انطلقت..
وزخات مطر باردة تمازحني.. كان أخي – حمد - بجواري.. وقد أكفهر وجهه .. فهذا المنظر المشين برأيه لا يجب أن يراه أي فرد من قبيلتي.. فأنا على حد تعبيره نقدته!
بدأ في تذكيري بالقواعد التي سنها أبي:
لا تسرعين
لا تبعدين عني
وأضاف : ولا حد يدري إنك تقربين لي..
أشحت بوجهي عنه.. لكي لا أفسد سعادة وقتية.. لألمح منظرأ عجاب..
خيمة مجاورة لنا.. توايق من طرفها بنت تكاد تكون في نفس عمري.. وقد ارتدت قميصاً أحمراً.. وبرقعاً.. وشيلة!
فيما جلس أهلها جميعهم _ أقصد الرجال فقط _ على فرشة خارج الخيمة.. مستمتعين بالهواء البارد.. وزخات المطر..
كان في نظراتها نظرات تحسر.. وحزن..
ضايقني منظرها.. فكيف ترضى أن تسجن في الخيمة مع قدرين وبريق .. فيما يستمتع الباقون بجو أبها الجميل..
وقررت أنا المعلمة الفذة أن أعطيها درساً في الحياة..
درساً لتعرف أنه بإمكانها أن تصنع ما تريد.. أن تحقق سعادتها وألا تلتفت لاعتراضات الآخرين..
قررت أن أعرض لها صورة لامرأة تفعل ما تريد.. ولا تأبه لفكر ذكوري ..
زدت من السرعة.. وأطلقت صيحة قوية : \ FREEDOOOOOOOOOOOOM وعملت خمستين بالدباب لعيونها..
السما تمطر..
شيء ثقيل على صدري..
راسي كبر الدنيا..
بنت تصيح بصوت مكتوم..
ناس يركضون ..
مافهمت وين رايحين وليش العجلة..
أبي أوقف..
ما أقدر !!
وين رجلي ؟
وين يدي ؟
من ذا اللي يصيح ؟
و من تحتي صوت يقول : قايلة لك لاتسرعين .. لا تسرعين ..
أصغّر عيوني.. ثم أرجع أفتحها!
وهذا في محاولة لفهم أكبر !
أحس إني الاستيعاب إلى حد ما مرتبط بالعيون ومدى اتساعها
الآن فهمت..
أنا إنقلبــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــت !
يتبع..
المفضلات