدء الصبيه بالعودة لمنازلهم متعبين باحثين عن الدف والطعام الذيذ
لذي تعده أمهاتهم
كانت اعينهم تفيض مرحا وهم ينقلون اقدامهم المتعبه
من كثرة العب بين تلك الطرق الضيقة .
رحل الجميع ولم يبقى إلا طفلا واحد كان مازال يتمسك بالكرة
كانت عيناه تتابع أولئك الصبيه بهدوء وحزن غريب
كانت عيناه تضاهي السماء بصفاء بريقها كثيف الشعر
ترتسم على محياه الفتي ابتسامه حائرة ساخرة
كان الان يجلس بهدوء خلف شباك المرمى حين نداه صوت من بعيد
" أخي " هل ذهب الصبيه هل استطيع القدوم؟
كان الصوت رقيق يبدو من نبرته الخوف والارتباك
وقد كان قادم من جهة تلك الاشجار المحيطة بالملعب
" نعم يا مي " لماذا ناخرتي هذا المساء ؟ نطقها الصبي
تقدم الظل من خلف الاشجار ببطء وكانت حركته ثقيلة :
فقد لاحظ الصبي ذلك على الفور فقفز مسرعا الى حيث تكون
" مي عزيزتي ماذا بك " لماذا تعرجين هل حصل شي
" كان يتفقد أخته الصغيره بحنان بالغ " يالله كم هي صغيره لتعاني
كانت عيناه تجول بأخته الصغرى التي لم تتجاوز السابعة
كان يتفقدها بحنان
كان لها شعر ناعم طويل كالحرير وعينان ملائكيه
تزداد بريقا كلما تحدثت اليه لكن الليله هناك ألم واضح فيهما
لاحظ الصبي ذلك عندما رفعت احد قدميها
" ماذا حدث لك يا عزيزتي " لماذا تعرجين
" لا شي ياخي " انظر ماذا احضرت لك
" ماذا " رد الصبي وعيناه لا تفارق وجهها
كان يشعر بأنها ليست بخير
" الحلوى التي تحبها " وناولته اياها
صمت الصبي للحظه وهو ينظر ليدها الممدودة
" ماذا الاتريدها ياخي إنها حلوتك المفضله "قالت
" وكيف أحضرتيها وليس لديك المال لشرائها "
كان يشعر بالخوف بان أخته قد سرقت هذه الحلوى من أجله
وحينها لن يغفر لنفسه ابدا
" أنا اشتريتها لك يا أخي بمالي " قالت
" مالك " ومن اين لك المال يا مي فلم أعطك شيئا هذا أليوم قال
" أخي خذها ارجوك فهي لك لقد اشتريتها بمالي
" أنا " ولم تستطيع مي المتابعه فقد انهمرت دموعها بغزارة
" حسنا يااختي لا عليك سوف أخذها فقط توقفي عن البكاء
أخذ الصبي الحلوى من يد أختـه ليرى تلك الدموع المتلألئة
في عينيها وقد انهمرت الان بغزاره
" لماذا هذا البكاء الان أنظري سوف اتذوقها "
قالها بصوت عالي ولم يكن يدرك بأنها تتألم
" لاشي ياأخي " كان صوتها الرقيق يعكس ألمها ثم أضافت " هل أعجبتك "
" جدا إنها لذيذه " خذي واحده " قال
تحرك رأسها الصغير معترضا
" لا اريد إنها لك ياأخي " وأنا سعيدة لأنها أعجبتك
حسنا إذا هي بنا فقد تأخر الوقت وقد لا نجد غرفة خاليه في المأوى
( كان الصغيران أحمد ومي يتيمان فقدا والديهما في حادث سيارة
منذ ستة أشهر وليس لهما احد غير جدهما العجوز
الذي يحاولان الوصول اليه وقد أخبرها جار والديهما
انه يسكن في هذه القرية حيث ان العلاقة مقطوعة بين والدتهما
وجدهما منذ سنين فلم يكونا يعلمان بوجد جد لهما
ولكن لم يتمكنا من العثور عليه حتى الان )
نهض هو أولا ثم أمسك بيدها لتقف بدورها ولكن ما إن وقفت
حتى توقفت فجأة عن الكلام لتسقط بين يدي أخيها
صرخ أحمد بصوت عالي
" مي ماذا حدث لك هي توقفي عن اللعب واستيقظي "
ولكن لمى لم تجب وضع أحمد يده على رأسها
ليصرخ ياالهي ماهذا انها تشتعل من الحمى
" مي ماذا حدث لك أجيبيني ؟
ولكن مي لم تجب
حمل أحمد أخته وركض مسرعا ليقف في وسط الطريق
" النجده " أرجوكم ساعدوني أختي مريضه
كانت الدموع تتساقط بغزاره من عينيه وهو يهيم في ذلك الشارع المظلم
فجأة توقفت سيارة في ذلك الطريق المظلم لتخرج أمراه مسرعة الى حيث يقف الفتى
( كانت سيده في مقتبل العمر ترتدي لباس ممرضه
وقد لمح الصبي نظراتها القلقة ففرح بقدومها اليه )
ماذا حدث ؟ قالت وهي تتناول الفتاه من يده بسرعة
" لا اعلم لقد سقطت فجأة وهي تشتعل من شده ألحرارة
تحدث الفتي بسرعة وكان الكلمات تخنقه
" لا عليك سنأخذها لبيت السيد مروان فانا في زيارة له الان
وسوف يقدم لها طبيبه الدواء ألازم هي بنا اسرع للسيارة"
انطلقت السيارة مسرعه في هذا الظلام لتشق بنورها عتمته
كانت الممرضه في هذا الوقت تحاول ان تخف حرارة الفتاه
بقارورة الماء الموجودة معها "
" هي ايها السائق اسرع من فضلك " نادت الممرضه على السائق
وكان يبدوا على صوتها القلق
" اخبرني يا فتي ما اسمك ومنذ متى اختك تعاني من الحرارة "
تحدثت الممرضه لأحمد لتحاول ان تشتت انتباه قليلا
حتى يصلوا للمنزل فقد كان يرتجف من القلق
" أنا احمد وأختي اسمها مي يا سيدتي وقد كانت بخير هذا الصباح
ولقد فقدت وعيها فقط منذ قليل اجابها الفتى بصوت فيه الكثير من الالم
" هي يا احمد ستكون مي بخير " فقط اخبرني هل لاحظت عليها شي مختلف
قبل ان يغمى عليها" سألته
"مختلف " ردد احمد العبارة بصوت منخفض " لااعلم "
ثم خفض رأسه للأسفل لتتساقط الدموع مجددا
" هي لا تبكي وكن قويا لأجلها " قالت
" اه " لقد تذكرت كانت تعرج على غير عادتها ولكنها لم تخبرني السبب " قال
" حسنا " قالت الممرضه لترفع قدمي مي وتضعها على حجرها
وحين رفعت تنورتها علمت سبب هذه الحمى كانت ساق مي اليمنى منتفخة
فقد كان من الواضح ان الصغيره تعرضت لعضة حشره سامه
وان حياتها في خطر
" لابد ان نصل بسرعة " فكرت
ولكن اخاف إلا نصل في الوقت المناسب فقد تكون حشرة سامة جدا
تمتمت " ربي ساعد هذه الصغيره " هي ايها السائق اسرع ارجوك
" نطقتها هذه المرة بخوف وحزم
ثم تناولت منديلها وربطت به اعلى الساق حتى لا ينتشر السم
وأنزلت قدمها للأسفل بهدوء فقد كانت تخشى ان يصل السم للقلب
فأسرع السائق اكثر
"هي ارجوك أسرع نطقها الفتي " وهو يضع يده اليمنى على كرسي السائق
ليقترب اكثر منه "اسرع لا اريد ان افقد اختي كما فقدت والدأي "
قالها وهو يمسك بيده الاخرى يد اخته
" لن تفقدها يا احمد " توكل على الله ودعوا لها
" يارب أحفظ لي اختي فهي كل مابقي لي "
وصلت السيارة لبيت السيد مروان ليترجل السائق مسرعا
واخذ بحمل الفتاه من الممرضه ليدخل بها الى المنزل
كان الطبيب بالانتظار فقد اتصلت عليه الممرضه من السيارة
" هي اخبرني يافتي منذ متى اختك مغمى عليها"
قال الطبيب محدثا احمد وهو يكشف عن ساق الفتاه ليشاهد العضة
" كانت عضة عقرب ولا شك "
منذ ربع ساعة تقريبا ياسيدي " قال احمد
" حسنا هي يا فاطمة احضري المصل فإنها لدغة عقرب "
تحركت فاطمة بسرعة لتحضر المصل من حقيبة الطبيب
فهو لا يتحرك من عيادته إلا وقد تزود بكافة المضادات والأدوية الازمة
فالمنطقة يكثر بها في هذا الوقت من السنه العديد من الامراض
وهو دائما ما يكون على اهبة الاستعداد )
" ماذا هناك يادكتور أمجد " كان هذا صوت السيد مروان قادما من الطابق الاعلى
رفع الطبيب والبقية نظرهم للأعلى ثم اجاب
" فتاة صغيرة ياسيدي تعرضت للدغة عقرب وقد اعطيتها العلاج اللازم وآنا انتظر ان تفيق "
" حسنا" رد السيد مروان " ولكن لابد ان تسرع فقد يقلق والديهما عليهما كثيرا "
ولم ينتظر الاجابة فقد اختفى رأسه من حيث كان يقف فلم يرى نظرة الحزن التي ارتسمت على وجه احمد
" لا عليك ياصغيري " ربتت فاطمة على كتفه بحنان
"هل انت جائع أضافت " فسأخبر الخادم ليحضر لك الطعام
" لا ياسيدتي انا بخير وسأنتظر ان تفيق اختي لأتناول الطعام معها "
" ولكن اختك الان ترتاح وتحتاج للنوم لتستعيد عافيتها " قال الطبيب
وبقائك جائعا سوف لن يفيدها بشي اضاف الطبيب
وهو يغطي الفتاه النائمة وقد ظهرت علامات الارتياح عليه الان
فقد انخفضت حرارتها وعاد نبضها لطبيعته
" انا بخير ياسيدي وسأنتظر اختي " اخفض رأسه ونظر لآخته بحزن
كان يشعر بالذنب فلقد لدغت اخته بسبه فقط لأنها قررت ان تسعده و تجلب له الحلوى
" حسنا يابني " رد الطبيب فقد ادرك ان الصبي لن يغير رأيه
مهما حاول هو والممرضة لدفعه لفعل عكس ذلك
صعدت الممرضه للسيد مروان لتطمئن عليه فقد حان وقت الدواء
وتأخذ الاذن للطفلين بالبقاء والمبيت هذه الليله في منزله
فهي تعلم ان الصغيران يتيمان وليس لهما احد هنا فقد اخبرها احمد
بقصتهم المحزنه وانه هنا للبحث عن جده الذي لا يعرفه
"صوت طرق خفيف على الباب"
" من " رد السيد مروان
" انا ياسيدي هل تسمح لي بالدخول " ردت فاطمة
( كانت فاطمة تدرك الحالة الصحية السيئة التي وصل لها السيد مروان
بعد تلقيه خبر وفاة ابنته التي لم ترها من قبل ولولا حضورها
في ذلك اليوم عند سماعه خبر وفاتها هي وزوجها من صديقه
لما علمت بوجودها اصلا فهي و منذ التحاقها بالعمل هنا كممرضه شخصيه له
أي منذ حوالي السنتين لم تسمعه ابدا يذكرها وقد تساءلت كثيرا بعد سماع الخب
ر عن السر وراء ذلك ولكنها لم تملك الشجاعة الكافية لسؤاله)
"نعم يا فاطمة تفضلي " رد
فتحت الباب بهدوء لتدخل ومعها قنينة الدواء لتشاهده يقف امام النافذة
كان ينظر للبعيد كعادته هذه الايام وقد اكتسى محياه بحزن عميق
" اتعلمين يافاطمة ان البحر في المساء يبكي لأنه يفتقد دفء الشمس
فانا اسمع نواحه كلما ارتطمت امواجه الباردة بتلك الصخور"
" ولكنها ستشرق غدا ياسيدي وعندها حزنه سيزول "
اجابته وهي تتقدم منه
" ههه "
ضحك السيد مروان بصوت يملائه الالم
" صدقتي فالبحر محظوظ فغدا ستشرق شمسه "
" ليتها تشرق لي انا أيضا اضاف بحزن
" هيا ياسيدي الشمس تشرق للجميع ولابد انها ستشملك بدفئها " قالت
" ليتها تفعل ذلك " رد عليها وهو يتناول الدواء الذي اعطته اياه
" كيف الفتاه هل هي بخير ؟" سألها وقد اغمض عينيه
فقد مل من تذوق مرارة هذا الدواء
" نعم الحمد لله فقد زال الخطر " اجابت
" اذا اخبري السائق ليأخذهم لمنزلهم فقد تأخر الوقت ولابد ان والديهما
قد اصابهم القلق الان " ثم التفت اليها أرجوا انك قد قمتي بالاتصال بهم
حتى لا يستمد بهما القلق
" لم افعل ذلك ياسيدي " ردت
" ولماذا لم نفعلي ؟" قال
" لأنهما يتيمان فقد توفى والديهما في حادث سيارة ياسيدي " قالت
" حادث سيارة " رد عليها بتوتر
" نعم ياسيدي "
" اليس لديهما احد اخر لتتصلي به " قال
" نعم لكن " قالت
لكن ماذا ؟بدء يشعر بالقلق فا فاطمة تبدو متوترة الليله على غير عادتها
" هل هناك مايقلقك يا فاطمة "
" لديهما قريب هنا ولكن لا يعلمان كيف يصلان اليه " ردت
" وكيف ذلك ؟ هل هما غريبان عن البلده ؟ سال
" نعم ياسيدي فقد حضرا الى هنا ليبحثا عن جدهما ؟"
" وما اسم جدهما فقد اتمكن من مساعدتهما حيث اني اعلم تقريبا
كل من في البلده فقد امضيت حياتي كلها هنا ولا بد ان جدهما
في مثل عمري الان " قال
" لا يعلمان اسمه يا سيدي " اجابت بصوت خافت
" لا يعلمان اسم جدهما وكيف ذلك ؟" رد متعجبا من قولها
" لا اعلم التفاصيل يا سيدي ولكن هما هنا للبحث عنه " قالت
" وهل تعلمين اسمي والدهما " قال
" لا يا سيدي لم اسال الفتي عن اسميهما ولكن يبدوان من تصرف الفتى
بان والديهما قد اجادا ولاشك تربيتهما"
" اه حسنا سأنزل معك لتفقدهما وقد اتمكن من مساعدتها
فانا لا استطيع يا فاطمة ان ابقيهم هنا فهذه مسئوليه كبيره عليك وعلي "
" اومئت برأسها ثم ناولته معطفه"
"حسنا هيا بنا " اجابها ثم تقدمته لتفتح له الباب
حين وصلا للصالة حيث ترقد الفتاه بهدوء سمعا صوت احمد
كان يدعوا بصوت خافت قرب راس اخته
" يارب أحفظ لي اختي فانا ليس لي احد سواها "
تقدمت فاطمة منه لتربت على كتفه فالتفت اليها وعيناه تفيضان من الدمع
" هيا يا احمد ستكون مي بخير " قالت له ذلك بحنان بالغ
" شكرا لك يا سيدتي " فلن انسى معروفك معنا ابدا ما حيت
كان يحدثها بهدوء حين انتبه لوجود شخص غريب بالباب
انتبهت فاطمة لنظراته وقالت
" هذا السيد مروان صاحب المنزل وهو هنا ليطمئن
على شقيقتك وليسائلك بعض الأسئلة اضافت
" اسئلة " قال وهو ينظر اليه بتوتر
" نعم ولكن لا تخف ياأحمد فالسيد مروان قد يتمكن من مساعدتكما
لتجدا جدكما فهو يعلم كل سكان البلده "
قالت وهي تنظر لسيد مروان بنظرات رجاء ليطمئن الفتى
" حقا يا سيدي " نظر احمد اليه
" تقريبا الكل يا فاطمة " رد عليها السيد مروان ثم نظر اليه
" أخبرتني فاطمة بأنك لا تعلم اسم جدك ؟ فكيف ذلك قال
" نعم ياسيدي فنحن لم نرى جدنا ابدا ولولا وفاة امي وآبي "
تنفس الفتى بصعوبة وهو يكمل " ما كنا لنعلم بوجود جدي " اكمل
" ولماذا ذلك ؟" قال السيد مروان
" أخبرتني صديقة امي عنه وقد قالت ان امي وجدي لم يكونا على وفاق
بسبب ظروف عمل والدي وان جدي لم يكن يرغب بسفرها معه
خارج البلده وحين رفضت البقاء غضب عليها ولم يحدثها بعد ذلك "
كان السيد مروان الان يقترب منه بهدوء وفي عينيه نظرة حزن عميقة
ثم توقف مع اخر كلمات احمد
وكأن كلمات الفتى الاخيره قد اشعلت نيران الالم بداخله
فقد توقف للحظات بدت كالدهر للفتى وهو يرى تحديقه به
" هل هناك خطب ما يا سيدي " قالت فاطمة
" ما اسم والدك " رد السيد مروان بدون ان يلتفت لفاطمة
" عادل " قال الفتى
امسك العجوز بقلبه وهو يتنفس بصعوبة واقترب منه
" ووالدتك ما اسمها يا بني "
" أمل يا سيدي " اجابه احمد
فاضت دموع الرجل وامسك با احمد وضمه لصدره بقوه
" ربي ما ارحمك " وأجهش بالبكاء
كان احمد لا يعلم ماذا يقول فقد فاجئه الموقف
فاجئه تصرف العجوز ولم يعلم ماذا يقول
" ماذا بك يا سيدي" " هل انت بخير؟
تحدثت فاطمة بصوت قلق
" الشمس يا فاطمة تشرق " رد عليها وهو يمسح دموعه متأملا احمد
" الشمس ولكن الوقت مازال مبكرا لتشرق " ردت مستغربه
" لا بل تأخرت كثيرا في الاشراق والسبب غباء وعناد هذا الرجل العجوز
الذي يقف امامك " اجابها ثم اخذ يتحسس وجه احمد
" اتعلم من انا يابني "؟ سال العجوز احمد
" لا ياسيدي لا اعلم " قال احمد
" جدك يا بني , انا جدك وقد ساقك القدر لي انت وأختك وقد بحثت عنكما طويلا
فحين اخبروني بوفاة والديكم سافر مساعدي ليبحث عنكما ولكن لم يجدكما ,"
" جدي انت جدي " وضم الفتى جده وبكى و بكى الجد وبكت فاطمة
فالقاء مفرح ومؤلم في نفس الوقت
" ماذا هناك يا اخي " هل انت بخير وأمسكت بيد اخيه خائفة "
كان بكائهم قد ايقظها
" مي لقد أسيقظت , هل انت بخير " قال احمد
أومأت برأسها ايجابا
ثم قالت " من هؤلاء يا اخي وأين نحن "
" نحن في بيت جدي وهذا الذي يقف امامك جدي يا مي
" جدي " قالت بصوت منخفض
" حقا جدي يااحمد " رددت السؤال عليه وهي تراقب الرجل العجوز
" نعم انه جدنا " وابتسم احمد للمرة الاولى لها فمنذ وفاة واليهما لم تراه يبتسم
فابتسمت بدورها " جدي " وتقدمت الصغيره لجدها وحضنته
" نعم يا صغيرتي أنا جدك " وبكى الجميع
كان بكاء حار اختلطت فيه دموع الفقد بدموع الامل واللقاء
دموع اراد الجد منها ان تطهره من ذلك الالم الذي سببه عناده
وفقده لابنته الوحيدة دموع اراد بها ان تحتضن الامل بوجودهما في حياته
أنتهى . . .
لأ أحلل النقل ..
وجميع الحقوق محفوظه لـ ● Ṡeяεиiτч . . ☆. @saudienglish.net |
المفضلات