لغة القلب و العاطفة
هناك معاني كثيرة للعاطفة و العلاقات البشرية الإيجابية و الغير الإيجابية بين الناس . وهناك مفاهيم سطحية , وأخرى عميقة. لنتجول في عالم العاطفة ولغة القلب بين سطور المحبين
أو الغافلين . نتعرف على معاني العلاقات و تصنيفها بين ممدوح و مذموم . و نقف على مراسينا
بلحظة وعي و إدراك يحسن عواقب أمورنا .
للعاطفة ذكاء ووعي يختلف كلا الأمرين في الموقع و الأثر. وهناك علاقات إنسانية تنتمي إلى
ساحة الحب , لكل منها مسمى وموقع وأثر , داخلي و خارجي.
الوعي العاطفي
هي مرحلة نضج وفهم و اختبار المراحل العاطفية المتتالية للوصول إلى النتيجة المرجوة بوعي وإدراك.
وهي حالة موازنة بين العالم لدخلي و الخارجي.
الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي هو القدرة على فرز العواطف الذاتية، و حسن استعمالها. و هو القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين.
الذكاء العاطفي يشمل الذكاء الاجتماعي و ذكاءات أخرى و يختلف مستوى كل ذكاء من شخص إلى آخر . و يقولون أن المزاجية تورث عكس الذكاء العقلاني الذي لا يتزحزح و يلاصق الشخص طوال عمره.
لنقرب فكرة الذكاء العاطفي يمكن أن نطرح مفهوم الحكمة الإنسانية "All learning has an emotional Base" "أي عملية تعلم تبنى على أساس عاطفي.
خصائص العواطف
•الاكتساب : فنحن لا نولد وبداخلنا عاطفة اتجاه شخص أو شئ معين وإنما تتكون العاطفة من تكرار اتصال الفرد بموضوع العاطفة.
• ذات صبغة انفعالية: فالعاطفة تتكون من مجموعة من الانفعالات المتباينة تدور حول موضوع واحد, وقد تثير العاطفة الواحدة أكثر من انفعال.
الدراسات الحالية تقترح أن العاطفة جزء أساسي من اتخاذ قرارات الإنسان وتخطيطه للحياة.
أنواع العواطف:
• الغضب.
• الحب.
• الكراهية.
• الخذلان.
• المفاجئة.
• الفضول.
• القبول.
• العدوان.
• تكافؤ طرفين.
• فتور الشعور.
• القلق.
• حنان.
• إرباك - حيرة.
• حقد - كراهية.
• إحباط.
• قرف اشمئزاز.
• شك.
• نشوة إبتهاج.
• عاطفة.
• حسد.
• يغفر - يصفح.
• إحباط.
• ذنب معصية.
•
أسى - حزن.
• سعادة.
• ضغينة بغضاء.
• رعب.
• عداء - خصومة.
• حنين.
• إضطراب عصبى.
• انعزال.
• جنون العظمة.
• رحمة.
• إستمتاع.
• فخر.
• غضب - ثورة.
• ندم.
• خزى - عار.
• معاناة.
• دهشة - مفاجئة.
• تعاطف.
يتكون الشكل المبدئي للعاطفة من تكون بدرجات مختلفة من هذه المشاعر مثل اندماج ألوان أساسية لتكون طيف المشاعر. فالموضوع الذي يرتبط تكراره بخبرات سارة في مجموعها تتكون اتجاهه عاطفة الحب, والذي يرتبط تكراره بخبرات مؤلمة تتكون حوله عاطفة الكراهية.
اﻟحُــــــــبّ ُ هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما ، أو شيء ما ، وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين ، ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون المحبين" أثناء اللقاء بين المحبين.
الحـب وأصل اشتقاقه
وقيل : إنه مأخوذ من الحُباب. وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد. فكأنَّ غليان القلب وثوراته عند الاضطرام والاهتياج إلى لقاء المحبوب يُشبه ذلك. أسماء الحب ومراحله:
وضعوا للحب أسماء كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام والتعبد. و هناك أسماء أخرى كثيرة التقطت من خلال ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.
أنواع الحب
• الحبّ الإلٰهي
• الحب الأخوي
• حب النفس
• الحب الأفلاطوني
• الحب الرومانسي
• الحب الجنسي
• الحب المادي
هناك ما نحتاج لإشعاله و إخماده للتعرف عليه عن قرب و من بعد
الصــــــــــــــــــــــ ـداقة
الصداقة
هي علاقة اجتماعية بين شخصين أو أكثر على أساس المودة والتعاون بينهم, ويمكن تمييزها بثلاثة خصائص هي:
1- الاعتمادية المتبادلة التي تبرز من خلال تأثير كل طرف على مشاعر ومعتقدات وسلوك الطرف الآخر.
2- الميل إلى المشاركة في نشاطات واهتمامات متنوعة مقارنة بالعلاقات السطحية التي تتركز في أغلب الأحوال حول موضوع أو نشاط واحد.
3- قدرة كل طرف من أطراف العلاقة على استثارة انفعالات قوية في الطرف الآخر وهي خاصية مترتبة على الاعتمادية, إذ تعد الصداقة مصدرا لكثير من المشاعر الإيجابية السارة أو غير السارة.
أنواع الصداقة
صداقة المنفعة وصداقة اللذة وصداقة الفضيلة, ويبين أن صداقة المنفعة هي صداقة عرضية تنقطع بانقطاع الفائدة, أما صداقة اللذة فتنعقد وتنحل بسهولة بعد إشباع اللذة أو تغير طبيعتها, وأما صداقة الفضيلة فهي أفضل صداقة وتقوم على أساس تشابه الفضيلة وهي الأكثر بقاء. ويعتقد أن الصداقة أكمل ما تكون عندما تتوافر لها الأسس الثلاثة (المنفعة-اللذة-الفضيلة).
ومن التعريفات الحديثة للصداقة أن الصداقة علاقة اجتماعية وثيقة تقوم على مشاعر الحب والجاذبية المتبادلة بين شخصين أو أكثر, ويميزها عده خصائص منها: الدوام النسبي والاستقرار والتقارب العمري في معظم الحالات, مع توافر قدر من التماثل فيما يتعلق بسمات الشخصية و القدرات والاهتمامات والظروف الاجتماعية
الصداقة في الإسلامأهتم الإسلام بأمر الصداقة. ويعتبر الإسلام الحب في الله سبحانه وتعالى هو أعظم أنواع الصداقة بين الناس, والحب في الله هو أن تكون المحبة خالصة لله, فيكون خالٍ من أي غرض من أغراض الدنيا، ولا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة ما، بل يقوم على التقوى والصلاح, ويخبر النبي أن من أحب شخصا يخبره أنه يحبه لقوله :" إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه".
الصداقة في علم النفسمن منظور علم النفس تؤدي الصداقة إلى وظيفتين أساسيتين :
خفض مشاعر الوحدة ودعم المشاعر الإيجابية السارة
وهناك أربع آليات رئيسية تتحقق من خلالها وظيفة خفض التوتر ودعم المشاعر الإيجابية وهي:1. القارنة الاجتماعية.
2. الإفصاح عن الذات.
3. المساندة الاجتماعية.
4. المساندة في الميول والاهتمامات.
الإسهام في عمليات التنشئة الاجتماعية
الفرق بين الصداقة وَ الحُب
يشير عالم النفس دافيز (davis) إلى أن الحب والصداقة يتشابهان في وجوه عديدة, غير أنهما يختلفان في مظاهر أساسية, والخصائص المشتركة بين الحب والصداقة هي :
1- الاستمتاع برفقة الطرف الآخر.
2- تقبل الطرف الآخر كما هو.
3- الثقة في حرص كل طرف على مصالح الطرف الآخر.
4- احترام الصديق أو الحبيب والاعتقاد في حسن تصرفه.
5- المساعدة عند الحاجة.
6- فهم شخصية الطرف الآخر واتجاهاته و تفضيلاته ودوافع سلوكه.
7- التلقائية وشعور كل طرف بأنه على طبيعته في وجود الآخر.
8- الإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية.
أما عن مجموعتي الخصائص التي تنفرد بهما علاقة الحب فهما: أ- مجموعة الشغف: وتشمل ثلاث خصائص وهي:
1. الافتتان: ويعني ميل المحب إلى الانتباه إلى المحبوب والانشغال به حتى عندما مع الرغبة في إدامة النظر إليه والتأمل فيه والحديث معه والبقاء بجواره.
2. التفرد: ويعني يميز علاقة الحب عن سائر العلاقات الأخرى والرغبة في الالتزام والإخلاص للمحبوب مع الامتناع عن إقامة علاقة Šمماثلة مع طرف ثالث.
3. الرغبة الجنسية: وتشير إلى رغبة المحب في القرب البدني من الطرف الآخر وفي معظم الأحيان يتم ضبط تلك الرغبة لاعتبارات أخلاقية ودينية.
مجموعة العناية: وتحوي خاصيتين هما:
1. تقديم أقصى ما يمكن : حيث يهتم المحب اهتماما بالغا بتقديم أقصى ما يمكنه عندما يشعر بحاجة المحبوب إلى العون حتى ولو وصل الأمر إلى حد التضحية بالنفس.
2. الدفاع والحماية : وتبدو في الاهتمام والدفاع عن مصالحه والمحاولة الإيجابية لمساعدته على النجاح.
تعودنا في مجتمعاتنا رجالاً ونساءً، أطفالاً وشباباً ومنذ نعومة أظفارنا على كبت مشاعرنا، وعلى التجرد منها وإنكارها، حتى بتنا في أحيان كثيرة فاقدي القدرة على الإحساس بها، أو حتى على فهم حقيقتها. لكن، من يستطيع أن يتحدى قوانين الطبيعة؟ أن يتحدى ما خلقنا الله منه أساساً: جسداً وروحاً، عقلا وعاطفة؟! فنحن لا ننصت لمشاعرنا وأحاسيسنا إلى عندما تطفو على السطح على شكل نوبة غضب، أو عطش تاريخي للبكاء أو الصراخ، أو حتى ضحكة هستيرية مكسوة بالتوتر والألم. وفي أحيان أخرى تنفجر هذه المشاعر المكبوتة على شكل نوبة قلبية أو ذبحة صدرية! فهل نحسن التقاط الإشارات التي تطلقها المشاعر "بوصلة الجسم" لتنبهنا إلى أمر أو تذكرنا باحتياجات نسيناها؟
على كل إنسان أن يعي جيداً بأن له عاطفة لا يمكن تلاشيها كلية، وأن ذلك ليس بالفكرة الصائبة إذا عمد الإنسان توجيه فكره في هذا الاتجاه لأن هناك أشياء ستحدث تحفزه على المضي كردة فعل. الحياة مليئة بالإحباطات والألم وفقدان بعض الأشياء وتصرفات غير متوقعة من الآخرين، فلن يستطيع الشخص أن يغير من هذا كله لكن بوسعه أن يغير من الأحداث التي تؤثر عليه. السيطرة على الانفعالات التي يصدرها الفرد تجعله سعيداً في حياته على المدى الطويل.
أ. باسمة تقي الجنبي
المفضلات