رد مع اقتباسالله يعييننا عالطلاب ...
تحرص وزارة التربية والتعليم مشكورة على تطوير أساليب تقويم سلوك الطلاب والطالبات وتدرجت في ذلك وكان آخرها لائحة السلوك والمواظبة والتي وضعت من قبل أشخاص متخصصين في دراسة نفسيات الطالبات . ومن المعروف أن أي مشروع يوضع له نظريات وأفكار وقواعد نظرية ينتج عنها سلوك وردود معينة . ولكن أحياناً يكون تطبيق هذه القواعد في الساحة التعليمية لا يأتي بالنتائج المتوقعة له . ونحن كمعلمات عايشنا تطبيق اللائحة ونظرنا إلى النتائج المترتبة عليها , وجب علينا إبداء الرأي للمسئولين ورفع هذه النتائج لاتخاذ اللازم . وهذا ما نراه من واجبنا ومن صميم عملنا وهو مصلحة الطالبات أولا وأخيراً .
و نتوقع إن شاء الله الإستجابه من قبل المسئولين تجاه أرائنا . فمن المعلوم أن يُنظر في نتائج أي مشروع يُطرح في الساحة التعليمية .... سلبياته وإيجابياته .. حتى يمكن تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات .
قسمت اللائحة إلى درجات متفاوته حسب نوع المخالفة إلى خمس درجات ... ففي الدرجة الأولى تتدرج الطالبات إلى ما يقارب تسع محاولات وفي نهاية المطاف يخصم درجة واحدة من درجة السلوك التي أصبحت مائة درجة ... علما أن نصف الدرجة يعاد للطالبة في حال توقفها عن المخالفة .. وكأن هذه الطريقة توحي للطالبة بأنه يمكنها أن تفعل ما تشاء من المخالفات خصوصا أنها في النهاية لن تخسر شيئاً إلا درجة وكما تعلمون أن المخالفات تصدر من طالبات لا يدركن أهمية العلم ولا تعني لهن الدرجات أ ي قيمة إذا .. لا ضير في خسران درجة واحدة . ولها أن تفعل ما تشاء من إهمال وإزعاج وإثارة الفوضى داخل المدرسة والفصل الدراسي .
والأدهى والأمر من ذلك أنه بعد صدور اللائحة لم تتردد بعض الطالبات من التلفظ على المربيات خصوصاً بعد علمهن أن من تفعل ذلك تكتب تعهد في المرة الأولى ثم تستدعى والدتها في المرة الثانية ثم في المرة الثالثة يخصم عشر درجات من درجات السلوك التي لا تعني للطالبة أي أهمية . أي يمكن لكل طالبة أن تعاود هذا العمل المشين . فأصبحت كل طالبة تأخذ حقها من هذه الفسحة والثغرة في اللائحة لتتلفظ على إحدى المعلمات ثم تكتب تعهد فقط لتعود لمثل هذا العمل في الفصل الدراسي الثاني دون أن تخسر أي شئ .. وهذا ما وضع المعلمات في وضع مزري خصوصا أن اللائحة لا تحفظ حقوق المعلمة واحترامها وتقديرها .
أين الحفاظ على كرامة المعلم من هذه اللائحة التي أضاعت هيبة المعلمأولاً وأنتجت جيلاً فيه من الميوعة ما الله به عليم وكل ذلك حفاظا على مشاعر الطالبات ونفسيتهن .
لقد ابتعدت اللائحة كثيرا عن السلوك النبوي في تأديب الأبناء .. أين هم من قوله صلى الله عليه وسلم
( علموا أبنائكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر )
وأين أنتم من قول الله تعالى في تأديب الأزواج لزوجاتهن ( فأضربوهن ) ..
نحن هنا لا نطالب بالضرب فالمعلم عليه أن يكون أبعد ما يكون عن ذلك فهو القلب الحنون والأب المربي الفاضل الذي يلجأ إليه التلاميذ لتلقي الأدب والعلم .. فعليه أن يكون محبوباً من قبل تلاميذه ..
من المعلوم أن المدرسة تحتوي على عدد كبير من الطالبات اللاتي يختلفن عن بعضهن .
فمنهن من يكفيها النصيحة والكلمة الطيبة لتعود وترجع عن أخطائها ومنهن من تحتاج لتأديب بطريقة أقوى وهكذا فليس جميع الطالبات متساويات في أخلاقهن ونفسيتهن .
ولا بد من وجود حد للممارسات الغير سوية من قبل الطالبات وأن يكون العقاب على قدر المخالفة .. ولا بد من أخذ العبرة والعظة لتتعض الطالبات الأخريات . أما أن نتعامل مع الجميع بالدرجات فهذا لا يصح ابد اً ............!!!
طريقه مقترحة لتعديل لائحة السلوك
1- يلفت نظر الطالبة عند صدور مخالفات من أي نوع ومن أي درجة أربع مرات وفي الخامسة تكتب تعهد ...
2- عند بلوغ الطالبة المخالفة العاشرة. يتم نقل الطالبة من فصلها. و يتم استدعاء ولية أمر الطالبة وأخذ تعهد منها بنقل الطالبة من مدرستها إلى مدرسة أخرى قريبة ضمن الحي.
3- عند صدور 15 مخالفة للطالبة تنقل من المدرسة إلى مدرسة أخرى .
4- في حالة الاعتداء على المعلمات أو الإداريات . تعاقب الطالبة بالحرمان من دخول إحدى مواد الامتحان وعليها أداء الامتحان في الدور الثاني . وهنا لا يجب أن تتدرج العقوبة بل يتخذ الإجراء من المرة الأولى ... ويتم إعلان ذلك .. حتى يرتدع البقية . وحفاظا على ما تبقى من كرامة للمعلم .
قد يتبادر إلى أذهان من يقرأ هذه المقترحات أننا قساه ولكن يعلم الله إن نريد إلا الإصلاح . ونريد جيلا يدرك أهمية وقداسة المكان الذي يتلقون فيه العلم . ونريد جيلا يتوقف عند حدود إذا لم يتوقف عندها بكامل إرادته فهناك قانون صارم يوقف كل من يحاول العبث والتهاون في أنظمة المدرسة . نريد جيلاً قوياً صارما ... لا جيلا يتسم بالدلال والميوعة.. فرسالتنا في الحياة لم تتوقف ونحن بحاجة لجيل قوي يُعتمد عليه . والله من وراء القصد .
أعاننا الله وإياكم على هذه المسئولية .
الله يعييننا عالطلاب ...
ضوابط المشاركة
المفضلات