غــلاء الأسعار ... هل الحـكــومة مُدانـــة؟؟؟

[البـارع]

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك من يتساءل:

لماذا ترتفع الأسعار يوماً من بعد يوم؟
ولماذا,وبكل تذمر, لا توجد حلول كافية للحد من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة؟

في الحقيقة, لم أصل إلى الكفاءة والرويّة بالبحث في أمور العامة.
ولكن ما استثار حفيظتي لكتابة هذا المقال, هو ما رأيته من البعض في مناصحتهم لولي الأمر والتجار في هذه المسألة وتحميلهم المسؤولية.

أما ما يخص الحكومة, فمثل هذه المناصحات الموجهة لها, لا أعتقد أنها تجدي, ولا تسمن أو تغني من جوع.
فولاة أمرنا حفظهم الله يعيرون الأمر جل اهتمامهم.
ولكن بحكمة وتروي, ومسايرة لظروف العصر. وليس بالتحمس والاندفاع!

وربما قد تكون مثل هذه الرسائل, تسييساً للناس ضد حكوماتهم, والتي ليس لها ناقة ولا جمل فيما حدث!

التجار لدينا يسمون أيضاً في السياسة الشرعية بــ"الجلابين".
فهم مرتبطون بالأسواق العالمية, وتتأثر أسعارهم بتغير قيمة ما يجلبون ويستوردون.
فهناك ظروف اقتصادية عالمية خانقة. مثل التضخم والزيادة في الطلب على العرض وارتفاع أسعار النفط, مما زاد من أسعار الكثير من السلع والمنتجات.

إذاً فلا التاجر متهم, ولا الحكومة مدانة!

وكما ذكر ابن القيم,رحمه الله,:
"أن التسعير في مثل هذه الحالات حرام وظلم, لأنه يتضمن ظلم الناس وإكراههم بغير حق على البيع بثمن لا يرضونه".

والكثير من الجمهور احتجوا بما رواه أبو داود وغيره من حديث العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: يا رسول الله سَعِّر لنا. فقال: بل ادعوا الله, ثم جاءه رجلٌ, فقال: يا رسول الله سَعِّر لنا, فقال: بل الله يرفع ويخفض, إني لأرجو أن ألقى الله وليست لأحد مظلمة عندي".

لأن إجبار الناس على التسعير ظلمٌ لهم.

وقد يكون التدخل الحكومي مضر بالمستهلك, والشواهد أمامنا. فبعد التجاوب مع بعض الضغوط الشعبية كهذه. قامت الحكومة بتدخل بسيط في سوق الأسهم, فانعكس هذا التدخل بالسلب على الكثير من المتعاملين. لأن السوق حرّة.
وعندما حاولت التدخل والضغط على بعض تجار الشعير قبل أسابيع قليلة, رأينا كيف ارتفع سعره من 48 ريال إلى 55 ريال. والسوق حرة كما ذكرت.

إذاً, فالتدخل الحكومي العاطفي, والذي لا يستند إلى منطق أو قواعد اقتصادية معينة, قد ينعكس بالسلب علينا.
وهذا سر من أسرار الحكمة في الحكومة والمسئولين.
(ولست طبالاً, ولكن الشواهد والقرائن أمامنا).


وأمّا ما يخص التجار (الجلابون)

فيقول ابن رشد في كتابه (البيان): " أما الجلابون فلا خلاف في أنه لا يسعر عليهم شيء مما جلبوه, وإنما يقال لمن شذ منهم, فباع بأغلى ما يبيع به العامة, إما أن تبيع بما تبيع به العامة, وإما أن ترفع من السوق, كما فعل عمر بن الخطاب بحاطب بن أبي بلتعة, إذ مر وهو يبيع زبيباً له في السوق فقال له: " إما أن تزيد في السعر, وإما أن ترفع من سوقنا".

ويقول صلى الله عليه وسلم: "الجالب مرزوق, والمحتكر ملعون".

أيضاً, فالتجار تربطهم قوانين وأنظمة لا يستطيعون تجاوزها.
فالدولار منخفض, ولا يستطيعون فك الارتباط به, أو مثلاً رفع سعر صرف الريال مقابل الدولار.
وسعر النفط مرتفع, وهذا يؤثر على سعر المصدرين, ويزيد من أسعارهم على المستوردين.

ولم نرى من التجار الكثير من المخالفات إلاّ حالات لا تكاد تذكر. أو بالأصح هي حالة واحدة لذلك التاجر صاحب مبادرة الأرز الشهيرة, وادعائه بأنه يبيع بسعر الجملة.
واكتشفنا فيما بعد أنه كان محتكراً للسلعة منذ زمن, وأخرجها حين ارتفاع أسعار الأرز في البورصة العالمية.
ولم ينتبه الناس ولا حتى الحكومة لفعلته إلا بعد أن نجح في هذه الفكرة الشيطانية!
ولكن يكفينا فيه قول المصطفى "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون".

وبعد كل هذا التحليل, لم أصل إلى "ما هو الحل؟؟"

شيء محير فعلاً!

تحياتي للجميع.

.

[Mr.X]

من وجهة نظري أن الحكومة مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر


مباشر:
في حالة أن بعض السلع ليس هناك من سبب لرفع أسعارها........ وليست ممن تأثر بسعر برميل النفط تأثيرا كبيرا.....والدليل على ذلك وهو ليس على سبيل الحصر .....شركة مثل المراعي منتجاتها في بعض دول الخليج أرخص من السعودية للأسف ... ولم نجد اي تدخل من وزارة التجارة


والمضحك المبكي أن وزارة التجارة تدخلت مرة واحدة وهي عندما تنافست مجموعة شركات للألبان في تخفيض الأسعار للمستهلك.....عجبي





بشكل غير مباشر :

عندما ترتفع أسعار النفط فهذا يكبد الشركات العالمية خسائر كبيرة وبالتالي تعوض ذلك برفع اسعار منتجاتها

لكن يجب أن تبحث الدولة عن حلول لهذه المشكلة .....أما بدفع جزء من قيمة الأستيراد .....مثل ما حدث مع الرز والحليب ...أو رفع مستوى الدخل لمواطنيها وهي ما قامت به مجموعة من الدول المجاورة لأنه الحل المعقول والأنسب



شكراً لك أخي البارع بارع


Mr.X

[مــلك الحرف]

زيادة الاسعار في جميع دول العالم والسبب الذنوب والمعاصي والعياذ بالله

[fona_85]

من جد شيء محير!!

الله يكون بعون الشعب لين يلاقون حل للتعسف هذا


"بالكلية شريت كيكة من الكافتريا كالمعتاد ب 5 ريال سعرها المعروف
ولكن تفاجأت لما قالتلي الموظفة الشوكة بريال والصحن بريال !!
ماتوقعت ان الحال بيوصل لهالمستوى

العالم اللي على قد حالها وين تروح؟؟ شتسوي بعيله كامله شلون تعيشها؟؟

واللي يقولون مقاطعه ..أنا أقولهم وشو البديل؟؟؟

الله يعين الحال

[جمون]

تحليل جميل ومنطقي ..


نحن لا نعيش بمعزل عن العالم ...!!




شكرا لك اخي الكريم

[*خوله*]

والله صادقة يافونا الاسعار بالكلية خيال

غير السوق حرام عليهم.

[السفود]

موضوع قيم و طرح راقي .

بالنسبة لارتفاع الاسعار فسببها ارتفاع سعر الطاقة و الذي له دور في تشغيل المصانع ، و شحن البضائع و غيرها ، فهو ارتفاع طبيعي ، و لكن عندما تعبر هذا السلعة الحدود السعودية ، يأتي دور " الجلادون " و ليس الجلابون ، ففي العصر القديم ، كانوا جلابون ، و تحولوا بفعل قلة الرقابة إلى جلادون للمواطن ، يمدون ايديهم في جيب كل مواطن لنهبه ، و مسكينة هذه الجيوب ، تستصرخ خالقها من كثرة ما تنزف .

المهم هؤلاء التجار يزيدون السعر لأن بعض البضائع تقريباً محتكرة في بلادنا ، و هذا شيء طبيعي لدولة نامية .

أما الحلول .

فتعتمد على توجه الدولة لهذا المواطن المطحون و المغلوب على أمره .

إنا أن تحاول و تحارب جميع الضروف و إما أن تعمل بقاعدة " شد الحزام "، و هذه القاعدة للاسف افقدت كثير من المواطنين خصورهم من كثرة الشد .


الدولة يجب عليها أولاً دعم جميع السلع الأساسية ، و ليس فقط الأرز و الحليب ، فالمواطن في النهاية لا يتناول كيس رز كل يوم ؟؟ و ابنه لا يشرب علبة حليب كل نص ساعة .

يجب دعم المواد الأساسية بالإجماع ، و من ثم ، إن لما يتحسن الوضع ، تقوم بزيادة محسوبة للسلم الرواتب و ليس بالنسبة كما فعلته في المرة السابقة ، فأستفاد وكلاء الأمارات و كبار موظفي الدولة ، و الموظف الصغير من محدودي الدخل و الحيلة لم يستفد شيء ؟؟

و من ثم كخطوة انقاذية يجب خفض رسوم الكهرباء و الهاتف و الماء و غيرها من الخدمات الأساسية و دعم سوق الإسكان من قبل الدولة ، ببناء وحدات سكنية حكومية باسعار ايجار معقولة !! بدلاً من المستخرة الحاصلة حالياً في الأجار ، و كأننا في موناكو و لسنا في شبة قارة ؟؟ .


عموماً من المؤسف حقاً ، أن نفكر بطريقة ميتافيزيقية لتحليل احداث اقتصادية ، مثل أن سبب نفوق اسماك التونة في المحيط ، و غلا سعر المسواك الذي يباع أمام المساجد ، و سقوط حشرة في مصيدة عنكبوت يعود إلى المعاصي !! ، لأنك يجيب أن تحدث العاقل بما يعقل .

[الولائي]

ولقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي

[البـارع]

Mr.X

شكراً لتواجدك أخي الحبيب..

حتى لو لم تتأثر المنتجات بسعر النفط, فقد تتأثر بعوامل غيرها.

ركزت على شيء مهم جدا,ً و في هذا أنت محق, من الممكن أن تتدخل الدولة لدعم بعض الواردات الأساسية.

وبالنسبة لتدخل وزارة التجارة, فله ضوابط, وأعتقد أنه لم يكن من فراغ, فالتسعير أيضاً من الأحكام الشرعية قبل أن يكون من الأنظمة التقليدية, وقد ذكرت في ما كتبت قصة عمر مع حاطب بن أبي بلتعة.



Alharbi

نعم, لا يجب أن نغفل الأشياء المعنوية.
والالتفات للأشياء الحسيّة فقط.

والله هو الباسط الرازق المسعر كما قال صلى الله عليه وسلم.

شكري وامتناني لتواجدك هنا.

.

[البـارع]

فونا ...خولة

محير فعلاً, ولكن سنجد الحلول بإذن الله...
وما ذكره بعض الأخوة من الحلول هنا, كان غائباً عني.
أتمنى ألاّ يكون غائباً عند أصحاب القرار.

أسعدتني تعليقاتكم..دمتم بخير.

جمون

والأجمل قولكِ "نحن لا نعيش بمعزل عن العالم!!"

وهذه الظروف أقوى منّا..ولكن سنواجهها بإذن الله.

شكراً لحضوركِ الوارف.


الولائي

تفاءلوا بالخير تجدوه... والتدخل صعب وحساس جداً وليس بالسهولة.

بإذن الله أن هناك انفراج للأزمة.

أسعدك الله.

[البـارع]

الســفود
ذكرت بوجود الجلادون والمحتكرون, وأرى أنهم غير ذلك.
فالشواهد أمامنا, ولا يجب أن نتصيد أخطاء قليلة وحالات شاذة ونعممها على الكل.

تقوم بزيادة محسوبة للسلم الرواتب و ليس بالنسبة كما فعلته في المرة السابقة ، و الموظف الصغير من محدودي الدخل و الحيلة لم يستفد شيء ؟؟

نعم أوافقك أن الزيادة في النسبة وليس السلم قد ينعكس سلباً علينا, لذا لم أتطرق له.
والمضحك المبكي, أنني كغيري ننتظر هذه الزيادة على أحر من الجمر.

و من ثم كخطوة انقاذية يجب خفض رسوم الكهرباء و الهاتف و الماء و غيرها من الخدمات الأساسية و دعم سوق الإسكان من قبل الدولة ، ببناء وحدات سكنية حكومية باسعار ايجار معقولة !!

بالنسبة لأسعار الخدمات, فالحل هو الخصخصة.
فأنا كمواطن, أبحث عن الجودة قبل السعر, وقطاع الاتصالات خير دليل.

وأما الإسكان, فالطلب سيكون أكثر من العرض مهما دُعم هذا المشروع.
وأصلاً نحن نعاني من انفجار سكاني, هذا غير الاختلال في التركيبة السكانية.

أخي نحن أمام تعقيدات اقتصادية واجتماعية كبيرة, والناس لا تملك الصبر للأسف!

عموماً من المؤسف حقاً ، أن نفكر بطريقة ميتافيزيقية لتحليل احداث اقتصادية ، مثل أن سبب نفوق اسماك التونة في المحيط ، و غلا سعر المسواك الذي يباع أمام المساجد ، و سقوط حشرة في مصيدة عنكبوت يعود إلى المعاصي !! ، لأنك يجيب أن تحدث العاقل بما يعقل .

أخي الكريم..
نظريات الميتافيزيقيا وعلم ما وراء الطبيعة لم أرى أحداً يلجأ إليها.
ولكن أنصحك بقراءة نظرية اللاشعور لفرويد, فهي متطابقة نوعاً ما وتحاكي المنظور الإسلامي, وقد يتضح اللبس.
وليس المجال هنا لمناقشة هذه الأشياء.

ولكن لدينا منظور معنوي إسلامي, يدعونا إلى التوكل على الله في كل شيء قبل الشروع في أي شيء, ومن ثم الأخذ بالأسباب الحسيّة.

ولننظر إلى ما يحدث في البلاد هذه الأيام من القحط وقلة المطر.
وانتهت أيام الوسم ولم تمطر السماء علينا في هذه السنة!!!

فهل نقول أنه ابتلاء وعقوبة من الله؟ ... أم أنه بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وغيرها من الخزعبلات؟
شكراً لك .. ولطرحك الراقي .. ولما أضفته هنا.
تحياتي لك.