(1)
اسمهــا ليـــلى
أول ليلى أراها و أول ليلى جعلتني أحب اسم ليلى ..حكايتها هي حكاية البؤس
أحاول أن أعصر ذاكرتي أن أتذكرها في سنتنا الأولى بالمدرسه لكني لا أفلح ..ربما
لإزدحام الصف بالكثير من الصغيرات .أتذكر سنواتنا فيما بعد ذلك .. أتذكر كيف كانت تبهرنا بالأشياء
الغريبة التي تحضرها .. وتلك السمكة البرتقالية الرائعة التي احضرتها في حصة العلوم والضفدع الصغير.
أتذكر كيف كانت تثير شفقتنا و دموعنا وهي تخبرنا أنها تعيش مع زوجة أبيها هي وشقيقتها (د) ..كيف كانت تثير
حزننا الصغير عندما تخبرنا أن عدم تمكنها من حل واجباتها سببه قيامها ببعض أعمال المنزل .
حتى معلمة العلوم والتي كثيرا ما ساعدتها ليلى بتلك الحيوانات و الحشرات التي تحضرها لم تسلم من أذاها
كنا في الصف الرابع .. دخلت معلمتنا وهي غاضبة من شئ ما خارج الصف , سألتنا عن الواجب .. وهنا وقفت
ليلى البائسة وقبل أن تذكر الأسباب .. تلقت صفعة على خدها الأيسر لن أنساها ماحييت .. لم تكتف فاضلتنا بذلك ..
أخذت تؤرجحها بشعرها يمنه ويسره وفي كل أتجاه تستطيعه .. شخصت أبصارنا نحن الصغيرات وتوقف النبض في
عروقنا .. حتى التنفس لم نستطعه .. لم نفعل شيئا .. لكنها بقيت ندبه في أرواحنا إلى الأبد .. ندبة الظلم الذي لم نستطع دفعه.
في يوم الأمهات لم يكن مقدرا لــ ليلى ان تفرح ليس لأنها بلا أم ... بل لأن الظلم والأذى يعشقان ملاحقتها .. افترت عليها
تلك الفتاة ذات العينين الزجاجيتين الجامدتين كالجليد واحضرت أمها لتقتص لها من ليلى وهنا تلقت ليلى صفعتها الثانية
أمام عيني ... أدركت بحسي الطفولي سر تلك الفتاة البغيضة عندما رأيت عيني والدتها الزجاجيتين .
ليلى الطيبة ... ليلى الطفلة ... غادرتنا في سنتنا الخامسة ... لا أعلم إلى أين !!!
لكن قلبي مازال يتسآل
يــــــــــا ( خد ) ليلى هل لازلت تتلقى الصفعات ؟ ؟ ؟
و مازال يتمنى لليلى سعــادات مخبأة في قادم أيامها بقدر الطيبة والبرآءة التي ملأت قلبها
Gardenia
المفضلات