إن الجمال و التميز أشياء متفيزيقية وهذا يعنى أنها غير خاضعة للقوانين الفيزيائية أو الرياضية أو حتى النظريات العلمية ، بمعنى أن جمال الأشياء والبشر حولنا لا ينبع من ذاتها بل من ما تمثله لنا وهنا يصعب علينا وضع معايير معينة لقياس الجمال والتميز ، و من هنا أيضاً ظهرت نظرية "الموضوعية الجمالية" التي تعتبر أي أمر غير خاضع للقوانين العلمية أمر نسبي يختلف من شخص إلى آخر، وهذا يعني أن الجمال شيء غير ثابت فما أراه غير جميل قد يراه شخص غيري قمة الجمال ..
ما أُريد قوله لكِ يا سيدتي، كوني أراكِ جميلة و متميزة هذا لا يعني بالضرورة أن الجميع ينظرون لكِ بنفس نظرتي، فجمالك وتميزكِ كان لكوني أراكِ كذلك، وحتى و إن شاركني بهذه النظرة البعض فلا أحد يراكِ كما أراكِ فجمالك بعيني ذو أبعاد مختلفة يتجاوز الكثير منها شكلك الخارجي الذي منحك الله قبل أن يمنحُكِ أهلك الاسم، ويتجاوز أيضاً ابتسامتك التي تخترق الجسد لتستقر كصورة خيالية لا تفارق ذهن من يراها و لو لمرة واحدة، ويتجاوز كل شيء حتى يصل إلى الصدفة التي وضعتك كأول امرأة في حياتي ..
ولكن للأسف أنتِ كنتِ أذكى بكثير من أن تختزلي نفسكِ بنظرة شخص واحد وإن أحبك، فغرورك لا يقف عند هذا الحد بكل تأكيد، وذكائك يفرض عليك أن تتغيرين وتتلونين تبعاً لنظرة كل معجب، فحينما كنت أراك بعين المحب الذي يرى حبيبته أجمل ما في الكون كنتِ تظهرين بمظهر تلك الطفلة البريئة التي تذوب خجلاً أمام نظرات حبيبها، بينما كنتِ عاهراً جريئة تتفوقين على من قضينَ كل حياتهن في أزقة الدعارة أمام من كان يراك فتنة فقط ..
سحقاً، اليوم عندما أتذكر هذه القصة فأنا أحترق ليس لإحساسي بالخديعة ولا لكوني أنسقت وراء ذلك الحلم الصغير، ولكن حسرةً على ذكائي الذي لم يسعفني على قراءة الحقيقة الواضحة في تلك ألأيام، ولكن إني أجد العذر لنفسي فقد كُنت أمرّ في فترة غير طبيعية ومن الطبيعي أن تكون ردود فعلي غير طبيعية أيضاً
(يتابع بحول الله)
المفضلات