(( لهب في عز البرد ))
كنا نسكن الرياض ..
كان عمري حينها
أقل من أربع سنوات ،
والدي لايزال في عمله
أمي تطبخ الغداء
أخي كان قد عاد من مدرسته
البرد قارص
والمطبخ أكثر دفئاً
القِدر هناك يقلب
اللحم والمرق
ربما جذبتني رائحة المرق
وربما دفئ النار
تسللت حتى وصلت للقِدر
فارتمي بين أحضاني
وعلى كتفي الأيسر
بالتحديد ،،
أمسك الصوف بحرارة القِدر
لم يتركه يغادر جسدي
كنت صغيرا
فلم أبرح أن
بكيت وبكيت وبكيت ..
أصيبت أمي بصدمه ،
أخي الكبير أخذ
يبكي ويصيح
، أنا توقفت عن البكاء
لا لشيء
إلا لأن دموعي ربما نفدت
هرعت أمي للجيران
إخواني في البيت
لوحدهم
أمي نسيت أمرهم ،،
مستشفى الشميسي
كان الأقرب
خلع الطبيب ملابس الصوف
لقد أزالت
كل ما حاول أن
يعترض طريقها
جلد الكتف ،
وجزءاً من الرقبه
تم التنويم
مراجعة الطبيب استمرت
عدة أشهر
كان ذلك كافياً
لتوديع المعاناه
وكذلك البرد ،،
يتبع في الحلقة القادمة
لقـــــاء القرش
>
>
المفضلات