مشاهدة نتائج الإستطلاع: ماهو تقييمك للقصة؟

المصوتون
0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • ممتاز

    0 0%
  • جيدجدا

    0 0%
  • جيد

    0 0%
  • ضعيف

    0 0%
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قصة قصيرة

  1. #1
    شخصية بارزة الصورة الرمزية Nona1399
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    K.S.A
    المشاركات
    1,208
    معدل تقييم المستوى
    1499

    Awt4 قصة قصيرة

    اضع لكم هنا هذه القصة والتي كتبتها قبل سنتان واتمنى ان اعرف اراؤكم فيها

    ما زال قلبي ينبض


    لم أكن أعلم ما تخفيه لي الحياة في طيات سنواتها من أحداث... لم يدر بخلدي أن عالمي الوردي سيتحول إلى كوم رماد من الأحلام تذروه الرياح... لم أكن أتوقع أن كل ما شيدته سينهار في لحظة فقد فيها العقل توازنه، وأضاعت فيه البصيرة صوابها، وحطم فيه غرور الكبرياء عنفوان وكرامة الإنسانية، لم يخطر لي أبدا أن تاريخ لقائي به هو نفسه تاريخ بداية مأساتي بل إنه تاريخ بداية موتي البطيء الذي كان هو الحكم فيه والجلاد... كنت ماضية في سبيلي أرسم خطوط مشاريع مستقبلي وأتخيل حياتي وقد ملأ النجاح لحظاتها..ورفرفت طيور السعادة على عشها... ظننت أن هذه الحياة مليئة بالحب والإخلاص كما انطوت عليه سريرتي...إلى أن زار عالمي واقتحم هدوء حياتي ليحوله إلى عواصف هوجاء، وأعاصير غاضبة، اجتاحت قلبي وقتلت فيه كل مشاعري التي زرعتها الأيام الجميلة.. وجدت نفسي وقد وقعت تحت قيوده، أسيرة له ولقفصه الذهبي الذي دخلت إليه بإرادتي، وقد كانت بداية حياتي معه أجمل بداية، حلمنا بأسرة يظللها الحب، نربي أبناؤنا على مبادئ ديننا وحب بلادنا، عشنا اللحظات الأولى من عمرنا المشترك بغاية السعادة، نخرج إلى أعمالنا باكرا ونعود لنلتقي بلهفة وشوق بعد انتهاء ساعات عملنا, كنت أراقبه بفخر شديد وهو يرهق نفسه ليلا لإنجاز مخطط جديد أو إتمام مشروع هام، كان مخلصا في عمله كمهندس؛ فقد وهب عمله جل وقته ليساهم في دفع عجلة الحضارة والتطور في بلادنا الحبيبة، كان دائما ما يشجعني إذا ما شعر بأنني كللت من عملي كمعلمة وغرقي في التحضير والتصحيح وغيرها من أعمال بل بلغ به أن ساعدني في تصميم وسائل تعليمية تساهم في إيصال المعلومة وتبسيطها، كل ذلك كان ولكن ما الذي غيره وقلب موازين حياتي معه؟؟! سؤال أرقني وحير فكري ولم أفهم بعد إجابته!.. كان يحدثني دائما عن أحلامه و طموحاته منذ صغره وكيف أنه اجتهد في دراسته وسهر الليالي الطوال كي يصل إلى حلمه ويحقق ذاته، مازلت أذكر دموعه التي اغرورقت بها عيناه عندما حدثني عن حفل تخرجه وكأنه يعيش اللحظة من جديد، وجدته يبتسم ويقول بأنه قد شعر في تلك اللحظة بشديد الامتنان لكل من مد يد العون له أو همس بنصيحة محب إليه ولكن ماحصل بعد ذلك قد حطم ثقتي اللانهائية به، يا إلهي ما الذي جرى ودمر هذا كـله ؟ ما الذي حول حبه الهادئ إلى بركان كراهية ثائر ؟ مضت سفينة حياتنا بأمان في بحر الحياة الضخم, ورزقنا بأول طفل لنا وحينها وجدته يكاد يطير فرحا، كان أبا حنونا يحلم بأجمل مستقبل لفلذة كبده وقرة عينه، لم يكن حبه الأبوي عاديا بل كنت أشعر به نهرا دافقا لا يكاد نبعه أن ينضب، كنت أتأمله وهو يداعب طفلنا البريء بحنان غزير و مودة جارفة، ولكن كيف تحولت تلك العواطف السامية إلى أنانية قاسية و وحشية دموية؟ لا أعلم كيف استطاع قتل كل شيء جميل ؟! وكيف تجرأ على وأد حياتنا الآمنة ؟! كيف هان عليه قلبي وحبي الذي وهبته إياهما بلا تردد؟! ولكني متيقنة أنه عندما فعل ما فعل لم يكن هو نفس الإنسان الذي شاركته الحياة.... وتدور بنا الحياة، وهو يزداد نجاحا و أحوالنا تزداد استقرارا، إلى أن قرر يوما حزم أمتعته والرحيل من أحضان الوطن، فاجأني قراره بل زلزلني وهز كياني، لم أعتد منه أن يفرض علي الواقع سوى هذه المرة، لم تجدي توسلات والدته وبكاءها المرير في ثنيه عما عزم عليه، لم يرحم براءة طفلنا الصغير رغم حبه الشديد له, أما أنا فلم أحاول اعتراض طريقه ولكني أطلقت لدموعي العنان ورفضت توديعه آملة أن يهزه الموقف ولكني اكتشفت أنني قد خسرته للأبد... رحل بعزم ثابت لتحقيق هدفه وهو الجهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام فوق بلاد ساد فيها الجهل وطغى الظلم و انتشر الفقر.. كان مقتنعا بأنه لن يشارك في القتال فقط بل أنه ينوي المساهمة في فتح الطرقات وتعمير البلاد وإعادة الحياة إليها بعد أن دمرتها الحروب والصراع الدائر على السلطة... رحل وتركني وابننا وحيدين, رحل بكل قسوة عن عالمي وكأن وجودنا لا يعنيه، ومرت الأيام بما فيها من حلاوة ومرارة إلى أن جاء ذلك اليوم الذي عاد فيه أدراجه، وطرق بابي من جديد... لم يكن وقع المفاجأة سعيدا بقدر ما كان قاسيا, فقد عاد إلي ولكنه لم يعد كما رحل, شعرت وأنا أستقبله وكأنني أراه لأول مرة, لم يكن هو الإنسان الذي عرفته والذي غادر منذ أعوام, لم أشعر بنظرات الشوق الذي اعتدته في عيناه, لم تكن ملامح وجهه هي نفسها بل لقد غرست القسوة أنيابها في ربوعها، حتى عندما ضم إليه ابنه بدا وكأن موسم الجفاف قد طغى على قلبه وسكن بين ذراعيه... عاد إلينا بعد أن أنهكته الحرب وأرهقته المعارك، نعم عاد جسده خاويا من تلك الروح المرحة، وذلك الحب الدافق الذي اعتاد أن يسكبه على كل من حوله, بدت حياتي معه وكأننا لأول مرة نلتقي..... لم يعد يشاركني طموحه كما كان يفعل قبل سفره, كانت عيناه تجوبان العالم من حولنا في حيرة, كانت نظراته في معظم الأحيان شاردة تائهة حيرى, لقد فقد وجهه معالم الحياة فأصبحت أتخيله صحراء ماتت فيها حتى نسمات الهواء, لم يعد يخطط لمستقبلنا ومستقبل ابننا كما كان ديدنه قبل الرحيل, لم يعد يشعر بالحماس لعمله في مجال الهندسة بل لقد رأيته وهو يمزق ما نسجه عقله وأبدعته يداه من تصميمات كان قد سهر عليها الليالي الطوال حتى أنهاها, مزقها وزرع الرعب في جوانحي فقد كانت غالية عليه ولكنه في لحظة جنون أبادها, بدأت أشعر بالقحط يزحف شيئا فشيئا على علاقتنا حتى أنه فقد شعوره بوجودي إلى جانبه, بدأت أحلامنا العريضة تموت ولكنها تموت على يده هو – على يد من بناها- , كنت أشعر في معظم الأحيان أنه يستمع إلى أصوات لا يسمعها سواه , كنت أشعر بأنه مسير وانه ينفذ ما تمليه عليه تلك الأصوات... ما زلت أذكر الجمود الذي كسا وجهه عندما ذكرته بتاريخ يومنا الوطني حيث اعتدنا على جعله يوم مفتوح في حياتنا ننظم فيه البرامج والزيارات الخاصة للأماكن التاريخية في بلادنا.. لم يبدو عليه الحماس كسابق عهده, لا أدري ما كان سبب ذلك ؟ ! ترى هل فقد شعوره بالانتماء ! أم أنه قد نسي كيف يفرح ! أم أنه لم يعد يشعر بطعم الحياة فتجربة الحرب هي مأساة لا يمكن الاستهانة بتأثيرها، كنت أملي نفسي بأنه لابد أن يعود لي بعد أن يستقر وتزول تجاربه المريرة من ذاكرته، ولكني اكتشفت أن الشر قد استفحل في بيتي, وأن الأمن الذي كان يظلله قد مضى في حال سبيله، وأن الفرح قد غادر حياتنا بلا رجعه، وبدا لي واضحا جليا أن الخلافات قد قررت أن تحل ضيفة ثقيلة على حياتنا... و تمضي بنا الحياة وتدور بنا دوامتها إلى أن قادتني الصدفة إلى معرفة سر الجدب الذي سيطر على منـزلنا, حينها لم تحملني قدماي وسقطت أحلامي من عل, ووجدت نفسي أرتطم بصخور الحقيقة بعنف, كذبت عيناي وأذناي وحاولت السير وراء نداء قلبي, ولكنني فقدت الدليل وتهت, فبعد أن كذبت ملاحظتي بارتباكه كلما شاهدنا أخبار أبناء بلدي الذين ضلوا الطريق وجردوا سيوفهم ضد وطنهم, فقد كنت أقول لنفسي بأن ما أراه ليس إلا علامات الغضب لما يحصل من هؤلاء, ولكني ما لبثت أن اكتشفت أن ما كنت أشاهده لم يكن سوى رد فعل طبيعي يشعر به من تبنى هذا التفكير تارة غضبا على فساد مخططاتهم وتارة خوفا من أن تطاولهم يد الأمن وتقضي عليهم، لم استطع تصديق شكوكي ولكنها مع الأيام تحولت إلى يقين، فغيابه المستمر الغير مبرر عن البيت و أسلوب الإيحاء واستخدام الرموز المبهمة في مكالماته كلها جعلت شمس الحقيقة أمام عيناي, وهنا أصبحت أقف على مفترق طرق وبات الاختيار أمر محتم!!! كنت ما زلت أبحث عن دليل قبل أن أظلم من قدمت له حياتي فليس من السهل أبدا أن أصدق ما توصلت إليه من حقائق فحبي له وإخلاصي وقف حائلا بيني وبين ذلك، وبينما كنت أفكر فيما آل إليه حالنا وما حملني على الشك به من مواقف وأحاول أن أستشف سبب غيابه المفاجئ منذ البارحة إذ انتزعني رنين الهاتف من طوفان أفكاري فأسرعت إليه آملة أن يكون هو المتصل لينبئني بسبب تأخيره، ولكن ذلك الاتصال كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير, لم يكن المتصل سوى والدتي التي أجهشت في بكاء مرير ولم أستطع لثوان قليلة استيعاب كلماتها التي اختلطت بحسراتها وآهاتها إلى أن اخترقت كلماتها صميم قلبي ومادت بي الأرض وفقدت إحساسي بما حولي للحظات.... إذن لم يكذب إحساسي بما استوطن شريك حياتي من شر, وفتحت شاشة التلفاز وأخذت أراقب ذلك الإعلان الذي كان اسمه وصورته أبرز ما أتذكره من معالم وأخذ صوت المذيع يتردد من حولي وهو يعلن عما خصص من مكافآت لمن يدلي بمعلومات تساهم في الكشف عن أحدهم، لم يكن من السهل أن أرى تعلق ابني البريء بالتلفاز وتعالي صوته "بابا ! انه بابا يا ماما " !!! لم استطع منع دموعي من أن تسلك طريقها خارج بوابة عيناي، فهو لا يعلم ماذا فعل أبوه للتو ولا يمكن له أن يفهم كيف أن مصدر أمانه وشعلة حبه هو مصدر خطر داهم وشعلة شر مستطير ولكن ضد من ؟! ضد وطنه... ضد ذلك الحضن الدفيء الذي ضم الملايين.... ما زال صغيري يقفز فرحا .. وفي ذاكرتي مر شريط حياتي سريعا بكل لحظاته... وفي صدري شعرت بنبض قلبي ثقيلا مدويا.... وفي حنانٍ جارف ضممته إلى صدري -ضممت حلمي الصغير وأملي الوحيد- وبحسرة كتمت آلامي واستجمعت ما تبقى داخلي من شجاعة..و وجدت نفسي أهمس إليه وكأنه سيعي ما أقول... " لا تبكي يا صغيري, ولا تحزن فلن يوجه أحدُ إليك اللوم على ذنب أبيك ، قد أخطأ والدك ورحل، باع حياته معنا واشترى حياة التشرد والضياع، نسي عهوده و مواثيقه التي كان قد قطعها على نفسه ومضى في الطريق الذي اختاره، لا تعتقد عزيزي أنك ستدفع ثمن ما جناه والدك عليك، فأنت ضحيته الأولى ولن تكون الأخير , امض في حياتك نحو المستقبل بخطوات واثقة ولا تكترث بما أقدم عليه والدك ، سر في طريقك واعقد العزم على أن تصلح ما هدمه أباك , كن جنديا من جنود الوطن وأعلن الحرب على من حاربوا وطنك....حتى وإن كان والدك خصمك..كن مع الحق. صغيري قد تكون فقدت أباك الذي طغى واستكبر ولم يهده عقله إلى أن يسلم نفسه عندما منحته يد الوطن المتسامحة الفرصة ولكنك كسبت وطنا لن يخذلك ما دمت تسير في ظلــه".....وعلى وقع كلماتي... غفا الصغير وألقى برأسه على كتفي.. وعلى وجنته دمعة لم تكمل مسيرتها.. لم تكن هذه الدمعة الوحيدة التي انسكبت في هذا الوطن... فهناك الكثير من الضحايا ليد الضلال وفكر الضياع.. آه.. كم آلمني غدره!.. وعذبتني قسوته!.. لاح طيفه في مخيلتي..واعتصر الأسى قلبي وأنا أتخيل ما أفضى إليه حاله.. هاهو قد فارق الأهل والأحباب , وغادر مسكنه وهجر حياة الأمن والدعة , وخلد إلى حياة لا معنى لها ولا طعم , ها هي السهام مصوبة إليه وقلوب الناس _ حتى المقربين إليه _حانقة عليه , ترى هل هذا ما كان يبحث عنه أو هذه الحياة التي يرجوها ! ترى ما هي حاله الآن عندما يرى غيره من الآباء وأبناؤهم في أحضانهم !وهم يخرجون إلى أعمالهم مبكرين ويؤدون واجباتهم بإيصال فلذات أكبادهم إلى مدارسهم ، ألا يرق قلبه ويتمنى لو يكون بين أهله من جديد!؟ أم أن قلبه قد فقد شعوره بالحنين !؟ ألا يشعر بالندم على تركه لصغيره يذوق مرارة اليتم رغم أنه على قيد الحياة !؟ أم انه قد فقد مشاعر الأبوة التي تطغي قوتها دوما على كل الشرور! ألا يحرك الشوق جوانحه نحو أب أقعده العجز وأمُ أنهكها المرض ! ألا يفكر في تلك التي جعلته من أولوياتها في الحياة وقدمت له فؤادها وعقلها وروحها منذ أزل! أم أن قلبه قد نسي أبسط متطلبات الحياة _ الحب !! ربما أنني قد فقدته... ربما رحل من حياتي .. ربما كان كل ما مضى وهماً.. ولكن هناك حقيقة وحيدة يقرها قلبي ويصدقها عقلي هي أن وطني _ يا لها من كلمة!! بل هي أجمل كلمة انبثقت عن شفاه الأقلام...و أروع معنى عرفته الأفهــام_ عشقته منذ صغري...وما زال عشقه يسري في دمي...ولا أتردد أن أهديه قلبي و روحي... وأفدي ثراه بكل ما أملك... و أقدم نفسي ومالي دونه...لم تكن لحظة الاختيار صعبة بقدر ما كانت حاسمة... فليس هناك من بديل لوطني الذي منحني الله شرف الانتماء إليه.... لست أجد من الكلمات ما يعبر عما في قلبي من مشاعر وما يدون حبي اللامحدود لذلك الكيان الذي احتواني منذ أن أبصرت عيناي... ورغم كل ما حدث مازال قلبي ينبض....بحب أغلى ثرى... فبحبه تلتئم جراحي.. وفي ربوعه يحيا أملي... وببقائه تستمر الحياة... وفيه ينتظرنا غدُ أجمل....
    اللهم اجعل
    فيصل وعبد العزيز
    من حفظة كتابك الكريم
    اللهم اجعلهما باران بنا وقرة عين لنا



    اللهـــــم آمــــــين


    أعتذر عن غيابي المؤقت عن المنتدى

  2. #2
    مميز
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    In HiS hEaRt
    المشاركات
    536
    معدل تقييم المستوى
    246

    رد : قصة قصيرة

    يعطيك الف عافيه ..

    في انتظار المزيد من روائعك..

المواضيع المتشابهه

  1. ساعدوووني جزاكم الله خير ( ابي قصة قصيرة)
    بواسطة ® j--O j--O ™ في المنتدى منتدى اللغة الأنجليزية العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-12-2006, 08:04 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •