"إدارة ومعالجة المشكلات الصفية"
مقدمة:
إدارة الصف من المهام الأساسية للمعلم والمعلمة والتي يتوقف عليها نجاح تنفيذ التدريس, وهناك الكثير من حديثي العهد بالتدريس يقومون بتنفيذ التدريس بينما يكون اغلب التلاميذ منشغلين عن الدرس والمعلم أو المعلمة مستمرون في التدريس دون أدنى اهتمام بهؤلاء التلاميذ أو التلميذات.
وبذلك يكون هناك مشكلات صفية يجب على المعلم والمعلمة معالجتها ليقوموا بتنفيذ التدريس على الوجه المطلوب.
ولحسن الحظ فان مهارات التعامل مع هذه المشكلات مهارات مكتسبة يمكن للمعلم والمعلمة تطويرها لتحسين الأداء في المواقف المختلفة.
إدارة الصف:
أورد هنا بعض العناصر الأساسية لإدارة الصف, والتي يجب على المعلم والمعلمة أن يكونوا على اطلاع تام بها, ومن ثم تكون منهجاً لهم أثناء التدريس.
أولاً: أنماط الإدارة, وهي ثلاثة أنواع:
نمط تسلطي:
وتكون فيه سلطة كبيرة من المعلم أو المعلمة على التلاميذ, ولا يوجد أي تفاعل. وهو أسلوب غير مرغوب فيه.
نمط ديمقراطي:
وتسود فيه روح الثقة والتعاون والتفكير المشترك, ويكون فيه الطالب أو الطالبة محور العملية التعليمية .ويقوم المعلم أو المعلمة بدور التوجيه والمساعدة على التعلم. وهو أفضل الأنماط.
نمط فوضوي:
تكون فيه الأنشطة غير موجهة للطلاب وبدون قيود, وله سلبيات كثيرة.
ثانياً: مهارات التعامل مع الطلاب والطالبات بحسب مرحلة النمو والفروق الفردية:
أولاً: مرحلة النمو,
إذ لا بد من مراعاة المرحلة التي يمر بها المتعلم ومراعاة كافة جوانب النمو الطارئة في تلك المرحلة جسمياً وعقلياً وانفعالياً ووجدانياً. والتعامل معها بالشكل المناسب وذلك لإشباع حاجات المتعلم, والتي تساعده على تقبل التعليم.
ثانياً: مراعاة الفروق الفردية,
والفروق الفردية ببساطة تلك الانحرافات الفردية عن متوسط المجموعة في الصفات المختلفة وخاصةً العقلية منها.
المعلم والمعلمة لا بد وان يدركوا أن من بين الطلاب والطالبات من هم أعلى من مستوى العاديين مثل الموهوبين. وبالمقابل, فهناك طلاب وطالبات بطيئو التعلم ولا يستطيعون مواكبة متوسطي التعلم.
وبهذا يكون المعلم والمعلمة أمام ثلاث مستويات من المتعلمين, ولابد التعامل مع كل فئة بما يناسبها.
معالجة المشكلات الصفية:
وهنا أشير إلى شخصية المعلم والمعلمة, ومدى قدرتهم على معالجة المواقف. ولا نغفل تفاوت المشاكل بحسب طبيعة الطلبة أنفسهم. وأيضاً توقيت الحصة – وللمعلمين والمعلمات الجدد ربما الكثير يتم استغلالهم بوضعهم في الحصص الأخيرة, مثلاً نتخيل أن تكون حصة اللغة الانجليزية هي الأخيرة أو ما قبلها, فكيف نتوقع قابلية الطلاب والطالبات للدرس-.
فيما يلي ألخص بعض الأساليب لمعالجة هذه المشكلات:
أولاً: الأسلوب الوقائي ( مهم جداً),
ويعد قلب العملية التعليمية, والمقصود به معالجة السلوكيات المعيقة للدرس قبل أن تصبح مشكلاتٍ جادة. ولتطبيق هذا الأسلوب, يقوم المعلم أو المعلمة بوضع قوانين صفية للطلبة والطالبات منذ اليوم الأول وتعريفهم بالسلوكيات المطلوبة والسلوكيات التي يجب الابتعاد عنها, وذلك لجعل الصف منظماً منذ اليوم الأول.
وكذلك التحضير الجيد للدروس ليشعروا بالتنظيم وبذلك يتم كسب ثقتهم منذ البداية.
ثانياً: التيقظ,
وهذا يعني تحسس المشكلة لحظة وقوعها كالسرحان والتهامس والوقوف قريبا من المجموعة وإنهاء المشكلة.
ثالثاً: التوقف عن الدرس,
وذلك لمعالجة أي سلوك خاطئ ليدرك الطلاب أو الطالبات أن هناك شيء ما حصل ويكون لدى الجميع إدراك أن ما حصل هو خطأ يجب أن لا يحدث.
رابعاً: تبديل أماكن الجلوس:
وهو أسلوب فعّال, وذلك بفصل المجموعة المشاغبة عن بعضها.
خامساً:
أسلوب التلميح والإشارة:
مثل الاستعاضة عن الكلام بالإشارة للطالب أو الطالبة بعمل أي شيء أو التوقف عنه بعيداً. أو التلميح عن عدم الرضا عن سلوك معين بدون الإشارة إلى الشخص نفسه, فمثلاً نقول ( لا تتكلم يا أحمد أثناء الدرس وابق صامتاً) بينما يمكن أن نقول ( أنا لا أحب الحديث أثناء الدرس ) وهذا الأسلوب يفضله الطلاب والطالبات لأنه يمنعهم الوقوع في الإحراج أمام البقية وأيضاً لا يؤثر على سير الدرس.
سادساً: التواصل وإنشاء العلاقات,
وهذا الأسلوب حساس جداً لأنه ربما يقلل من هيبة المعلم أو المعلمة لديهم, وخصوصاً المبالغة في روح الدعابة أو السخرية من الطالب أو الطالبة مما يضطر البعض إلى الرد بسخرية. ولكن يكون بالقدر الذي لا يؤثر على شخصية المعلم أو المعلمة. وكذلك لابد من المعلم والمعلمة الاهتمام بمشكلات الطلاب والطالبات وإشعارهم بالتحسن أو تخفيف ألآمهم. وهذا ما يساعد في بناء جو من الألفة والمودة, وزيادة الدافعية للتعلم ورفع المعنويات, لاستشعارهم بوجود القدوة.
وفي الختام:
يقول صلى الله عليه وسلم " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته "
يجب أن نضع هذه الكلمات نصب أعيننا. ولا يتأتى للمعلمين أو المعلمات أن يتقنوا فن التعامل مع الطلاب والطالبات إلا إذا توفرت فيهم الصفات التي ينبغي أن يُتحلّى بها مثل الإخلاص لله تعالى, ثم الحث على العلم, وحسن المظهر والمنطق, والانضباط والاتزان, والقدوة الحسنة, وحسن المعاملة.
____________________________________________
كانت هذه ورقة بحثية متواضعة نقلتها بتصرف من المصادر التالية:
1- مهارات التدريس, دليل التدريب الميداني, أ.د عبدالله الحصين.
2- إدارة الصف – حقيبة تدريبية-, أ.عبدالرحمن الفنتوخ, تعليم الرياض.
3- معالجة المشكلات الصفية – نشرة تربوية- إعداد أ. علي اللحيدان, تعليم الرياض
.gif "Smile (73)")
رد مع اقتباس
طلب الله يجزاكم الجنة
ضوابط المشاركة
المفضلات