هل اسقط من فوق عمارة .. او اقف امام قطار..!!!

[ferny]

هذا الصباح أستيقظت وبى رغبة شديدة لقتل نفسى، كانت هذه الرغبة قديمة بعض الشئ تعاودنى من آن لآخر، غير أن هذا الصباح ألحت على كأمر واجب النفاذ وضرورى الحدوث ذى أهمية تاريخية لتقدم المجتمعات، أستيقظت فجأة وأنا أردد قول محمود درويش :
آن للشاعر أن يقتل نفسه
لا لشئ الا ليقتل نفسه
وشئ ما أوقفنى عن إكمال المحاولة، فى البدء أعتقدت أنه- لاسمح الله - الجبن، غير إن إعادة بسيطة للتفكير فى فحوى الايقاف أثبتت لى أنه شئ آخر، أنه السؤال الذى ساءلنى داخلى : ومن سيهتم لإنتحارك ؟ ومن سيهتم - من الاصل بإختفائك هذا إذا أفترضنا أنه يهتم لوجودك ؟ وهل تعتقد - أساسًا بوجود تأثير لك على أى شخص ؟!، ولولا أنى لم أجد إجابة لهذه الأسئلة التعجيزية لكنت أتممت عملية إنتحارى وانا مرتاح الضمير .
وبإستثناء من يسكنون معى لسوء حظهم القدرى الذى جعلهم أسرتى، فإن احدًا آخرًا لن يشعر من الاصل بإختفائى، ربما بعض الجيران هنا، بعض الناس هناك، وضابط الشرطة الذى سيلعننى أثناء إتمامه المحضر، وموظف الصحة الذى سيستعيذ بالله من كفرى وهو يستخرج شهادة الوفاة، ولا شئ آخر حتى ولا صلاة الجنازة لانى ساكون منتحرًا نجسًا لاتجوز عليه الرحمات، وأعلم علم اليقين أنى لست مؤثرًا فى الكون إلى حد توقف الأفلاك عن الدوران وخسوف الشمس والقمر لوفاتى، غير إنى ايضصا لم أطالب بكل ذلك، كل ماطلبت وعجزت عن إيجاده هو قطرة دمع من شخص غريب عنى لم يشأ سوء حظه البيولوجى أن يكون قريبًا بالدم لى، فلم أجد .
فى كل هذا العالم المتسع والمصغر فى آن لم أجد احدًا سيبكينى، وراجعت نفسى وحاسبتها على خطايا لم أرتكبها ، لكنى وجدت آخرين بذنوب لم أقربها وخطايا لم تخطر لى أبدًا على بال يهتم لهم الجميع وسيبكيهم حين يموتن الآلاف المؤلفة، ولا تحسبن انى اتحدث عن واحد من المشاهير الذيبن تراهم حولك_ حاشا وماشا- إنما أتحدث عن اناس عاديين وعاديين جدًا التقيهم كل يوم فى المقهى وفى الشارع، يسبهم الاخرون فى بعض الاحيان و لايتحملهم الكثيرون، ولا يمتلكون عشر ما حسبت أنه ذكائى او قطرة مما حسبت أنها معرفتى وحكمتى، لكنهم يملكون شيئًا افتقده، يملكون من يهتم لهم ولاوجاعهم، هم على الاقل لا يظل هاتفهم دون رنين لمدة عشرة أيام دون اسئلة من أحد، حقًا انه عالمهم وليس عالمى فلمّ أهتم بأحد ولم لا أغامر واصعد إلى الملكوت .
ويومًا من الايام سأفعلها دون الالتفات لأية أسئلة، سأضع فى أذنى سماعات تصمنى عن العالم الخارجى، أستمع بها لصرخة حزن غناها نصرت فاتح، واتخذ وضع التشهد واضع بين فخذى ممسكا أياه براحتى ومسندا إياه على صدرى خنجرًا، وربما يكون سيفًا فهذا أمر يتوقف على الحالة المادية، وانحنى، ليخرج طرفه من الجهة الأخرى، ولن يبكينى أحد، لا قطرة دمع من عين عذراء، ولا مجدليات سيعطرن اقدامى بالدمع، لا أحد، فقط ساترك أعترافًا ساخرًا لملاك الموت بسبب إنتحارى، كطلب على عرضحال دمغة لدخول الملكوت، الذى لن أجد فيه أيضًا أحدًا يهتم لى .
ويومًا من الأيام سأفعلها، برغم كل ما يمنعنى الآن ولا أدرك ماهيته، ربما بقايا من إيمان قديم، وربما حبًَا فى الحياة من طرف واحد، وربما حبًا مازوشيًا للبشر الذين سأفتديهم بإنتحارى، وربما رغبة فى المعرفة لم تنتهى منى بعد، وربما فضول لمعرفة من سيبكينى بعد الموت، فربما يبكينى أحد، وقد أجد وسيلة لضمان أنى ساعرفهم بعد إنتحارى، قد أجد وسيلة ضامنة عندها سأقدم على قتل نفسى وسأنسى كل وصايا حب الحياة وليذهب إلى الجحيم كل الشعر التفاؤلى
عليه اللعنة ناظم حكمت حين قال :
أينما يكن الإنسان
ومهما تكن ظروفه
يجب ان يحيا وكأنه لن يموت ابدًا
وفى يوم من الايام ، سألعن ناظم وتفاؤله، فهذا الاحمق كان لديه من يهتم به، وسأسقط كل حججى الواهية وأتلذذ بقتل نفسى وانتشى بدخول سيفى فى قلبى الذى كان غمده المكنون ابدًا، فأذا علمتم بذلك أو أعلمكم أحد رجاء لا تهتموا ولا تخيبوا ظنى، ودعونى أموت كما عشت نظيفًا، لا أحد يهتم لحياتى ولا أحد يهتم لموتى


منقووووووووووول

[oJgJI JIjJj]

[علاء]

الله يعطيك العافية