لأجلي ..كوني بخير
تنفس بعمق وهو يمشي نحو النافذة ليفتحها وكأن الحجرة التي يقف بها
قد نفذت من الهواء كانت الحيرة والألم تعتصر تلك الدموع التي يحاول الآن
ان يخفيها بكم قميصه
كان يحاول ان يكسب الوقت وهو يتأمل تلك الازهار خارج النافذة
ما اجملها نطقها بصمت داخل قلبه الحزين ثم وبدون ان يدري
سقطت تلك الدمعة الحارقة على يده لتعيده لذلك الصوت الذي قطع افكاره
"جمال" هل انت معي يابني
مسح جمال الحزن عن وجه بسرعة ورسم تلك الابتسامة العذبة على وجه
"اكيد ياامي "
إذن يابني هل ستحقق لي رغبتي
انزل جمال رأسه محاولا ثني دموعه عن الهطول " في ماذا ياامي ؟"
" الم تكن تصغي لي يا بني " " أريدك أن تعجل في عقد قرانك
فإنا لا اعلم ما اذا كان القدر سيمهلني لمدة اطول "
" لا تقولي مثل هذا الكلام يالغالية سوف تحضرين زفافي
وترين أطفالي يلعبون حولك وسوف تطرديني انا وهم لكثرة ازعاجهم "
وانحنى ليقبل رأسها
" اه يابني لكم دعوت الله ان ارى ابنائك فأنت ابني الوحيد
ولن اطردهم وكيف اطرد روحي قالت كلماتها
وهي تمسك برأسه لتضمه اليها
( احنى جمال جسده وركع بقدميه بقرب سريرها الابيض
ليستنشق عبير أمه الحبيبه , هذه المرأه التي ضحت بشبابها لتربيته
والتي لم تبخل يوما بشي لتراه سعيدا ,
كان يتألم من الداخل
وهو يرى مدى مرض امه ولأنه طبيب ولطالما افتخرت امه به
كره عجزه كره عدم قدرته على مساعدتها فهي سوف تجري العمليه
بعد لحظات و سيقف هو خارج غرفة العمليات سيقف متضرعا لله بان يبقيها له "
" جمال حان الوقت " كان هذا صوت صديقة عدنان والذي سوف يقوم
بإجراء العملية لوالدته
" حسنا يا عدنان " ثم التفت لوالدته ليطبع قبلة رقيقة على جبينها
( غرفة العمليات )
دخل جمال مع والدته وهو يدفع سريرها بنفسه فتقدم طبيب التخدير
ليحقنها بالمخدر
" جمال " رددت الام
" سأكون بقربك يامي وسأنتظرك هنا وسوف تحضرين زفافي
وسترين اولادي فقط عديني بأنك لن تستسلمين " همس جمال في إذن أمه
" وهل خبرت امك ممن يستسلمون يوما "
قالتها لتغمض عينيها فقد بدء المخدر مفعوله
" ابدا ياامي أبد " رددها جمال في قلبه وهو يخرج ليقف خارج غرفة العمليات
فبقائه هنا سيجعلهم مترددين وحتى لا يجهش هو بالبكاء
ذهب جمال لدورة المياه ليتوضاء ثم احضر سجادته
خارج غرفة العمليات وبدء يصلي
كانت اطرافه تهتز مع بكائه وهو يتضرع في سجوده لرب العالمين
بان يبقي له أمه
بان ينقذها فهي حياته وسر سعادته وتوفيقه بعد الله
كانت دموعه تفيض على السجاده تفيض
رجاءا وطمعا برحمة الله
مرت3 ساعات منذ أن ادخلت ام جمال غرفة العمليات وجمال
مازال يصلي ومازال يتضرع ولم يتوقف عن البكاء
رفع رأسه من سجوده ودعاء مطولا ثم سلم وحين هب ليقف مرة اخرى
وجد عدنان يقف بقربه وهو يضع يده على كتفه ولم يدرك بأنه كان هنا
منذ بعض الوقت
التفت لصديقه وهو يحاول ان يقرا تعابيره فلم يكن يرى شيئا من وراء دموعه
كان يقف بصمت ورجاء وهو يترقب كلماته
" لقد نجحت العمليه وستكون بخير " نطقها عدنان ولم يكد ينهي عبارته
حتى خر جمال ساجدا لله وهو يردد " الحمد لله ,الحمد لله "
ثم وقف ليحضن صديقه " شكرا لك يا صديقي ونطلق ليرى امه
ليرى تلك الحبيبه
فتح باب غرفتها واخذ الكرسي ليجلس بقربها
مرت ساعة وأخذت الشمس تشرق وتسلل نورها من خلف الستاره
كان ينظر لتلك الاشعة الجميلة التي تتراقص بقرب راس امه
ولم يلحظ ان امه قد فتحت عيناها
" جمال " رددت الام بصوت متعب
" نعم يامي انا هنا بقربك "
" لماذا انت مرهق وعيناك متعبة " قالت
" ههههه ضحك جمال " انا بخير يامي لاتهتمي انت كيف تشعرين ؟"
" بخير يابني مادمت انت هنا معي " وأغمضت عيناها لتستريح
أبتسم جمال لرؤية امه وقد عادت لها الحياة ووضع رأسه بقربها ليغط في
نوم عميق فليس هناك الان مايقلقه
.
.
serenity
المفضلات