ذكرت فيما سبق الآتي :
نجد في القرآن كثيراً مادة ( فعل ) كما في قوله تعالى : [ والذين هم للزكاة فاعلون ] . وقوله [ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ] . وغيرها من الآيات ، بينما نجد قوله تعالى : [ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ] . [ اعملوا آل داود شكرا ] . ولكن باختصار حتى لا أطيل في التفصيل ، وأجعل أذهانكم تتحرك ، أقول :
فعل تدل على وقت محدد ، أو غير محدد ، فمن ذلك قوله تعالى : [ والذين هم للزكاة فاعلون ] . فالزكاة لها وقت معلوم عند من تجب عليه الزكاة ، وكذا زكاة الفطر لها وقت معلوم ، ونحو ذلك ، وفي قوله تعالى : [ الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ] . إلى قال تعالى : [ وما تفعلوا من خير ] . ومن المعلوم أن أشهر الحج معلومة ، ومؤقَّتة ، ويوم تعود السماوات والأرض ، ويعود كل شيء إلى حاله ، فقد قال تعالى : [ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ] . فالتعبير بالفعل يدل على أنه محدد في وقت معين ، ولكن هذا الوقت في علم الله تعالى ، وهكذا كل الآيات التي وردت فيها مادة فعل تدل على زمن ووقت محدد معلوم ، أو غير معلوم .
بينما مادة ( عمل ) فهي تدل على غير ذلك ، فهي تدل على العمل ، وعلى الاستمرار بالعمل ، وهكذا ، وهذا من الإعجاز المبهر في ألفاظ القرآن الكريم ،
كان هذا ما أشرت إليه سابقاً ، ولاستكمال التوضيح في هذا فإنني أبدأ مستعينا بالله في بيان إعجاز البيان القرآني ، وإن كنت عبداً فقيراً لا أملك من العلم شيئاً ، ولكنه توفيق من الله أن جعلني أجد ما أجد .
قال تعالى : [ الجح أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله ] . وحيث أن أشهر الحج معلومة ، محددة بوقت معلوم نجد أن الوارد هنا مادة ( فعل ) . وهذا مما يدل على إعجاز القرآن ، بينما لم ترد مادة ( عمل ) لأن الحج يُعمل مرة واحدة في السنة ، أي أنه محدد بوقت .
قال تعالى : [ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ] . نجد هنا في الآية مما يؤخذ على هؤلاء أنهم وقت فعل المنكر بالتحديد لا ينكر بعضهم على بعض ، ووقت فعل المنكر له وقت محدد ، معلوم عند من يفعله ، فورد هنا استعمال مادة ( فعل ) .
وكذا قوله تعالى عن موسى عليه السلام مع الطاغية فرعون ، حيث أنه عليه السلام فرَّ من فرعون لما فعل ما فعل من قتل النفس ، عندما قتل القبطي الذي وجده يكلِّف الإسرائيلي ما يكلف من حِمْلٍ ، ثم قال تعالى : [ فوكزه موسى فقضى عليه ] . كان هذا من أسباب فرار موسى من فرعون عندما أراد أن يقتله ، وليس غير هذا الفعل ، ولما رجع موسى عليه السلام بالرسالة ، يدعوه إلى عبادة الله قال له فرعون : [ ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ( ) وفعلت فعلتك التلي فعلت ] . تعبير القرآن هنا بالفعل ، لأن موسى سبب فراره من فرعون ذلك الفعل فقط ، ولم يستعمل مادة عمل لأنه لم يفعل غير ذلك الفعل .
وقال تعالى : [ قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون ] . ومعلوم هي قصة أصحاب البقرة ، الذين ألحوا في الأسئلة عنها ، حتى صعبت عليهم الأمور ، فقال تعالى : [ وما كادوا يفعلون ] . فالفعل هنا بلفظه يدل على المعنى ، ومعلوم أنه لم تتكرر تلك القصة ، ولم يكن غير تلك البقرة ، فكانت لوحدها ، وفي وقت محدد لبني إسرائيل ، فجاءت مادة ( فعل ) ولم تأت مادة عمل ، ولو كانت مادة عمل لكان هذا الفعل يتكرر ، لكنه لم يرد في القرآن إلا دلالة على أنه مرة واحدة .
قال تعالى : [ إن الله يفعل ما يريد ] . إن الله تعالى إذا أراد شيئاً فإنه يقول له : كن . فيكون ما يريد عز وجل ، وتعالى شأنه سبحانه ، وهذا فيه دليل على التحديد والتوقيت .
والأدلة في ذلك كثيرة لكن أترك البحث لمن أراد الاستزادة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قلم مميز في قسم إبداعات الاعضاء
جزااااااك الله خيرا وبورك فيك ،،
سبحان من أعجز هذا القرآن ،،
زادك ربي علما وفضلا ،،
ولك التقييم
" أيــــــــآمـــآ مــعــــدودات "
فلـنغـتنمها في الـ خ ـير والــطآع ـه ~
الله يعطيك الف عافيه ويجزاك الف الف خير يارب ويكتب أجرك ,,,
وبارك الله فيكم ، وجزاكم الله خيراً ...
أتمنى من الجميع المشاركة ، أو على الأقل طرح الأسئلة في هذا الموضوع حتى نحث أنفسنا على البحث سويا
المفضلات