يعد تعليم اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية خطوة بناءة نحو مسيرة التقدم.وذلك لأن هذه اللغة أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة فأنت لا تكاد تذهب إلى مكان إلا وتدرك حاجتك إلى التحدث بهذه اللغة.وبما أن التعليم في المرحلة الابتدائية هو اللبنة الأولى لأي علم يكتسب,كان لابد من الالتفات إلى ما ينقص كل مادة من المواد التي تدرس في هذه المرحلة بالنظر إلى النتائج التي وصل إليها المتعلمين .وأنا لا اعتبر التقييم النهائي التي تحصل عليه الطالبة معيارا صادقا لمثل هذا البحث حيث أن المتعلم يستطيع الحصول على الدرجة الكاملة أحيانا بدون وجه حق سواء لخطأ في عملية التقويم ذاتها أو انسياقا لثقافة " مسكينه خليها تعدي " .لذا فان محك استيعاب الطالبة للمادة هو المحصول الذي جمعته خلال العام وتطبيقها للمنهج في الحياة العامة. وبما أن الحديث هنا يدور حول ما ينقص تعليم اللغة الانجليزية للطالبات في المرحلة الابتدائية فأنني ومن خلال تجربتي المتواضعة اعتبر أننا مازلنا في بداياتنا في هذا الميدان.ونحن هنا لا نعاني من ضعف مادي جعلنا نتخلف في هذا الجانب فالإمكانيات المادية متوفرة والوزارة تسخر مشكورة كل المتطلبات المادية التي ترتقي بالتعليم إلى أعلى المستويات. ولكن التدني الذي احكي عنه هنا أعزوه إلى جوانب عدة تشترك فيها المعلمة والطالبة.
حين تدخل معلمة اللغة الانجليزية إلى الصف ورسالتها التي تسير على هديها هي أن تشرح الدرس وتخرج وتنهي المنهج فقط فان الطالبة لا تلام إذا سارت على خطى معلمتها وحفظت الدرس بأي شكل من الأشكال لتنتقل إلى المرحلة التالية ولكن إذا فهمت تلك المعلمة قداسة مهنتها ورسمت لها منذ أن تستلم قرار تعيينها رؤية واضحة وأهدافا تتماشى مع شرف مهنتها فان النتيجة ستكون مغايرة تماما. لا يكفي لاكتساب اللغة حفظ الحروف واستيعاب القواعد إذا لم تصاغ جميعها في قالب الممارسة وفي جو من الألفة والنشاط.إذا استوعبت المعلمة أن جعل الطالبة تتحدث الانجليزية بأفضل ما تستطيع الطالبة الوصول إليه و أن تلك اللغة لغة عالمية لا مجال لتجاهلها فان تعلم تلك اللغة سيكون أقوى وأبلغ. مشكلتنا أننا نؤدي عملنا لننجزه فقط وليس لنصل به إلى المستوى المأمول ومادة كاللغة الانجليزية لابد أن تدرس في بيئة مختلفة لأنها من المهارات الجديدة والمكتسبات التي لم يتعود اللسان عليها فتعلم لغة جديدة ليس كتعلم أي مادة بلغتنا الأم بالطبع . يجب على المعلمة إذا أن تغرس حب هذه اللغة في نفوس طالباتها ليس اعتدادا بها ولكن إيمانا منها بأهميتها ورغبة منها في مواكبة العصر.وكل معلمة لها أسلوبها الخاص حتى تصل إلى هذا المطلب.
أما ما يخص الطالبة فأمره من وجهة نظري الخاصة أسهل من ما يخص المعلمة, لأنني أرى أن الطالبات يعشقون مادة اللغة الانجليزية وينتظرونها بفارغ الصبر إذا كانت معلمتهم وصلت للمستوى الذي تحدثنا عنه. ولكن المشكلة عندهم تكمن في المخزون المتوارث عن هذه اللغة فقد تربوا على صعوبتها والضجر منها والاعتقاد بأنهم ليسوا محتاجين لها. صحيح بان الجيل الجديد بدأ ينتقل إلى مرحلة أكثر تفهما ووعيا ولكننا مازلنا نعاني من هذه النظرة المتراكمة. أضف إلى ذلك أن المجالات التي تتعايش معا الطالبة لا تدعم أبدا ممارسة هذه اللغة فاستخدام اللغة الانجليزية لا يخرج عن إطار الصف ويندر أن تجد الطالبة مجالا يثري لغتها وتمارسها فيه . ولكن أن اجتمع حرص المعلمة وتوفيرها لهذه الفرص مع جهد الطالبة وبحثها لما ينمي لغتها فأننا سنرتقي بتعليم هذه اللغة إلى مستوى ممتاز.
أنا على يقين أن مدارسنا لا تخلوا من نماذج مشرفة لمعلمات حريصات على تعليم اللغة الانجليزية كما يجب , ولكن واجبي كمعلمة أن أشير إلى هذه الجوانب حتى اذكر أخواتي المعلمات ونفسي بأننا نحمل رسالة سامية ومسؤولية مشرفة علينا أن نصل بها إلى ما يرضي الله ويرضينا لنكون مثل غيرنا نعتبر اللغة الانجليزية مفيدة ومسلية ولا نجد في تدريسها أو تلقيها أي مشكلة.
ضوابط المشاركة
رد مع اقتباس
المفضلات