كلمات جميله
مشكوور يا غالي
الله يعطيك العافيه
رسالة إلى حبيبتي ..
"العراق" ..
نعم ..
أعرفُ أنني قد . .
قد لا أكون منطقيًا ..
أيتها "العراق" ..
وأدري . .
أنني ربما لا أملكُ حق الحديث ..
لكنها يا حبيبتي .. رسالة ..
هي رسالتي إليكِ ..
كتبتها لكِ بحبرٍ من شوق ..
وعلى ورقٍ من حنين ..
هذه رسالتي ..
عطرتُها ..
بأفضلِ أنواعِ العطور ..
أرسلتُها ..
مع عصافيرِ هوىً راقصةٍ ..
وهي تدور ..
استرجعتُها ..
فلم تصفُ حبي بعدُ . .
هذهِ السطور !
*******
تـمنيتُ يا معشوقتي ..
وأنا أرسلُ لكِ هذهِ الوريقات ..
تـمنيتُ لو أراكِ ..
حتى نسترجع معًا تلك الذكريات ..
حتى نسترجع معًا .. ذلك الصوت ..
صوت تنهداتي ..
وما يرسلهُ صدركِ .. من آهات ..
حينما كانت تلتقي أعيننا .. وبيننا ذلك الحاجز ..
حاجزُ النار ..
فنذرفُ الدمعَ ..
ونستدركُ العبرات ..
*******
حبيبتي "العراق" ..
وددتُ لو كان عندي تلكَ المرآةُ السحرية ..
فأنظرُ من خِلالها إليكِ ..
أو كان عندي ماردُ الفوانيسِ العربية ..
فأطلبُ منه وضعي بين يديكِ ..
فأحظى بلمساتٍ من أناملكِ الندية ..
وأُسُعدُ باحمرارِ وجنتيكِ ..
وأحيا مجددًا بتلك الهدية ..
فأغرقُ بقبلةٍ من شفتيكِ ..
*******
حبيبتي "العراق" ..
لكم وددتُ . .
لو دخلنا عالمَ الأحلام ..
لنحيا داخلهُ في خلودٍ ..
لا نعدُ خلالهُ الأيام ..
تطيرُ بنا رياحُ العشق . .
وعلى نجمةٍ معًا .. ننام ..
نحيا بعالمٍ لا يعرفهُ غيري . .
وغيركِ . . والهيام ..
نعيش عشقًا دائمًا ..
يَعجزُ الحبُ ..
عن إدراكِه ..
ويُعتِقُ الوردَ ..
من أشواكِه ..
أحيا بقلبكِ يا "عراق" ..
وتملكي وحدكِ ..
زمامَ هواي ..
تشتاقين ..
فيشتهي وعيكِ اسمي ..
لا سواي ..
*******
ما زلتُ أذكرُ .. يا حبيبتي ..
قبل سنوات ..
ما زلتُ أذكرُ .. نفسي تُحاسبني ..
فتسألني :
أما زلتَ تُحبها ؟
أتحبُ "العراق" حقًا ؟!
بل كيف تصبرُ على ذلك الحب ؟!
فأجيبها ..
والهَـمُ ينهشُ كبدي :
وكيف لا .. يا نفسُ ؟!
وقد كنتُ ..
أطيلُ النظر ..
متفحصًا أرجائها ..
حائرًا متنقلاً ..
بين حقيقةِ حالها .. وأحلامي ..
وبين ضعفها .. وإحجامي ..
وتهطلُ عينيَّ حسرةً ..
عينيَّ ..
عينيّ المغرمِ .. المُـذِنب ..
تحاولُ نفسي أن تُسليني .. فتقول :
علاما ؟
علاما الدمعُ أيها العاشق .. أتظنُ أنكَ مُـلاما ؟
أتظن أنك ملامٌ .. من بين كل عُشاقها !
علاما ؟!
فأجيبُ :
أوَ تسألي يا نفسُ : هل أنتَ المُـلاما ؟ ** هل يُـلامُ المرءُ أن ذاقَ الغراما ؟!
كيف تأسى إن غفت مليارُ عينٍ ** كيف تبكي وحدكَ الحبَ الزؤاما ؟؟
*******
يا نفس ُ ..
قد عشتُ في أرجائها حلمًا كبيرًا ** قد غِبتُ في أنهارها دومًا هياما !
واليومَ أبحثُ عن هوىً ما زال حيًا ** عن رمالٍ أحجمت منحي الكلاما !
أنا لي عيونٌ قد شكت من سيلٍ دمعٍ ** تأبى ترى أحلامها باتت ظلاما !!
هي لي مشاعرُ طاغياتٍ .. هي لهيبي ** هي لي حروبٌ وصدامٌ وسلاما !!
*******
حبيبتي "العراق" ..
ركضتُ بين النهرين ..
بحثُ عن نخلةِ الميعاد ..
سألتُ عنها.. وعنكِ ..
الأولاد ..
لكنهم .. فاجأوني ..
بحرقها ..
الأوغاد !!
*******
آهٍ يا "دجلة" .. وآهٍ يا "فرات" ..
آهٍ يا محبوبتي ..
آهٍ يا "عراق" ..
يا لشوقي !
يا لشوقي لأرشفَ خطيّ ريقكِ السائلينِ ..
على وجنتيكِ !
يا لهفتي ..
لأغسلَ وجهي بما ..
تحركت شفتيكِ !!
*******
هذه رسالتي ..
يا "عراق" ..
أُحَـمِلُها كل حروف ِ الغرام ..
أُبلغكِ فيها استعدادي ..
لأنالَ مرادي ..
لكلِ حربٍ .. وأي سلام !
لأبذل الغالي والنفيس ..
فلا رديء عندي.. ولا رخيص !!
لأنال مُـرادي ..
ووصلكِ مُـرادي يا ودادي . .
يا جميلةً ..
ما شهدَ مثلكُ قطٌ ..
جبلٌ ولا وادي !
*******
حبيبتي "العراق" ..
لا ما عناني ..
تسلطُ الأوغادِ يومًا ..
لا ما عناني ..
أن أرى في الجو لؤمًا ..
لا ما عناني ..
كم بقى في العمرِ يومًا ..
تحريركُ .. يا "عراق" ..
من قبضةِ الأحزانِ ..
وهجمةِ الصلبانِ ..
هو ما عناني !
*******
وهذه حروفٌ .. تمنيتُ يا حبيبتي ..
أن تخاطبي بها مُـلتقى نهريك ..
أن تخاطبي بها "شط العرب" ..
أن تقولي له :
إنهم يرونك !
ويا لها من رؤيةٍ .. جديرةٍ ..
بتحريكِ الصخور ..
وإيقاظ من هم .. في القبور !
لكن ليس من أصبح لـ"الدولارِ" ..
عبدًا مأمور !!
لقد شاهدتكَ يا "شط العرب" ..
والصليبيين يداهموك ..
يلوثوك ..
وفي مياهكَ يفجعوك ..
بكيتُ .. لكن .. مـتأخرًا ..
فقد بكت قبلي، شواطئكُ الثكلى :
بكتِ الشواطئُ يا عرب** بكتِ المروءةَ تنتحب !
بكتِ الهوانَ .. وكيف كانَ ** الصخرُ يذوي ملتهب !
بكتِ العفافَ فـ"علجُهم" ** قد باتَ فيها يغتصب !!
*******
حبيبتي ..
لكأنما قد حملتِ الريحُ لي صوتكِ ..
منشدةً تقولين :
جفت شفاهي .. ما لقيتُ اليومَ عذبًا ** أنَّت عظامي تبتغي ضمًا وطِـبا !
أنا دارُ أنهارٍ تُراني اليومَ أظمأ ؟! ** أنا بي علاجُ الشرقِ قد كوفيتُ حربا !
أفعلاً ..
كان ذاك .. صوتكِ يا حبيبتي ؟!
*******
أيا "عراق" ..
معشوقتي .. لمَ هكذا..
بيَ تفعلين ؟
قد صار شوقي زائدًا . .
هل تعلمين ؟
ما زلتُ أسهرُ راجيًا ..
أن ترسلين ..
رسالةَ الحبِ ..
المُبين !
مالي .. ؟
مالي أراكِ بخلتِ بالأوراق ؟ ** أرسالةٌ تغلو على العشاقِ ؟
ما زال سمعي راغبٌ كي تسألي ** ما زال قلبي تابعُ الأشواقِ !
أوَ تبعُدينَ ؟ وساعةُ الحبِ التي ** دقت تؤكدُ قسوةً لفراقِ ؟!
لا تكثري الصدَ الرهيبَ فإنما ** جفني شكا لتغوَّرِ الأحداقِ !
تتحزمينَ النارَ راقصةً بما ** زادَ اللهيبَ بقلبي الحُراقِ !
ما جئتُ حاضنَ فتنةٍ لكنما ** أنا ما رضيتُ أُعدُ كالأبواقِ !
هم بالألوفِ اليومَ بل زادوا على ** مليارهم .. هم كالخريفِ يموجُ بالأوراقِ !
باتوا على أكوابِهم سكرى ولا ** ملوا تجرُّعَ دمعةٍ لـ"عراقِ"!
هم يضحكونَ ويلعبونَ وإنما ** علجُ الرذيلةِ يطلبُ الأعناقِ !
أوَ مالنا من صحوةٍ ؟ أخشى غدًا ** بلادنا تُقتادُ في الأسواقِ !!
*******
حبيبتي "العراق" ..
في آخر رسالتي ..
أخبركُ عزيزتي ..
بأني لن أرسلها ..
بل .. سأمزقها ..
فالبعدُ بيننا كبير . .
وأنا قد بتُ أعجزُ عن المسير ..
لن أرسلها ..
لأنني لن أعرف ..
أين سيكونُ لها المصير ..
أفي البحرِ تغرق ..
أم إلى الحرقِ ــ في نار العِدى ــ تصير ؟
لكِ التحية يا "عراق" ..
وأسأل الله أن ينجيكِ مما أنتِ فيه ..
ولكِ اعتذاري . .
عن عجزي وتقصيري . .
منقـــــــــــــــــــــو ووول
كلمات جميله
مشكوور يا غالي
الله يعطيك العافيه
جزاك الله جنات النعيم على المداد الرائع
العراق جرح عميق في قلوب المسلمين..
بلاد عانت من المصائب و الفتن منذ بداية التاريخ
و لكن هاهم المجاهدون يرفعون راية الجهاد خفاقة في الارجاء
سلمت ايديهم و ايدي كل مجاهد و كل مقاوم في كل مكان
المفضلات